الحقيقة – وكالات
تجمع نحو 30 شابا وفتاة بهدف إسعاد الناس من خلال فكرة “ارسم البهجة”، وإعادة رسم حوائط وأسوار وغرف يطغي عليها اللون البني الكئيب، فآثروا تغيير هذا الشكل بما يضفي نوعا من البهجة والسعادة على وجوه المارة والسكان في بعض المناطق الفقيرة وغرف المستشفيات التي تعالج أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من مرضى التوحد.
ويقدم فريق (ارسم البهجة) رسوماته المبهجة ذات الألوان الناصعة التي تدعو إلى الفرحة بمجرد النظر إليها، ويداعبون الصغار من خلال رسومات على هيئة عصافير وطيور وأشجار، ويحاولون رسم الفرحة على محيا كبار السن برسومات تحمل صور أشخاص متقدمين في العمر وهم يبتسمون إلى الأطفال.
قالت عبير عبدالله، مؤسسة فريق ارسم البهجة، إن الموضوع بدأ بعرض الأمر على بعض أصدقائها وصديقاتها من خريجي الكليات المختلفة، بأن يستثمروا خبرتهم وهوايتهم للرسم في إضفاء نوع من التفاؤل والأمل على وجوه المواطنين، بدلا من حالة اليأس والحزن التي تظهر على ملامحهم، بسبب الهموم أو الأمراض.
وأضافت أن كل أعضاء الفريق يفعلون ذلك وهم في قمة المتعة، لا يبحثون عن مقابل مادي، بقدر ما يسعون إلى إمتاع الناس ورؤية السعادة في اعينهم، فالجميع يستيقظ مبكرا ويحمل حقائبه المكونة من الألوان المختلفة وفرش الدهانات ويتم الاتفاق على مكان بعينه لإعادة رسمه من جديد، فنحن نريد تغيير الألوان الكئيبة بالشوارع والمساكن إلى أخرى مبهجة.
ومعارض أعضاء الفريق الأساسية، هي الشوارع ودور الأيتام والمدارس والجمعيات الأهلية التي لها دور اجتماعي في خدمة الناس، هكذا يشعر أعضاء الفريق بمسؤوليتهم الاجتماعية تجاه الآخرين.
وما يميز فريق ارسم البهجة أن جميعهم من عشاق الرسم ولديهم نفس الطموح بشأن نفع غيرهم بهوايتهم المفضلة، ويرون أن لا قيمة لهذه الهواية إذا لم ينتفع بها الغير.
وأكدت دينا أحمد، عضو في الفريق، أن جميع المشاركين في الفكرة مؤمنون بأن الألوان والرسومات من أهم مصادر صناعة البسمة وراحة النفس، وكلهم على قناعة بأن الألوان الموجودة حاليا في مختلف المؤسسات تدعو إلى الاكتئاب، وإذا كان هناك من بيده تغيير الكآبة إلى سعادة، لماذا يتأخر؟
وأوضحت أن قمة المتعة بعد الانتهاء من تغيير شكل ولون أحد الحوائط بالشارع، أو تحسين صورة غرفة داخل مستشفى بلون مبهج ينعكس على الموجودين بها، والمهم أن يكون للإنسان هدف في الحياة، وهدفنا جميعا إسعاد الناس بالألوان.
وأشارت إلى أن “ليس كل استثمار يكمن في جمع المال أو الشهرة، فهناك استثمار أهم وأعمق من خلال استخدام الموهبة في الرسم ليكون الطرف الآخر سعيدا”.
وتتذكر ساعة قيام أعضاء الفريق برسم قسم التوحد بمستشفى العباسية، وسط القاهرة، حيث شارك الأطفال الصغار
الذين يتلقون العلاج في هذه المهمة، وكانوا سعداء للغاية من تغيير شكل القسم بغرفه المختلفة، هذه هي قمة بهجتنا عندما نشعر ببهجة الآخرين من أعمالنا.
أهم رسالة لهذا الفريق أن يتم تغيير الواقع الحزين بـ”الألوان” وهذا ثمن بخس للغاية، لا يكلف شيئا سوى الموهبة وشراء الألوان وأدوات الرسم، وأن تساعد في إزالة الاكتئاب بالألوان المبهجة فهذا من عظيم الأمور.
ومن لوحات فريق ارسم البهجة التي أصبحت حديث الناس بحي المقطم في القاهرة، تلك اللوحة الفنية الرائعة التي رسموها على جدران إحدى دور رعاية الأيتام، بعدما تحوّل المكان إلى تحفة فنية من رسومات تبعث البهجة على الأطفال، وجرى رسم كل الأشكال وفق ما يحب الصغار، وبعدها تم تدريبهم (الأطفال) على طريقة الرسم بالألوان.
وأوضحت، في رسالة لمن يحاولون السخرية من أعمالهم “النقش والرسم ليسا عيبا، ولا شيء مهين يدعو إلى التقليل من شأنه، هذا عمل شريف، وبالأخص إذا كان من يقوم به أنثى مجتهدة لديها طموح وفكرة وهدف.. المهين حقيقة أن يجلس الشاب في مقهى ويسخر ممن يسعى لإسعاد الناس، فالإنسان الذي لم يترك بصمة في حياته سوف يعيش ويموت بلا هدف”.