فنون

زاهـــــد فـــــــي كــــل شــــــيء إبراهيم الفرطوسي : مفتون بزيارة المراقد وتزيين قبابها

الحقيقة – محمود الهاشمي

 

لاتعرف له مكانا ..مفتون بالقباب وتزيينها بأبهى وأجمل الخطوط العربية .منذ سبعينيات القرن الماضي وهو ينتقل من مزار لآخر ، على طول جغرافية العراق ،ورث الخط عن ابيه وعن اخوته الآخرين ، وتعلم على أيديهم الخط العربي ،ولما كان محبا للمزارات الشريفة واصحابها ،انطلق كرجال التصوف من مكان لآخر ،لايسأل عن مال ولا عن طعام ،يعرفه سدنة المزارات وينتظرون قدومه ،وبكل هدوء يمسك فرشاته ،ويرتقي القباب والجدران ،ويبدأ رحلة الكتابة ،فهو يحفظ اغلب الآيات الكريمة وأقوال الأئمة المعصومين وأهل البيت عليهم السلام ،يختار منها ما يناسب المكان ويرسم الحروف بكل مهارة وفن ، لاتكاد تجد  مزارا في العراق الا ولإبراهيم الفرطوسي فيه لمسة وخط .  فيما تتربع اغلب لوحات الدلالة عن موقع المزارات عند تقاطعات الشوارع. لديه خارطة المزارات الشريفة سواء التي مسجلة لدى الوقف الشيعي أو غير المسجلة ،ولديه ثقافة جيدة عن اصحاب المزارات ،كما الف اكثر من كتاب عنهم وعن نسبهم الطاهر وأعمالهم واقوالهم ،كما انه يحسّن صبغ الجدران والابواب بذوق عال ،وكذلك عمل الكاشي الكربلائي . هو زاهد في كل شيء ، يأكل من الزاد القليل ،ويرضى من المال بالأقل ،ومن اللباس مايستره. قبل ثلاث سنوات وجد له وظيفة في الأمانة العامة للمزارات الشيعية الشريفة ، وهو الان يعمل في مزار السيد اسماعيل بن ابراهيم المرتضى بن الامام موسى الكاظم ، ومشغول ليل نهار في البحث عن تاريخه ودقة وجود قبره الى جوار جامع الخفافين الملاصق للجامعة المستنصرية على ضفة نهر دجلة ببغداد . لايبتغي ابراهيم الفرطوسي من عمله هذا سوى الأجر والثواب ، وان اجمل وسادة له حين ينام على ساعده و يضطجع على الارض جوار مراقد  أهل البيت وذراريهم عليهم السلام ،وأطيب لقمة مع زوارهم ولو كسرة خبز ..

 

قد يهمك أيضاً