*ماذا عن الدرما العراقية الان؟
-انا حزينة جدا، كنا ثاني بلد نمتلك قدرات كبيرة وهائلة وفنا، لكن الان تحت الصفر، نشاهد الاعمال في كل البلدان التي لديها عدم استقرار لكن الدرما مستمرة وبمستويات مهمة وعالية، الا الدراما في العراق، فقد دمرت كما دمرت حضارته وفنه وناسه، مع الاسف نفتقر للدعم لكل الاعمال الجميلة التي كانت تقدم في شاشات التلفزيون والمسارح العراقية، فالدرما العراقية مقيدة لعدم وجود شركات انتاج وعدم وجود ثقافة تسويق لذلك بقيت محلية بحتة.
*هل فرض عليك نص من احد المخرجين ام انت من تختارين النص؟
– اختياري للنص دقيق جدا وبنصوص جميلة تشعر المتلقي يرى اعمالا جديدا وبفنانين مؤثرين على الساحة الفنية، يقدم عملا جديرا ويدخل في قلوبهم ليرى ان الفن العراقي باق له ذائقة ولمسة جميلة تشعرهم بالارتياح.
*رصيد الفنانة فاطمة الربيعي؟
-يهمني اولا رضا الجمهور والناس عني، بان يحترمني ويحبني، ولدي طموح ان اقدم شيئا لفني ولجمهوري العزيز، ابداعا عراقيا بحتا يترك في نفوسهم طعم وجمال بغداد، وان اقدم اكثر للمجتمع العراقي اخر لحظة من حياتي ، واحب ان اقدم دور المراة العراقية، ان اي امراة في العالم متفردة بعطائها ،بصبرها بما قدمت للوطن، واتمنى ان يطيل الله في عمري لكي اوفي حق المراة العراقية التي لها حق على كل شرائح المجتمع بعطائها الكبير، فهي فقدت الابن والزوج والاخ فداء للوطن، العراقية شجاعة في كل اتجاهاتها ان كانت فلاحة او مهندسة او محامية اودكتورة وفنانة، تشكل فسيفساء جميلا لكل العصور، العراقية اكدت على مشاركتها في الحروب، فهي الاب والام، ومعاناتها كبيرة ومهمة .
*ماذا عن المسرح ؟
– كانت اعمالنا المسرحية في المهرجانات الدولية دائما بالصدارة، فقد قدمت عملا في المانيا وهولندا، العمل المسرحي (نساء لوركا) كانت له مشاهدة رائعة، وكتب عنه الكثير، ولان الاعمال لم تقدم خارج العراق فقد بقيت مقيدة، هذا التشتت في العمل لايخدم الفن ولا الجمهور العراقي .
*ماذا عن ادوارك المهمة والمعروفة بدور الام ؟
-فعلا مثلت الام المتسلطة والام الحنون، التقاليد والارث الاصيل، وحكايات المدن الثلاث، ومناوي باشا، وفي الخليج هناك تركت بصمة وفي الاردن ايضا .الفن يتاثربالظروف التي نعيشها، الان عدم استقرار بلدنا ادى الى تراجع ارض الفنون التشكيلية، تجدين في اي بلد الدرما التلفزيونية يوفر لها المناخ وارضية واسعة، العراقيون مثقفون ومعطاؤون وارث وتاريخ في كل المجلات، كانت اول وزيرة في العراق هي الدكتورة نزيهة الدليمي، كانت اضافة الى ذلك محامية وطبيبة وشاعرة، تريها مزدهرة في كل شيء ، بلد وصل الى المستويات العالمية.
*نصل الان الى دور السينما العراقية؟
-تكلمت بحسرة.. اول فلم عراقي، هو الضامئون، حاكى صراع الانسان مع الطبيعة، وفلم الاسوار الذي نال الجائزة الاولى في مهرجان دمشق من قبل 49 دولة عربية وعالمية مشاركة في المهرجان، والحكام كانوا اوروبين وليسوا عربا، وفلم المسالة الكبرى الذي نال جائزة لندن الاول كافضل فلم سينمائي، ومثل فيه فنانون كبار امثال اولفر ريد وغيرهم ، حيث ابهر كل الفنانين العالميين .
*هلا تحدثتِ عن مهرجان بغداد عاصمة الثقافة العربية، وماهي العراقيل في وقتها؟
-استبشرنا خيرا، ليس لدينا دور عرض للسينما، فقد صرفت عليه ميزانية هائلة، الافلام التي انتجت لاتتعدى ان تكون مسلسلا تلفزيونيا، صمت الراعي، وفلما سينمائيا، القصة للكاتب الكبير فؤاد التكرلي وسيناريو الدكتور ثامر مهدي واخراج محمد شكري جميل، لكن لحد الان لم يعرض، هو الان في ايران ويطلبون مبالغ للطبع، عانينا الكثير، سرقت الكاميرا، وتعطلت المولد، كان الاجدر بالمخرج محمد شكري جميل بدلا من هذا الصرف لهكذا مهرجانات لم تجد نفعا ان يعمل على تاهيل دور العرض اومعمل لتحميض الافلام وترميم المسارح ودور السينما، لماذا تذهب اعمالنا خارج العراق؟ لدينا مسرح الرشيد وهو ارقى وافضل مسرح في الوطن العربي تقنيا، كل سنة ترصد له مبالغ وتصرف دون جدوى!! اما المسرح الوطني فهو دائرة، وهو مسرح، يُستاجر لمسرحيات اخرى وفعاليات وللاستعراض وللخطابة ومنصة للفنون الاستعراضية!!.
*انتم لديكم طاقات خلاقة ، عليكم بتدريب الشباب على ثقافة المسرح الان.
-الفنان العراقي الان متقاعد، نحن قادرون على ان نبث الابداع وثقافة الفن للشباب مسرحا وفنا وسينما، كفنانين كباروقامات شامخة الا ان ضعف الدعم المادي للدولة جعلنا لانستطيع فعل شيء .
*ذكريات فاطمة الربيعي ؟
-اتذكر شارع الرشيد الجميل الذي كان قبلة بغداد للوفود، نتباهى بشناشيلها التي كانت عروس العواصم العربية، اتذكر كل شيء جميل بها الان اصبح مكبا للنفايات وتسكنه العربات، عندما امشي في شارع الرشيد تنهمر دموعي، وايضا عندما ارى خان مرجان الذي اصبح الان مخزنا للبالة!!، هذه الاماكن الحلوة والبيوت التراثية .
*كلمة اخيرة لعاشقة بغداد اونخلة العراق كما لقبت؟
-اتمنى ان يخرج بلدي العراق من هذه الازمة، ويرجع النازحون الى ديارهم بعد تحرير المدن التي كانت محتلة من قبل داعش، وان تلتئم اللحمة العراقية وتزهو بلادي برونقها الجميل الفسيفساء، واشاهد المرأة العراقية، النخلة الشامخة، عروس بغداد، اكيد سنتفاءل بالخير والمحبة وسترجع بغداد زاهية باهلها وناسها الطيبين.