الحقيقة – وكالات
الأكواخ في جبال الألب لها سحرها
تعتبر سويسرا واحدة من أغلى دول العالم لذلك اقتصرت السياحة فيها على الأثرياء الذين يفضلون قضاء الشتاء فيها للتزلج في جبال الألب، وأحجم عنها البقية من السياح الذين يولّون وجهتهم إلى أماكن أخرى من العالم.
ولكن ببعض الأفكار والمعلومات يمكن لأيّ سائح زيارة البلد والتعرف على أسراره ونمط الحياة فيه بميزانية متواضعة، فببعض الخيارات تصبح الرحلة ممكنة دون تكاليف مالية مشطة.
ويمكن للسائح أن يوفر كثيرا من المال إذا ما تحاشى الأماكن السياحية التقليدية في سويسرا، فالرحلة إلى منطقة يونغفراو أو الصعود إلى جبل بيلاتوس حيث البانوراما الجبلية تخطف الأنفاس مكلفة لأن السكك الحديدية والمطاعم الجبلية باهظة الثمن، لكن هناك مناطق جميلة أخرى تستحق الاكتشاف في سويسرا.
اختيار فصل السياحة بالنسبة إلى السائح العادي مهم للضغط على المصاريف، فالرحلة إلى سويسرا في الصيف بدلا من الشتاء تجعل السائح يوفر في الطعام والمبيت، لأن درجات الحرارة دون الصفر والثلج لا يسمحان بالمبيت في العشب أو بتناول الطعام في المتنزهات.
من المفيد للعائلات أن تعرف أنه من حق الأطفال حتى سن السادسة عشرة السفر في سويسرا مجانا إذا ما تم استخراج بطاقة السفر العائلية
وقد يظن البعض أن متعة السياحة في سويسرا لا تكون إلا في فصل الشتاء حيث متعة الثلج والتزلج، لكن من الممكن أيضا الاستمتاع بشتاء البلاد مع اختيار مناطق التزلج الأقل شهرة كمنطقة جورا حيث التزلج الأفقي بدلا من مناطق الرياضات الشتوية الكبيرة والباهظة مثل سانت موريس أو تسيرمات أو دافوس.
وبالنسبة إلى التنقل بين المناطق السويسرية، يحتاج السائح إلى استعمال السكك الحديدية التي توفر عروضا خاصة بالسياح، “فالبطاقة السياحية” تعتبر تذكرة واحدة لكل وسائل النقل العمومي، وهي متوفرة بأشكال متنوعة.
ويمكن للسائح على سبيل المثال التنقل بلا حدود لمدة ثلاثة أيام في جميع أنحاء سويسرا مقابل 216 فرنكا، أما بطاقة النصف تخفيض فتتكلف 120 فرنكا وتصلح لمدة شهر، وتتيح لحاملها التنقل بالقطار أو بالحافلة أو بالسفينة أو باستخدام بعض السكك الحديدية الجبلية بنصف الثمن.
ومن المفيد للعائلات أن تعرف أنه من حق الأطفال حتى سن السادسة عشرة السفر في سويسرا مجانا إذا ما تم استخراج بطاقة السفر العائلية، أما السياح الذين اختاروا قضاء العطلة كاملة في مدينة واحدة فبإمكانهم اكتشافها سيرا على الأقدام لأن المدن السويسرية صغيرة نسبيا، كما تتاح في بعض المدن استعارة دراجات مجاناً أو مقابل مبلغ زهيد.
ولا تشكل الإقامة في النزل عائقا أمام السياح العاديين، رغم أن الغرف الفندقية الفاخرة باهظة وقد تصل إلى ما بين ثلاثمئة إلى أربعمئة فرنك، لكنّ بعض الفنادق قد اتحد في مجموعة الفنادق منخفضة التكاليف، ومن يطّلع على منصة الحجز قد يجد أحد الفرص السانحة بأقل من ثمانين فرنكا، كما أن هناك خيارات أخرى أقل تكلفة إذا كان المرء على استعداد بأن يتنازل عن بعض الرفاهية.
التخييم الأرخص فهو التخييم الحر، وهذا ليس ممنوعا بصفة عامة في سويسرا على الأراضي المملوكة للدولة باستثناء المحميات الطبيعية
ويعتبر التخييم أقل كلفة مقارنة بالفنادق رغم أن الرسوم مفروضة على كل فرد في الخيمة أو سيارة السكن أو السيارة الخاصة ومكان الوقوف مجتمعة.
