علوان السلمان
ففي المحور الاول الذي بحث (خصائص الرواية العراقية المعاصرة) ليوم المؤتمر الاول و الجلسة الاولى التي ترأسها الناقد علي الفواز وهي تتوزع على المحاور الاتية بعد (شهادة سارد) للقاص حميد المختار انحصرت في(الفنتازيا والغرائبية..أزمنة الدم المسكوت عنه في التاريخ) لناجح المعموري والتي جاء فيها: (ازمنة الدم رواية تهيكلت على تاريخ مفترض كعادة جهاد مجيد يقترح مرحلة تاريخية ويحدد الكثيرون عناصرها الضرورية حتى توحي بكونها حقيقة تاريخية مكونة من مجموعة وقائع واحداث مرتبطة بالمملكة..مع رسم دقيق لما تحتاجه المرحلة من مكملات جوهرية لها علاقة مباشرة باماكن مقدسة مثل المعبد وبيت الكهنة ومكان الملك وزوجاته وغرفته الخاصة..( ص9.. تلاه الناقد عباس خلف في بحثه الموسوم(الرواية والفنون..الرواية السردية في مفهوم النص السينمائي..تحولات الصورة بين الازاحة والتعويض)..والذي اكد فيه على نص الصورة بعد اسئلة تتمحور حول مضامين النصوص السينمائية التي تأخذ في الحسبان انها اعمال ادبية..هذه النصوص وان كان اكثرها ينجز بطريقة مزج الفكرة والموضوع بجماليات الصورة وحساسيتها الا انها لا تحيد عن وظائف وامكانيات كل هذا التضافر من اجل خلق الفكرة وتحميلها بيئة وزمن وذاكرة الكلمة..وفي ضوء هذا التصور اخذ العديد من كتاب السيناريو في معالجة مضمون الاعمال بطرق فنية ابداعية تعتمد وتسلك الصورة بعملية اطلق عليها د.محمد بنيس(ترحيل النص) ودمجه في الصوت والحركة والميكانيك..) ص14..
أما الناقد جميل الشبيبي في بحثه(السرد وتداخل النص الشعري) فقد اتخذ من رواية(اطلس عزران البغدادي) انموذجا..اذ اشار فيه( لقد اغتدت الشعرية كمفهوم ومصطلح من التجارب الروائية العالمية وبعد ان اصبح العالم قرية صغيرة من خلال التطور الهائل في الاتصالات وتقنياتها الهائلة، فان التجارب الروائية جعلت تجديد هذا المصطلح عصيا على التحديد وهو واقع مثير ومحفز قد وضع الروائي العراقي امام تحديات موضوعية تتصل بالتحولات المأساوية والتخريب المقصود لبلاده وفنية ينبغي له الانصات لها كي يعبر الواقع المشاكس والغني بالتحولات الدرامية نحو تاسيس روائي فني مبتكر يعلو على التناقضات الجارية متجاوزا آفاقها الدموية والتخريبية تجاه عالم غني بالوعود يمثل مستقبل اللحظة الراهنة..) ص33.. وفي رواية(اطلس عزران البغدادي) انموذج لشعرية المفارقة التي تستثمر في العديد من فصولها تقنية الغلو والمبالغة في اضفاء صفات العجائب على كائن بشري (عزران) يجسده السارد بشكلين متضادين : شبحي و انسي وهو يتضح من بنية العنوان وصولا الى المتن بمفارقات ساخرة تحاول اضفاء منطق ساخر على الوقائع المأساوية الغريبة التي عجز مجتمع الرواية عن تفسيرها وهي تقنية ليست جديدة على الرواية العراقية فقد استثمرها روائيون عراقيون من امثال وارد بدر السالم و احمد سعداوي و علاء شاكر و مرتضى كزار و باسم القطراني وغيرهم اضافة الى تقنيات اخرى تعزز بنية السرد في هذه الرواية كنموذج للتقنيات التي استثمرتها الرواية العراقية الجديدة لتعزيز شعرية السرد فيها بالتجديد والمبتكر و التجريبي )..ص39 –ص40 . .
اما رابع البحوث فقد كان للدكتور كمال غمبار وحمل عنوان (القمع والحريات – مخاض الشعب ومخاض الام ) نقتطف منها (تكمن اهمية رواية (ذاني طةل-مخاض الشعب)للاديب الخالد ابراهيم احمد قبل توظيفها سينمائيا في انها كتبت عام 1956 ..وكل عمل ابداعي يقيم في اطاره التاريخي ولكن حين يتخطى ذلك الاطار يكتسب اهمية كبيرة تستوقف المتلقي ان يتأمل الرؤية المستقبلية للكاتب في تنبئه بتطوير الاحداث والظروف والمستجدات التي تشهدها الساحة السياسية فيما بعد كما تفرضها ارادة التاريخ على ارض الواقع..
