ملف خاص

الأدباء يشيدون بجائزة الإبداع العراقي

الحقيقة – رجاء حميد

 

وأضاف الفضلي: “المثقف العراقي يشعر في الفترة الأخيرة بأنه مهمل من قبل الحكومات المتعاقبة في عراق ما بعد 2003، بل أن كثيرا منهم أصابتهم حالة من التأزم نتيجة شعورهم باللا جدوى من نتاجاتهم الإبداعية، لكن الآن ومع فكرة تأسيس هذه الجائزة ستتحرك روح المنافسة وسيكون لدينا كم هائل من الإبداع، كون العراق بلدا منتجا ومصدرا للثقافة والوعي على مدى تاريخه الذي يمتد لآلاف السنين، فضلا عن كونه بلد الحرف الأول والموسيقى الأولى ومنه خرج النقش والعمران والتشكيل إلى العالم.

من جانبها، اثنت الشاعرة غرام الربيعي، على مبادرة وزارة الثقافة بتوسيع حقول الجائزة  لتشمل جميع صنوف الإبداع. وقالت الربيعي: “العراق بلد حضارة عريقة وثقافة مشهودة، لذا لابد أن يكون بلد مهرجانات وجوائز وملتقيات تحفل بالمنتج العراقي الذي ينافس الغرب والشرق بحجمه ونمطه، وبما أن تسمية الجائزة بجائزة الإبداع وهي كلمة شمولية للانجاز المهم لذا لابد من أن تشمل جميع صنوف الإبداع، وأن لا تخضع إلى آراء قاسية جامدة أو خيالية مزاجية تهدد المنجز أن يكون ضحية مزاج أو تعصب لرأي واحد وبالتأكيد أن تكون هناك ثقة حقيقية بين الفكرة وانجازها والملتزمين بها كي تحفظ مهابة القرارات بعد فرز النتائج وبالتالي تحقق الهدف من فرز الغث من السمين من الإبداع وتحفز المبدعين إلى الأفضل والأجمل باشتغالاتهم وهذا يشجع المؤسسات إلى حث أفرادها بالاشتراك في هذا المعترك الإبداعي .

وقال الشاعر رياض إبراهيم: “لابد أن تركز الجائزة على حقلي الآثار والسياحة العراقية لأهميتهما من الجانب المعرفي والثقافي ونحن بأمس الحاجة للبحوث الاجتماعية والسياسية لإشاعة روح المحبة والتصالح بين مكونات المجتمع العراقي”.

وأضاف إبراهيم “أتمنى أن يكون اسم الجائزة يحمل عناوين تدلل على المحبة والسلام والتعايش أو اتخاذ اسم شخصية جامعة للعراقيين كأن تكون جائزة د عبد الجبار عبد الله أول رئيس لجامعة بغداد وهو من الصابئة كرمز للحمة الوطنية”.

فيما قالت الشاعرة حذام يوسف الطاهر: “إن توسيع مجالات المسابقة يتيح فرصة لأكبر عدد من المبدعين سواء في مجالات الشعر أو القصة أو البحوث أو الموسيقى وغيرها.

وعن تعدد  الحقول المشاركة  تساءلت الطاهر: ” كيف سيتم التقييم لشعراء العمود والتفعيلة مثلا؟ وكيف سيتم تقييم المشاركات السردية مثل القصة والرواية وهي أيضا مشمولة بالمسابقة ، ومجال الترجمة، لو فرضنا إن المشارك بمجال الترجمة أرسل ترجمة لقصة أو لمقال، هل سيقارن ويقيم مثل الذي أرسل ترجمة  لبحث موسع؟ إذ إن تعدد المجالات ربما يربك اللجنة المشرفة على موضوع التقييم”.

وعن مشاركة المبدعين في الجائزة قالت الطاهر “أعتقد أن موضوع المشاركة يتعلق بالأديب أو المثقف المعني بالموضوع، فليس هناك مجال للحث على المشاركة إن لم يكن المعني بالمسابقة مهيأ للموضوع! لكن يمكن أن تدعمه معنويا، إذ إن الموضوع فيما بعد سيترك للجنة المشرفة حسب العرف المتبع في مثل هذه المسابقات” .