وتتفاوت الأسعار بشدة من مكان تخييم إلى آخر لذلك فإنه من المفيد مقارنة الأسعار على الإنترنت للحصول على فرصة توفر بعض المال. وعلى سبيل المثال فإن الأسرة التي لديها طفلان تدفع عن كل ليلة تقضيها في خيمتها وتصل إليها بسيارتها في مخيم آيشهولتس في بلدية برن فابرن 36.50 فرنكا لليلة.
أما التخييم الأرخص فهو التخييم الحر، وهذا ليس ممنوعا بصفة عامة في سويسرا على الأراضي المملوكة للدولة باستثناء المحميات الطبيعية، كما يمكن قضاء ليلة في سيارة السكن أو السيارة الخاصة في مناطق الاستراحات الموجودة على الطرق السريعة.
ويعتبر المبيت عند الفلاحين أكثر متعة وإثارة وغالبا ما تشتمل الإقامة على إفطار يحتوي على منتجات ريفية من نفس المكان، وتسمح مثل هذه الإقامة بالتعرف على الحياة الريفية والحياة الاجتماعية السويسرية عن قرب.
وهناك فرص أخرى للإقامة بأقل التكاليف خاصة لمحبي الطبيعة ونمط الحياة البسيط، فهناك منازل صديقة للبيئة شبيهة بالموتيلات تقع في مواقع جذابة مثل حافة الغابات والمرتفعات ومناطق التزلج أو التجوال أو على الجداول أو البحيرات.
ومعظم المنازل صديقة الطبيعة يتراوح سعر المبيت فيها ما بين عشرة إلى ثلاثين فرنكا للفرد في الليلة.
ويدير النادي السويسري لجبال الألب 152 كوخا وتحتوي على أماكن بسيطة للإقامة، ويتراوح سعر المبيت فيها ما بين عشرين إلى أربعين فرنكا للفرد في الليلة.
ويتكلف المبيت في أحد بيوت الشباب السويسرية حوالي أربعين فرنكا في الغرف متعددة الأسرّة. وتتيح العديد من بيوت الشباب عروضا جذابة للتوفير، فعلى سبيل المثال يحصل من يبيت في بيت شباب كرانس مونتانا على تذكرة مجانية لمدة يوم للسكك الحديدية الجبلية هناك.
وفِي بادن تشمل الإقامة في بيت الشباب على تذكرة المدينة التي تتيح لحاملها استخدام المواصلات العامة والدخول مجانا لحمام السباحة والمتحف والكازينو.
ويعتبر ارتياد المطاعم في سويسرا من أكثر الأشياء كلفة والتي يمكن تجنبها حيث توجد في محلات السوبر ماركت أطعمة يمكن تناولها ببساطة ودون أدوات مائدة، مثل اللحم المقدد السويسري الشهير أو الفطائر أو ضفيرة الخبز بالزبد أو السلطات المغلف معها شوكاً بلاستيكية وغيرها.
وهناك محلات تقاوم الإسراف في الطعام وتقدم الخبز والمعجنات والمشروبات المنتجة في اليوم السابق بأسعار متدنية.
أما إذا ما أراد السائح تناول الطعام في المطعم فعليه أن يفعل ذلك في الظهيرة، فوجبات الغذاء أقل كلفة بصورة واضحة من وجبات العشاء، كما أنه توجد بعض المطاعم التي يخدم فيها الزبون نفسه بنفسه والتي تكون أقل تكلفة.
وفي بعض المدن (زيورخ، برن، بازل، لوتسيرن) توجد “كتب التخفيضات” ففي مقابل 45 فرنكاً يمكن شراء كتيب مكون من 90 صكا للمطاعم والملاهي وأماكن التسلية، وغالبا ما تكون هذه صكوك “اثنين بثمن واحد”، أي سندويتشين أو مشروبين أو وجبتين أو تذكرتي دخول بثمن واحدة. ويستطيع السائح أن يوفر المال الذي يشتري به الماء، حيث يمكنه شرب الماء من الصنبور، أو يملأ زجاجته من إحدى النوافير حيث تنساب بالقرب من مصادر المياه المعدنية مياه بجودة عالية من النافورات، مثلما هو الحال في سكولوباد راغاز وإيفردون ليه بان أو شينزناخ باد.
وتبدو زيارة المتاحف في سويسرا مكلفة للوهلة الأولى، لكن هناك مجموعة من الخدمات تكون مثيرة للاهتمام.