إن الروائي في روايته استخدم تقنيات جديدة في صياغة الاحداث بعيدا عن الاسلوب التقليدي السردي المباشر فاللجوء الى فنFlash back منذ البداية يدل على القدرة الفنية للكاتب اضافة الى استخدام اسلوب تيار الوعي (المنلوج الداخلي) و التداعي في بناء الرواية سواء كان تداعيا ذهنيا يحركه مسار الرواية وتطور احداثها او تداعي صورة او فكرة يرينا الروائي (مشهد الباص الخشبي حيث بطل الرواية جوامير جالس في المقعد الامامي للسيارة، وقد قيدت احدى يديه بسلسلة حديدة مربوطة باليد اليسرى لاحد افراد الشرطة) وهو غارق في لجة خيالاته التي تعيد اليه السنوات الماضية في البيت والسجن وما كابد من مختلف صنوف التعذيب والمعاناة المريرة كشريط سينمائي يمر امام ناظريه ) ص54 – ص 55
واخيرا كان بحث الدكتور باقر الكرباسي الذي حمل عنوان ( القمع والحرية في رواية طشاري) ..منه: (رواية طشاري لـ انعام كجه جي ناطقة بواقع اجتماعي عراقي مأزوم بدأ من العتبة الاولى (الغلاف) و العنوان طشاري الغارق في عراقيته و سيميائيته وانتهاء بالسؤال الاخير : أمَ يشبعون من الدم ؟ ) ص 75 ..
اما الجلسة المسائية الثانية التي ترأسها د.عمار احمد فقد كان محورها : الرواية وتداخل الاجناس وبحوثها التي (سبقتها شهادة سارد) طه الشبيب .. تمثلت في (رواية السيرة الذاتية:التعالق النصي الاحالي ) للدكتور خليل شكري هياس وهي قراة بين (سيرة جبرا ابراهيم جبرا وبين رواياته) منها ..(نقصد بالتعالق النصي الاحالي : تلك العلاقة القائمة على عملية التحويل او المحاكاة بين نصين يسمى النص المحول او المحاكي (النص اللاحق) ويسمى النص المحول او الماحكى (النص السابق..وهذا يعني ان العلاقة بين النصين انما هي علاقة اشتقاق وتحويل ومحاكاة ..والعلاقة هذه تخضع مجازيا لمنطق الطرس عند جيرار جينيت والذي تطمس فيه الكتابة الاصلية وتعاد كتابتها لكنها تترك اثاراً من النص السابق).. ص 77.. ويضيف الناقد موضحا ان التعالق النصي الاحالي يصنف على صنفين : الاول بين النصوص غير الذاتية : اي بين نص لمؤلف ونص لمؤلف اخر والثاني : بين النصوص الذاتية : اي تلك التي تحدث بين النصوص التي يكون فيها مؤلف النص السابق هو مؤلف النص اللاحق .. وتاتي اهمية هذا الموضوع في النص الروائي من انه يقدم رؤية قرائية داعمة للنص الروائي )ص 78
تلاه الدكتور ثائر العذاري في بحثه (تحولات اللغة السردية : الراوي الملتبس .. التلاعب بهوية الراوي وزاوية النظر في الرواية العراقية المعاصرة ) . .متخذا من رواية طشاري لانعام كجه جي و رواية فرنكشتاين في بغداد لاحمد سعداوي ومفعاة لحامد فاضل والتي يتضح من خلال كل هذا (ان الشعور بالاحباط وانهيار تصورات ما قبل الاحتلال انعكس على هذه الاعمال اسلوبا في الكتابة..فالكتّاب لم يصوروا احباطهم عبر الموضوعات والثيمات .. بل ظهر ذلك واضحا في البنية السردية لاعمالهم ..اذ تمردوا على كل ما هو قار من اعراف فنية من غير ان يؤدي ذلك الى خروج اعمالهم من عباءة الجنس الادبي ..) ص 112
اما الدكتور نوزاد احمد اسود فقد تناول في بحثه (المركزية والتشظي في الرواية : السيرة الذاتية في ثلاثية (وادي كفران) لزهدي الداوودي والتي تشكل رواية الاجيال اذ تروي تاريخ ثلاثة اجيال في عائلة واحدة هذا يعني ان الرواية (تهتم بالتاريخ الاجتماعي والسياسي معا..لكن بخيال ابتكاري ..فمن خلال تاريخ زوراب او سيرة زوراب يتم تصوير تاريخ المرحلة الاجتماعية والسياسية التي عاش في اطارها الراوي / البطل زوراب والروائي زهدي الداوودي)ص128 ..
