كتاب الحقيقة

لماذا هناك يومٌ للشعر ..!؟

عدنان الفضلي

طرحت عليّ إحدى الزميلات سؤالاً عن مغزى تحديد يوم للشعر، ومعه أسئلة ضمنية عن ما معناه هل للشعر يوم معين للإحتفال وبماذا يفيد وكيف يؤثر على القراءة والكتابة الشعرية، والسؤال المحير من ضمن أسئلتها: هل يساهم بتعليم الآخرين كتابة الشعر؟.
وهنا كان لا بد لي أن أبدد كثيراً من أسئلتها بطريقة لا تزعجها ولا تزعج الشعراء ولا المتلقين حتى.
كمثال على بعض أجوبتي قلت إنه “لا يمكن حصر الشعر أو القصيدة بيوم محدد، ولكننا نحتاج لموعد معين نقول من خلاله كلمة موحدة تصل جميع أنحاء العالم، فالبيانات السنوية التي تصدرها الجهات المعنية بالشعر ليست سوى رسائل محبة وجمال تجعل المتلقين يشعرون بأهمية الشعر وسائله”.
ومن وجهة نظري البسيطة أنا الشاعر البسيط، فأن اليوم العالمي للشعر لا يمكن وصفه بأنه احتفالية سنوية فقط، بل هو تذكير بضرورة استعادة الشعر وتجديده والتذكير بطرد الرديء منه خصوصاً بعد أن تأثر الشعر كثيراً بـ “السوشيال ميديا” الذي سمح للطارئين باقتحام هذا العالم الرافض للقبح.
ومما ركزت عليه هو أن موضوعة أن يكون ليوم الشعر العالمي تأثير في الدعوات لمواصلة القراءة والكتابة أنا لا أؤمن بها، فهذه الموضوعة مرتبطة برغبة الشاعر والمتلقي، وكذلك بمدى التأثر بالغواية الشعرية، كما لا يمكن ليوم الشعر العالمي أن يكون حافزاً لتدريس الشعر، بل لتطوير أدواته، والتعاطي مع المتغيرات والمدارس الشعرية المتجددة.
الشعر يا سادتي نعم يحتاج للتذكير به كأداة لتطوير الشعوب وجعلها محبة للجمال، لكنه وللأسف صار يستخدم في أمكنة أخرى كوسيلة دعائية لصناعة الأصنام والطواغيت، لذلك علينا إبعاده عن تلك الصناعات السيئة التي تسيء للشعر والشاعر نفسه، واستعادة مكانته كصانع جمال قبالة قبح يتناسل.

قد يهمك أيضاً