كتاب الحقيقة

حتى ننام ملء جفوننا ..!

حتى ننعم بعراقنا الحقيقي والأصيل، وننام ملء جفوننا عن شوارد الغدر والعنف والصخب اليومي الذي تسببه الأفكار غير المعقولة التي جاء بها سفهاء القوم، ممن باعوا ضمائرهم وانفسهم للغرباء،وحتى لا تتكرر صور الجثامين التي تشيعها القلوب الممزقة حزناً، والعيون الخائفة والمغتسلة بنهري الدمع النقي، وحتى لا نشم رائحة الجثث المتفحمة والأوصال المقطعة، والأطراف المبتورة، وحتى لا نبقى نستمع لمواويل أمهاتنا المثكولات بابنائهنّ واخوتهنّ واحبتهنّ، وحتى تجف منابع الفساد في مؤسساتنا و وزاراتنا وتقطع اكفّ السرّاق واللصوص والانتهازيين والنفعيين والمزورين ، وحتى تشذّب اخطاء المراحل السابقة ويتم تجاوز التلكؤ الحاصل في عمل المؤسسات والشركات والمقاولين والمتعهدين ، وحتى تقوم قائمة الغناء والرسم والتمثيل والشعر والسرد والجمال ، وحتى يعود الجبل العراقي الاشم لاحتضان الهور الساخن وحنّاء الفاو ، وحتى تتصل اوردة الجنوب باوردة الوسط والشمال ، وحتى تتوقف اصوات الباطل والظلاميين والمفخخات والعبوات اللاصقة ، وتختفي الاحزمة الناسفة والرمانات اليدوية ، وحتى لانسمع صافرات الانذار وسيارات الحمايات وصراخ الاجهزة الامنية ، وحتى ننسى مصطلحات الطائفية والتحزبية والقومية والمذهبية ، وحتى تبدأ المدن العراقية بكنس الغرباء والدخلاء والخونة والمارقين والجواسيس والمندسين ومشعلي الحرائق ، وحتى نعطر افواهنا كل صبح بالصلاة على العراق وآل العراق ، وننشد للحب والامل والسلام والحياة والوطن والمواطن ، وحتى نعيد ربط العين بالراء والالف والقاف ليتشكل عندنا عراق جديد ، وحتى يتم لنا كل هذا ادعو جميع المسؤولين والسياسيين والبرلمانيين والمواطنين البسطاء والنخبويين الى البدء بحملة وطنية شاملة لمحو الطائفية، تصاحبها حملة وطنية شاملة أخرى لاجتثاث الفساد والمفسدين من جميع مؤسسات الدولة، والإعلان عن عراق خال من كل هذا ووطن يمتد من آخر صخرة في كردستان الى آخر حبة رمل في أقصى البصرة، وهذا ليس بالصعب على العراقيين فيما لو اتحدوا على شيء واحد هو حب العراق، وتركوا خلفهم كل خلافاتهم وهدموا السقائف جميعاً، تلك التي كانت تقف وراء الفتن العراقية المتناسلة

قد يهمك أيضاً