تلاه بحث الناقد عبد علي حسين المتمثل في تركيبة السرد : الخطاب الافصاحي في الرواية العراقية المعاصرة والذي جاء فيه (لا تسعى الرواية الافصاحية الى تقديم وثيقة تاريخية لواقعة ما في زمان ومكان معينين كما في الروايتين الوثائقية والتاريخة اللتين تلتزمان بحرفية نص الواقعة دون تحريف او اضافة بغية عدها وثيقة تمثل حالة ما في زمن ومكان معينين .. اذ ان الرواية الافصاحية تسعى الى تقديم رواية مقصودة وفق اشتراطاتها الفنية والبنائية وتقدم من خلال تبنيها تضمين نص الواقعة الحقيقية قراءة مستبطنة وتأويلية لتلك الواقعة) ص 205 ..اخيرا كان بحث الدكتورة نادية هناوي الموسوم(التسريد في الرواية السير ذاتية التخييلية) ..نقتطف منه(ان كتابة الرواية السير ذاتية لصق بالمبدع الذي يرى بعين ناطقة ترصد ما خفي على الآخرين حاملا كاميرا ذاكراتية تلتقط له كل ما هو صغير وتفصيلي قد يعجز غيره عن التقاطه ورصده..ويستلهم التسريد في رواية(ازمنة الدم) التاريخ القديم جنبا الى جنب الواقع المعيش في شكل تخييلي سير ذاتي ينطوي على تجريب قصصي ينتهج واقعيا ايهاميا لتغدو الذاكرة منقسمة على نفسها والذات متشظية نفسيا ومكانيا باستعمال اساليب مختلفة على مستوى الشكل ومستوى الموضوع مثل التنوع في الضمائر والاصوات السردية مع التلاعب بسيرورة الزمن وجعل الفضاء الكتابي منشطرا الى متن وهامش مع التناوب بنائيا ما بين متنين مرويين وعنونة رئيسة وفرعية فضلا عن توظيف التقانات الفنية الملائمة الاخرى كالمشهدية والمنتجة والسيناريو والتداخل الاجناسي ما بين السردية والشعرية والوصفية والحوارية والمسرحية والميتاسردية…) ص152..
اما جلسات اليوم الثاني فقد افتتحتها الطاولة المستديرة المتجاوزة للقوالب الجاهزة للجلسة الصباحية التي ادارها كل من الدكتور هشام عبدالكريم والقاصة والروائية عالية طالب وشارك فيها كل من النقاد(باقر جاسم محمد وعلوان السلمان وعقيل هاشم ومحمد ابو خضير وجمعة مطلك وبشير حاجم وحامد فاضل..) وقد سبق اوراقهم النقدية اربع شهادات اولها للروائي عبدالستار ابراهيم وثانيهما للقاصة والروائية رغد السهيل وثالثها للقاص والروائي سعد محمد رحيم واخيرا شهادة الناقد باسم عبدالحميد حمودي التي جرتنا الى عالم الروائي عبدالمجيد لطفي برسائله الموجهة للمتحدث..بعدها كانت ورقة الناقد باقر جاسم محمد والتي حملت عنوان(المدخل اللساني في دراسة الايروس في السرد) منها(ان الممارسة الايرويسية تمر بمرحلتين استثنائيتين: الاولى الاتحاد بالآخر(الرجل بالمراة والمراة بالرجل) والثانية هي اتحاد قوى البدن والنفس والعقل في لحظة الذروة القصوى لدى كل من الرجل والمراة..انها لحظة التجلي والغياب في آن واحد او النيرفاناnirvana أو لحظة عالم النشوة والغبطة اللحظية..)ويضيف الناقد(ويكشف التمثيل اللساني للتجربة الايروسية في السرد عنصرا مهما من عناصر التكوين الفكري والجمالي للنص السردي سواء أكان قصة قصيرة ام رواية..) ص210.. تلاه الناقد علوان السلمان في بحثه(تقنيات الشكل الروائي ـ المسرات والاوجاع ـ انموذجا) مما جاء فيه( يعد عقد الستينيات من القرن العشرين عقد ازدهار الرواية العراقية فنيا .. اذ اتجاهها صوب التجديد والتجريب في البناء السردي..وفؤاد التكرلي احد اولئك المساهمين الفاعلين في تطوير فن الرواية بما قدمه في تحديثها والقصة العراقية ..حتى صار من المتقدمين على غيره بتواصله الابداعي اولا ومحاولته المستمرة في الابتكار والتجديد ثانيا..