كتاب الحقيقة

فكّوا طلاسم البحرين

في عام 1966 وفي بطولة كاس العرب الثالثة ، هزم منتخبنا الوطني منتخب البحرين بنتيجة كبيرة وكانت عشرة اهداف مقابل هدف واحد .وبعدها بعشر سنوات وفي بطولة الخليج الرابعة فاز منتخبنا الوطني على البحرين برباعية نظيفة واستمرت الانتصارات العراقية  حتى عام 2001 والتي خسر فيها العراق من البحرين لاول مرة في التصفيات الاسيوية لكاس العالم  هدفين دون رد. وفي نظرة سريعة لتاريخ لقاءات الفريقين، نجد ان الخط البياني لفوز المنتخب الوطني قد بدأ بالتأرجح ولم يتمكن منتخبنا الوطني من الفوز على البحرين منذ مايقارب العشر سنوات ودائما ماتنتهي لقاءات الفريقين بالتعادل او فوز البحرين وكان اخرها خسارة منتخبنا الوطني بضربات الجزاء الترجيحية  في نهائي خليجي 24 .وعلى الرغم من تفوق العراق في عدد مرات الفوز على البحرين ولكن ذلك بفضل العقود الماضية والفترات الذهبية للكرة العراقية، وفي ظل تدني مستويات الكرة الخليجية عموماً انذاك .

ولكن التطور الحاصل في الكرة الخليجية عموماً ومنها الكرة البحرينية قد ازالت الفوارق في المستويات الفنية بين العراق ودول الخليج بل ان الكرة العراقية  اصبحت تعاني من مجاراة بعض الفرق الخليجية كالسعودية وقطر والبحرين التي اصبحت تشكل عقدة ولغزا امام المنتخب العراقي الذي لم يتمكن من الفوز عليه منذ مايقرب العشر سنوات حيث كان اخر فوز عراقي على البحرين عام 2013 فيما كانت النتائج تشير الى التعادل او فوز البحرين !.

وفي ضوء المستوى الفني الذي ظهر عليه المنتخب البحريني  في مباراته الاولى امام المنتخب القطري فأن التفوق البدني للاعبي البحرين سيكون واضحا ومؤثرا في مباراة يوم غد الى جانب القوة الجسمانية والطول والانسجام بين اللاعبين نتيجة الاستقرار في تشكيلة الفريق واستمرارية اللعب لمجموعة اللاعبين مع تغييرات بسيطة ،على عكس ضعف اللياقة البدنية للاعبينا والذي ظهر بشكل ملفت للنظر في شوط المباراة الثاني امام عمان وقصر القامة لاغلب لاعبينا بالاضافة الى التبديلات والتغييرات المستمرة في صفوف الفريق خلال المباريات الثمان الاخيرة التي لعبها الفريق سواء في التصفيات الاسيوية او في كأس العرب وهذا ما اثر سلبياً على الاداء العام وعلى النتائج غير المرضية التي لم يذق فيها الفريق طعم الفوز على الرغم من التحسن الطفيف في مباراته الاخيرة . 

لذا بات على المدرب بيتروفيتش وهو قريب جداً من اللاعبين من خلال عمله السابق مع الهولندي ادفوكات ولتواجده الدائم في الملاعب العراقية ومتابعة مباريات الدوري المحلي، ان  يختار التشكيل المناسب ومجموعة اللاعبين القادرين على فك طلاسم المنتخب البحريني وكسر النحس الملازم على مستوى النتائج وعلى مستوى لقاءات البحرين ، وكذلك قراءة اوراق البحريني وفق ماشاهده في مباراته الاولى وتحديد مكامن القوة وايجاد الحلول المناسبة لمعالجتها ونقاط الضعف والعمل عليها واستغلالها بالشكل الامثل، وهنا تتضح امكانية المدرب الفنية والخططية وقدرته على التعامل مع هكذا مباريات ، الى جانب رفع الضغط النفسي  الذي يتعرض له اللاعبون بسبب النقد اللاذع من الجماهير والاعلام بعد النتائج المخيبة في التصفيات الاسيوية. ونتفق مع ماجاء في حديث مدرب المنتخب الوطني في السعي الى  خلق جيل شبابي للكرة العراقية ومنح الفرصة لعدد من اللاعبين وضخ دماء جديدة للفريق من اجل امكانية المنافسة على البطاقة الثالثة في التصفيات المؤهلة لكاس العالم بعد ان عجز( المخضرمون ) والعسكر القديم  عن تقديم المستوى الذي يليق بتاريخ وسمعة الكرة العراقية .

قد يهمك أيضاً