الحقيقة – وكالات
يصل الفنانان المسرحيان العراقيان محمد الإمارة وجلال الشاطي عصر كل جمعة، إلى شارع الضفاف الواقع قبالة نهر دجلة وسط مدينة الكوت (جنوب بغداد)؛ حيث تنتشر الأسواق والمقاهي، وتمتزج الألوان بإيقاع المتسوقين، لتهيئة مكان العرض وترتيب المستلزمات وإجراء تدريبات مسبقة، وهو نشاط أسبوعي يمارسانه ويسبق عرضا مسرحيا وسط الشارع.
العرض يلامس قلوب المتلقين الذين تزداد أعدادهم بشكل تدريجي، ويضفي عليهم روحا جديدة، مواهب مسرحية شابة ملاذها الشارع الذي يجسد شكلا جديدا من الأشكال الفنية، أو ما يصطلح عليه بمسرح الشارع. وتعرض الفرق المسرحية في الكوت في كل أسبوع فكرة لمسرحية مستوحاة من الواقع.
وتعد تجربة مسرح الشارع واحدة من التجارب الفنية الجديدة ذات الطابع الشعبي، بدأت تلقي بظلالها على الواقع العراقي. عروض مسرح الشارع من الفعاليات المنوعة التي يشهدها شارع المدينة الثقافي كل جمعة، ويتفاعل معها الجمهور الذي يتحمل مشاهدة تلك العروض وهو واقف، عروض يسعى من خلالها المسرحيون إلى نقد ظواهر اجتماعية وسياسية.
وبحسب موقع نقاش قال الإمارة إن بعض المسرحيين الواسطيين يطمحون بما يملكونه من نصوص مسرحية لها القدرة على التأثير في المتلقي، إلى “إبراز المعاناة العامة، ونقد وتقويم بعض الظواهر الاجتماعية والسياسية التي يعاني منها العراقيون”.
وأضاف الشاب المسرحي الذي يسعى وزملاؤه عبر عروض مسرح الشارع، للوصول إلى مختلف شرائح المجتمع، أن “عروض مسرح الشارع باتت تحظى بقبول وارتياح عامة الناس، لا سيّما وهي تنقد بشكل جريء بعض الظواهر والإخفاقات الحكومية التي لها مساس مباشر بحياة العراقيين”.
وتابع “العروض المقدمة في الشارع لا تخلو من وجود مساحة عريضة من الفن والإبداع، خاصة وأن التفاعل المباشر من قبل الجمهور، يسمح بتقييم فوري للعرض”.
ويبدأ كادر العمل أسبوعيا من دون إعلان ولا دعاية مسبقة، بعرض مسرحياته المختلفة، عرض المسرحيات هو جزء من برامج ثقافية متنوعة يتبناها ما بات يعرف في الكوت بــ”شارع دجلة الثقافي” الذي حرص نخبة من مثقفي المحافظة على افتتاحه مؤخرا؛ بيع الكتب، جلسات نقاشية وشعرية، عروض مسرحية، مجموعة منوعة من البرامج الثقافية يشهدها شارع الثقافة بشكل أسبوعي.
وتحرص مختلف الفئات العمرية في مدينة الكوت على الحضور والتفاعل بشكل دوري مع العروض المسرحية، ومن دون أي مقدمات يجد مرتادو الشارع أنفسهم مشدودين لتلك العروض، فيما يبقى الدور الذي يلعبه أعضاء مسرح الشارع كبيرا.
وتتناوب على تقديم العروض المسرحية التي تختزل معاناة جيل بالكامل، فرق مسرحية متنوعة، تعالج جميعها الموضوعات.
وقال الشاطي إن “المسرح هو من أفضل الفنون التي تنتقد وتقوم ما نعانيه من مشكلات الإقصاء وغير ذلك من الظواهر الاجتماعية والسياسية التي تختزل معاناة الناس ولها مساس مباشر بحياتهم”.
ويرى أستاذ النقد المسرحي هادي عباس حسون أن أهم ما في هذا النوع من الفن هو”إلغاء المسافة التي تفصل الجمهور عن كادر العمل”، قائلا إن مسرح الشارع يمكن أن يكون مناسبة لصقل مواهب المسرحيين وتعلمهم كيفية استقطاب الجمهور”.