ومن ثم الانتقال بالرواية والقصة من سردها الكلاسيكي الى سياقات التحديث الفني شكلا ومضمونا..الذي تجلى في رواية (المسرات والاوجاع) الصادرة عام /1998 الرواية التي تقوم في بنيتها السردية على الزمان والمكان والشخصية والحدث واللغة المتفاعله مع عوالمها..اضافة الى الزمن المؤثر الفاعل في دلالات السردالذي يوظف تقانات تبرز تعدد الازمنة ..منها التذكر والحوار الداخلي(المونولوج) والارتداد(الاسترجاع)وهناك تسريع السرد او ابطائه عن طريق الايجازالذي هو (التلخيص او التكثيف او الاقتضاب او الخلاصة ..) اضافة الى التقانات الفنية كالحذف والوصف والمشهد.. اما المكان بوصفه(شبكة من العلاقات والرؤيات ووجهات النظر التي تتضامن مع بعضها لتشييد الفضاء الروائي الذي لا يتحقق الا من خلال حركة الشخصيات فيه وتفاعلها معه..)فقد اتسع فشمل العلاقات بين الامكنة والشخصيات والحوادث.. اضافة الى توظيفه في تطور السرد وبنائه.. ولا يفوتنا ان نذكران بنية الزمان والمكان هي التي تولد فضاء النص وتخلق للفعل فيه مسافة ينمو فيها..اضافة الى اللغة التي تشكل الجمالية في النص من خلال النظام التركيبي اللغوي لها والشخصية التي تكمن اهميتها في الدور الذي تقوم به والمساحة التي تشغلها والرمز الذي تمثله ..أما الراوي فيها فيروي بضمير الـ(هو) التقنية البارزة في بنية السرد مرة والتي تنطلق من اسلوب السرد الموضوعي.. كونه العليم بكل شيء.. والذي يبدأ بالسيرة الموضوعية لعائلة (توفيق لام) بطل الرواية .. ابتداء من جده (عبدالمولى) ووصفه ( بجسده القصير,المتين , وبخلقته الغريبة , فهو اقرب الى القرد منه الى الانسان..)ص5 ..
ثم ينتقل الراوي بوصف تاريخ تطور عائلة (عبدالمولى) وابنائه في خانقين حتى انتقال ولده (سور الدين) الى بغداد وولادة (توفيق لام) الرمز الذي نشأ في ظل ظروف المدينة التي جعلت منه منشقا عن قيم العائلة وعاداتها وتقاليدها بسبب تنويره الفكري وحصوله على شهادة الحقوق.. اضافة الى سعي الرواية الى ان تقدم استقراء لتاريخ العراق السياسي منذ ثلاثينيات القرن العشرين حتى العام الاول للحرب العراقية الايرانية بدلالة التواريخ التي اوردها (توفيق) في يومياته.. اذ مواكبة احداث 1948 و 1952 و1956 و1958 و1963 و1980.. فورقة الناقد عقيل هاشم التي تطرقت للرواية العراقية الجديدة والتي جاء فيها(ان ميلاد رواية عراقية جديدة يعني ان هناك حاجة الى تغيير في بنية السرد وهو ايضا نتيجة حتمية جدلية من التغيرات التاريخية والاجتماعية…) ص226.. تلاه الناقد محمد ابو خضير لتقديم بحثه الموسوم(الخطاب الاشهاري محفلا سرديا) جاء فيه(يحوز الخطاب الاشهاري وحدة شعرية مستدعية لنصوص وافكار واساليب وبنى تواصلية وهيكلية لانشاء معماريته هادفا التأثير والاتصال والتفعيل الترويحي ونحسب ان شروع الوحدات والعناصر الشعرية تبدأ من مشهدية العرض او البداية حيث طرح الحدث او الحكاية الاطار، ومن ثم انتاج حكايات داخلية متوالية في لوح الخطاب ذاته..) ص249..اما الناقد والباحث جمعة مطلك فقد تحدث عن النقد الادبي والرواية الاجتماعية وضرورة تكوين نظرية نقدية ..تلاه الناقد بشير حاجم بورقة نقدية حملت عنوان(البنية الفذة خصيصة التكنيك في الرواية العراقية) مؤكدا فيه على ثيمة النص قائلا(اما في الثيمة فثمة اقناع القاريء بـ النص على دفعتين:اعتيادية ثم استثنائية..اي تصاعديا، تنازليا بتعلق كلتيهما تراتبيا عند قارئ متأن غير متعجل بمجرى الاحداث ضمن شبكة نص الرواية..