الإفتتاحية

وقِّفوا حملاتكم عن الاتحاد الكروي!!

فالح حسون الدراجي

التقيت أمس زميلاً صحفياً رياضياً معروفاً بمواقفه المتشددة من الاتحاد الكروي الحالي. وبعد التحية والسلام، بادرني معاتباً على ما أسماه (بروداً) في مواقفي من ممارسات الاتحاد العراقي لكرة القدم.. وتراجعاً عن تلك الهجمات العنيفة التي كنت أشنها ضد الاتحاد ورئيسه، حتى ان زميلي قال: لولا إني اعرف قلمك شجاعاً لا يخاف، وشريفاً لايباع ولايشترى، لقلت في تراجعك هذا كلاماً آخر..

وقبل أن يكمل زميلي عتبه الحاد، قلت له ضاحكاً: انا أحترم رأيك هذا، وأعتز كثيراً بثقتك بي، وأود لو أنك تتجاوز بقية الحديث بما يراودك من ظنون، وبما يمكن ان يقال هنا وهناك، راجياً أن تسمع رأيي الذي سأقوله لك بأمانة وإخلاص!!

قال: تفضل..

قلت: أطلب وأرجو منك ان تتوقف عن مهاجمة الاتحاد الكروي في جريدتك، أو في أي مكان آخر، كما أطلب منك أيضاً أن تنقل رأيي هذا لجميع الأخوة والزملاء في الصحف الأخرى.. متمنياً عليكم جميعاً أن لا تتوقفوا عن مهاجمة هذا الاتحاد فحسب، إنما ان تتوقفوا أيضاً عن المرور به، أو التعرض له سلباً أو إيجاباً.. إذ لا يجوز لكم ان تهجموا على الاتحاد بسبب خروجنا من جميع البطولات الكروية خالي الوفاض، وتنتقدوا سياسته الحكيمة بعد كل (ستة) أو سبعة أهداف (يشيلها) منتخبنا الدولي، أو أحد المنتخبات الشبابية.. ولا يحق لكم أن تغضبوا على الاتحاد المسكين بعد كل صفقة مالية خليجية يُنقل فيها تنظيم بطولة الخليج العربي من البصرة الى جدة، او المنامة أو موزمبيق.. وليس من حقك أو حق أي صحفي آخر أن يتناول الاتحاد الكروي بعد كل بيعة صربية بتروفيتشية، أو برازيلية زيكوية يستفيد منها الأخ رئيس الاتحاد (كم فلس)، لاسيما وإن الدنيا ليست باقية الى الأبد والحياة فيها قصيرة ومحدودة، والشاطر اللي يعبِّي بالسِّكلة رگـي -كما يقول البروفسور الجراح وحيد الأسود- قاطعني زميلي قائلاً: والله العظيم لا أصدق ما أسمع .. احقاً أنت فالح حسون الدراجي، صاحب الصولات، والجولات الهجومية في (مقارعة الاتحاد)..؟!

ثم أكمل ضاحكاً:

لعد وين صار (أبو الصواريخ)، وين حملاتك الأعلامية عليه. ثم وين صارت ذيچ الوثائق والرسائل اللي نشرتها عليهم، والشكوى اللي كتبتها بخط أيدك للمعترضين ورفعوها لمحكمة الكأس، اليوم جاي تطلب مني أتوقف عن الكتابة ضد هذا الاتحاد الذي دمر الكرة العراقية، وسوَّانه نكتة في الأوساط الرياضية العربية والعالمية.. تريد نوقف الحملة ضد الاتحاد، والله العظيم حرام.. يعني بالوقت اللي أصبح بيه الاتحاد منبوذ ومكروه من قبل الجميع بما فيهم أعضاؤه نفسهم تريد نتوقف .. ليش.. ليش؟! قلت له وأنا مسترخ تماماً وكأني بين يدي مدلـِّكة صينية ماهرة (وشاطرة)، وتعرف شغلها: أطلب منكم التوقف حسب ما يأمرنا الشرع.. لأن هذا الأمر حرام شرعاً!! صاح زميلي مستغرباً: حرام؟!

قلت له: نعم حرام.. لأن الاتحاد ميت، والضرب في الميت حرام في الإسلام !!

قد يهمك أيضاً