ثقافية

المختار والتميمي.. أمانة تاريخية ومواقف مشرفة

محمد رشيد

بعد مرور (14) عاما على تأسيس دار القصة العراقية أجد من الضروري الاعتراف بمواقف مشرفة لأشخاص كان لهم دور كبير ايجابي في مسيرة دار القصة العراقية وهنا سأتحدث عن مواقف لبعض الشخصيات في مدينة العمارة مدينتي التي تغفو على زند دجلة التي احتضنت دار القصة العراقية ونشاطاتها لسنوات طويلة وسأشير لأسماء تعاونت معنا وهذا حق من حقوقهم علينا وأرجو وان يعذرني القارئ لعدم ذكر الأسماء التي أرادت بنا سوءا وعلى مر الفصول دون أن تنته مهمتهم بعد . عام 2001 طلبت مني جهة حكومية التحضير لحلقة دراسية واحتفالية لكتاب عنوانه (000) وان أوجه دعوات لمثقفين من بغداد من اجل إحياء هذه الاحتفالية بحضور ورعاية المسؤول الأول في المدينة .في البداية وافقت على الرغم من إني غير مقتنع بالفكرة لكن موافقتي جاءت أولا لم استطع أن ارفض طلبا لشخص يكبرني سنا ثانيا له سلطة قوية في المدينة , بعض الأصدقاء في دار القصة رحب بالفكرة علما إنهم يعرفوني غير ميال للنشاطات التعبوية وأتحاشى هكذا نشاطات لاني اعرف نهايتها التي سيضع البعض عليها علامات استفهام كثيرة علما هكذا نشاطات يرغبها الكثير كونها تحقق دخلا ماديا كبيرا في ذلك الوقت اعني عام 2001 والذي كان ينشر في هذا المجال يحصل على (نصف مليون وأحيانا تصل المليون دينار) في وقت كان راتب الموظف لا يتعدي الــ(5)آلاف دينار. أما أنا فطبيعتي ميالة للنشاطات الثقافية والإنسانية التي تهتم بالطفولة.سافرت إلى بغداد ومعي دعوات لـ(3) شخصيات من المثقفين العراقيين المهمين لكي يشاركوا بدراسات عن (الكتاب) وتسليط الضوء عليه والإشادة به على الرغم من أن كتاب المحتفى به لا يحمل (اسم المؤلف), وبعد تفكير جاد في الموضوع قررت البقاء في بغداد لمدة شهر دون أن اتصل بالمدعوين, في هذا الشهر الذي قضيته في بغداد اتصلت بصديقي الفنان عبد الخالق المختار ومن خلال علاقاته الطيبة أجرى اتصالات لتهدئة الموقف بعدما حدثت ضجة وشائعات داخل الوسط الثقافي في مدينة العمارة منهم قال: محمد رشيد ضحك على المسؤول(…) ولم يحقق الاحتفالية, ومنهم قال:محمد رشيد اختفى وهرب لأنه عميل إلى إيران . شخص آخر قال:محمد رشيد لا يحب حزبنا لأنه منتم إلى حزب الدعوة . آخر قال: محمد رشيد عنده أخت مهجرة إلى إيران كيف يمنح منصب مدير دار القصة العراقية؟؟ و…و.. المهم بعد كل هذا التشويه الذي طال سمعتي لدى المسئولين في العمارة . اتصلت بعد شهر بأحد الأصدقاء في الوسط الثقافي وعرفت منه كل التفاصيل لأنني وقتها تيقنت بأنني سأعاقب بشدة لا محال كوني اخطأت مع أشخاص قدروني ومنحوني ثقتهم ووضعتهم في موقف محرج جدا أمام مسئوليهم, المهم اخبرني الصديق بان موقفي محرج جدا ويجب أن أعود لا برر ما فعلته ووعدني خيرا كونه سيبذل قصارى جهده لتهدئة الموقف واخبرني ان الكثير من (الأدباء صبوا زيتا على النار) ووجدوا اختفائي فرصة للنيل مني خصوصا وهم الذين نفذوا الاحتفالية وحققوا نجاحا باهرا وتم تكريمهم(ماديا)جميعا , الشخص الذي وقف معي دائما بمواقفه المشرفة هو الفنان الكوميدي جميل جبار التميمي الذي عمل لفترة طويلة نقيبا للفنانين في المدينة هذا (الجميل) وللتاريخ أنقذني من مشاكل عديدة وكثيرة أوقعني (الهؤلاء) بها للنيل من (دار القصة العراقية) و(سمعتي) الفنان جميل كان جميل الشكل والسلوك يحبه اغلب الناس في العمارة كونه فنان كوميدي ويحب الكل ولا يوجد له خلاف مع أي شخص في المدينة يحبُ الكل ويحترمهُ الجميع ,هذا الفنان الجميل شهد لصالحي أمام مسؤول المدينة الذي استدعاه وسأله :هل محمد رشيد له تواصل مع إيران كما سمعت ؟؟؟؟ الحقيقة رد عليه الفنان جميل واقسم له بأنني مجنون ومهووس بالأدب ولا توجد لدي أي ارتباطات خارجية واخبره من خلال موقف كوميدي ساخر (أستاذ هو يخاف يصير بحزب(…) معقولة يصير بحزب الدعوة؟؟؟ ) وبضحكة جماعية وقتها انتهى الأمر تماما لان الفنان جميل جبار كان جميلا ومقنعا في حديثه من خلال مزج الجد بالهزل , بعدها بأيام وجه سؤال آخر إلى الإعلامي والمؤرخ عبد المحسن داغر في مناسبة ما بحكم علاقاته برؤساء القبائل عن توجهاتي من قبل شخصية مهمة وأجابه داغر: أن توجهاتي ثقافية وإنسانية ولا توجد عندي توجهات سياسية أبدا, بعد أيام عدت إلى مدينتي العمارة وقدمت اعتذاري وطويت صفحة أخرى من (كتاب)ضم قصص كثيرة وملفقة لأدباء وفنانين وإعلاميين تصدوا لنشاطات دار القصة العراقية بعنف ولكن الله عز وجل أنقذني من كيدهم وظلمهم من خلال أناس شرفاء عرفوا بمواقفهم النبيلة وبفضل الله المبدع وبفضلهم استمرت مسيرة دار القصة العراقية ومسيرتي إلى هذه اللحظة,وعليه سيتم تكريمهم بجائزة خاصة في احتفالية مهيبة كونهم أسهموا في بناء حياتنا الثقافية والإنسانية بشجاعة نادرة في زمن الخوف .

قد يهمك أيضاً