وأشاد الشاعر عبد السادة البصري بجائزة الإبداع، قائلا” مهما يكن شكلها وتنوعها وحجم الدعم الذي ستقدمه للمبدعين الا أنها تُعتبر مبادرة وخطوة رائعة لفتح نافذة تنافسية ممتازة كونها تعمل على تحريك وحثّ المبدعين في شتى مجالات الإبداع على العمل الجدّي والخلاّق في البحث والتقصّي والتجريب في فضاءات الإبداع كافة، لغرض تقديم الأسمى والأفضل”.

وأضاف البصري “الجائزة بعد توسيع نطاقها إلى حقول تسعة أخذت منحىً كبيرا ومساحة إبداعية أوسع، إنها مبادرة تُبشّر بالخير وتؤكد التزام الوزارة بعملها الحقيقي ومنهجها في دعم واحتضان وتشجيع المبدعين في مجالات الإبداع كلها”.

وقال البصري إن “على الاتحادات والنقابات إضافة إلى الدوائر والقصور والبيوت الثقافية التابعة للوزارة أن تحثّ الجميع على الاشتراك بها وتشجيع ديمومتها من خلال النشر والإعلانات وعقد الندوات واستضافة أساتذة متخصصين وأكاديميين ليقدموا محاضرات حول أهمية تفعيلها والاشتراك بها كونها فعالية تنافسية كبيرة تساعد في تحريك وحث المبدعين على الغوص في مكامن الإبداع والبحث عن كل ما هو جديد في عالم الثقافة والمعرفة”.

واقترح البصري أن تكون المدة المحددة للجائزة ليست عاما واحدا بل للعمل الإبداعي المنجز خلال الخمس أو العشر سنوات الماضية وفي كل الحقول الإنسانية والعلمية والأكاديمية والإدارية إبداعيا.

وقال الشاعر كريم شغيدل “ينبغي أن تكون قيمتها المادية والمعنوية معتبرة بحيث تسلط الأضواء على الفائزين وتحويلهم إلى نجوم ,كما يجب أن تكون اللجان من الشخصيات الثقافية المنفتحة والمتنوعة في تخصصاتها وميولها وتوجهاتها الأدبية والفنية”.

واقترح شغيدل طبع النتاجات الفائزة والاحتفاء بها وبأصحابها في حفل مهيب خاص بالمناسبة بحضور واسع وتنظيم دقيق بوصفه حدثاً ثقافياً كبيراً يشكل معياراً فنياً يعتد به.على أن ألا يتكرر الفوز أو المشاركة إلا بعد مرور ثلاث دورات على أقل تقدير أو تمنح الجائزة لمرة واحدة فقط”.

ودعا شغيدل إلى إشراك الاتحادات والنقابات في اللجان وحثها على ترشيح بعض الأعمال التي تنتجها أو نتاجات أعضائها، أي يكون التقديم من قبل الأشخاص والمنظمات والمؤسسات ودور النشر”.

وقال الشاعر كريم جخيور “لو تابعنا أغلب المسابقات الأدبية العربية لعرفنا أن المبدعين العراقيين دائما في مقدمة الفائزين فهم لم يدخلوا مسابقة إلا وخرجوا. فائزين بإحدى الجوائز وبهذا فمبادرة وزارة الثقافة بتنظيم مسابقة جائزة الإبداع خطوة رائعة  ونتمنى تفعليها وأن تكون عربية حتى تكون أكثر مساحة وأفقا”.

وأضاف جخيور “يبقى العراق يعاني من عدم قدرته على ترويج بضاعته. وهذا ليس محصورا في الأدب فقط بل في كل المجالات نحتاج إلى مؤسسات تعمل على صناعة الثقافة. الدعاية جزء منهم. لم يسمع العراقيون لا بل حتى الأدباء بمثل هذه المسابقة عن طريق إعلانات تلفزيونية أو لقاءات وحوارات بخصوصها. فهي تقام وتنتهي دون أي إعلانات دعائية تليق بالمسابقة”.

وانتقد جيخور عن غياب دور الجانب الأكاديمي قائلا: “بصراحة الجانب الأكاديمي يعاني من شلل بهذا الخصوص وكان عليه أن يساهم ويتفاعل مع إنضاج أي فعل ثقافي وأدبي. كنت أتمنى أن نسمع عن جائزة بغداد أو جائزة البصرة أو الكوفة ولكن للأسف لم نر هذا مع هذا نطالبها بالمشاركة في تفعيل المشهد وهذه الجامعات تملك عمقا وتأريخا كبيرا يؤهلها أن تقدم ما هو أفضل”.    

قد يهمك أيضاً