حيث طريقة وصفها= عقلية الرؤيا+ امانة سردها=نقلية الرؤية) ص254.. اخيرا كانت ورقة القاص والناقد حامد فاضل التي وقفت على نتاج محمد خضير سرديا… اما الجلسة المسائية التي ترأس ادارتها الدكتور سلام حربة فكان محورها الرئيس(اتجاهات نقدالرواية العراقية المعاصرة) وقد سبقت بشهادة للقاصة نعيمة مجيد..تلاها بحث الناقد فاضل ثامر الموسوم(اسئلة الرواية الجديدة..انماط البنية الاطارية في الرواية العراقية الجديدة) الذي اشار فيه الناقد الى انه(تكاد تعمد معظم الروايات التاريخية العربية الحديثة الى الاستهلال ببنية اطارية حكائية خارجية تمهد او تبرر المتن الروائي التاريخي او المخطوطة التي تشكل في الغالب المتن النصي الاساسي للعمل الروائي وتحقق هذه البنية الاطارية مجموعة من الاهداف الفنية والاجتماعية والثقافية والتواصلية منها محاولة اقناع القارئ بوجود مسافة فنية بين الروائي والمتن الروائي التاريخي وبأن المؤلف لا يصطنع او يختلق اعتمادا على التخييل الصرف الحدث التاريخي الروائي..فمثل هذا الايهام يمنح النص التخييلي صدقية اعلى بوصفه جزءا من مدونة تاريخية رسمية او شبه رسمية كما ان هذه الحكاية الاطارية تمنح السرد طابعا موضوعيا مستقلا عن ذات المؤلف وعن الكشوفات او الانثيالات السير ذاتية(الاتوبيوغرافية) المعبرة عن وعي المؤلف او احدى شخصياته الروائية وتتخذ الحكاية الاطارية انماطا مختلفة ومظاهر سردية متنوعة فقد تكون بمثابة مقدمة يعلن فيها الروائي انه لا علاقة له بالمتن الروائي المنشور وانه مجرد وسيط لنشره بعد ان وصله بطريقة ما ..أو من خلال عثوره عليه في عملية تنقيب بحثية مضيئة..) ص288..تلاه الناقد ياسين النصير ببحثه المعنون(الآخر في الرواية الجديدة:الرواية ومحادثات المدينة) منه( محادثة المدينة مختلفة اللغة عن لغة الحوار المديني لان عماد المحادثة المدينية الاسئلة والاجوبة والدوران حول الموضوع لايضاح بعض ما التبس فيه ومادتها الحياة اليومية وليست المشكلات الفكرية او الفلسفية او الصراعات الايديولوجية الكبيرة الا انها تشكل الارضية التي تقوم عليها حوارات المدينة لذلك لم يعتمد افلاطون المحادثة بل الحوار لان المحادثة ارتبطت بتطور المدينة اليونانية ومؤسساتها والفلسفة المصاحبة لذلك كله..) ص302..
ثم يختصر بحثه بقوله(ان محادثات المدينية تدور حول حدث مشترك بين فئتين مختلفتي الفكر بينما تدور محادثات الريف والعمل بين رأيين يختلفان في التفاصيل..هذا الاساس للمحادثة سيتغير تبعا لتطور المدينة) ص303 ـ ص304..
فالناقد صادق الصكر الذي حمل بحثه عنوان(الارهاب والسرد:من قتل بائع الكتب)..وقد اتخذ من رواية سعد محمد رحيم انموذجا لما يمارسه الارهاب من قتل ووووو..
وفي نهاية الجلسة كان باب النقاش مفتوحا على مصراعيه من اجل خلق معلومة مضافة او ايصالها للاخر..
اخيرا كان البيان الختامي الذي تلاه الصحفي محمد اسماعيل بصوت هادئ ولغة واضحة دغدغت المشاعر واوصلت اهداف المؤتمر ..فتوزيع الشهادات التقديرية بقبل دافئة تحت ظلال(الشيراتون وقاعة الوركاء) والتهنئة بنجاح متفرد بكل مفاصله تنظيما وادارة وتخطيطا مبرمجا ضاهى بل وتجاوز المؤتمرات عربيا وعالميا بفقراته التي عايشها الحضور المتميز بلا ملل فكان اضافة خلاقة يزهو بها الفكر الانساني بكل اوراقه النقدية التي جمعت بين دفتي غلاف حمل علامته السيميائية الدالة على متنه(السارد..رائيا)..