الإفتتاحية

سؤال في حضرة أمير المؤمنين !!

فالح حسون الدراجي

أمس توكلتُ على الله وأصطحبت معي زميلين عزيزين من زملائي في الجريدة وذهبنا الى مدينة النجف الأشرف لزيارة مرقد إمام المتقين، وأمير المؤمنين علي إبن أبي طالب عليه السلام .. وهل ثمة غير أبي الحسن أميراً للمؤمنين بحق وحقيق في كل مراحل الخلافة الاسلامية؟

لا أذيع سراً لو قلت بأن زيارتي لمرقد أمير المؤمنين أمس كانت زيارة وتجارةً معاً.. (فالزيارة) كانت شوقاً وعطشاً لرؤية من قال فيه النبي (ص) (من أحبني أحب علياً.. ومن أبغضني أبغض علياً) أما (التجارة) فهي سعينا لأن نربح بركات من كانت فيه بركات الأرض والسماء.. وأعني بذلك علي بن أبي طالب الذي مضينا اليه لنسأله أن يكون لنا شفيعاً ووسيطاً عند الله سبحانه وتعالى من أجل شفاء أخي أبي محمد الذي يعالج في تركيا منذ أسبوع، متمنين على الله أن يلبس شقيقي لباس الصحة التامة.. فيعود لأهله سالماً، ولوطنه الذي أحبه وذاب في وجده غانماً..

ولعل من حسن الحظ أن نلتقي في النجف بعد زيارتنا لمرقد الامام علي مباشرة أحدى الشخصيات الدينية والجهادية الشجاعة.. فكان هذا اللقاء لقاء العمر الذي وفره لنا الحظ، وساعدنا به أحد الأصدقاء الاوفياء.. فأي ربح عظيم هذا الذي تحقق لنا يوم أمس، وأي قول يقال في هذا اليوم الذي كان مباركاً بكل تفاصيله، ودقائقه؟

وهنا لا أجد ما يمنع أن أروي للناس.. وللتأريخ ما شاهدته في زيارتي لمرقد الامام علي إبن أبي طالب أمس.. فبعد أن وصلنا النجف في الساعة السادسة صباحاً.. وبعد أن تناولنا الفطور النجفي الذي كان صحناً كبيراً من القيمر العراقي المميز، والعسل الأشقر الصافي، والخبز الابيض الحار الذي كان يخرج من التنور وكأنه قمرٌ في أول طلوعه.. مع الشاي المهيل، وفي ظل الطمأنينة التامة والسلام الروحي الأخاذ.. فكان الفطور بحق لذيذاً، وطيباً ورخيص الثمن جداً.. بعد ذلك توجهنا الى ضريح الإمام علي للزيارة وأنا واثق من أننا سنزور اليوم (براحتنا) دون زحام وتدافع.. فالوقت هو مبكرٌ جدا.. فضلاً عن ان أبصار المسلمين موجهة نحو كربلاء منذ يوم أمس حيث يشهدون بأعينهم كيف يتم إستبدال رايتي الحسين والعباس عليهما السلام.. تلك الرايتان اللتان تستبدلا في الاول من شهر عاشوراء من كل عام.. حيث تبدأ فيه فصول ملحمة الشهادة الحسينية.. لكن المفاجأة كانت في أن الوقت المبكر هذا لم يمنع محبي الامام علي وآل بيته الأطهار من الحضور الى مرقد أبي الحسن بعشرات الآلاف أو بمئات الألآف، أو ربما يكون قد وصل عددهم في هذا الفجر الشتوي البارد الى المليون.. فكان الزحام على أشده رغم كل التسهيلات والمساعدات التي يقدمها خدام الروضة الحيدرية المباركة للزوار، مما دفعني الى أن أرفع رأسي نحو القبة المباركة، وأخاطب الإمام علي قبل مغادرتي، فأقول له بصوت خفيض: أي حب إسطوري هذا الذي يحبك به الناس مولاي أبا الحسن.. وإذا كان زوارك في الفجر بهذا العدد العظيم، فكم سيكون عددهم عند المساء؟!

قد يهمك أيضاً