الإفتتاحية

ديمقراطية حجي عليوي.. وسفرة المالكي

فالح حسون الدراجي

 

قبل أن يغادر رئيس الوزراء نوري المالكي بغداد قبل أيام متوجهاً الى (واشنطن).. كان الناس يتحدثون في كل مكان عن كارثة الارهاب، واستفحال الهجمة التكفيرية ضد العراق، بحيث باتت عمليات التفجير تتم بشكل جماعي ويومي، وبات القتل والتدمير يحصل بين (سطر وسطر)، إن لم يكن في كل السطور!! وإزاء هذا التأزم في الوضع الأمني، ظل الكثير من الناس قابعين في بيوتهم خوفاً على حياتهم من خطر الإرهاب.. في حين أن عدداً غير قليل من العراقيين راح يبحث ويفتش عن أية فرصة أو منفذ (كإيفاد، أو سفرة سياحية) ليهرب الى الخارج..

 

ولا أكشف سراً حين أقول أن ثمة احصائيات أكاديمية أجريت لمعرفة الاوضاع الصحية للعراقيين في ظل هذه الظروف الأمنية القاهرة، فظهر أن أكثر من 25 % من سكنة بغداد يعانون بشكل أو بآخر من مشاكل نفسية وسايكولوجية نشأت بسبب الاحداث الأمنية المؤذية. وبناء على ذلك فقد سئم العراقيون حياتهم في ظل هذه الأوضاع، حتى وجدت الكثير من الأصدقاء والأقارب والجيران يبحثون عن قشة للخلاص من بحر الدم المتلاطم ، ما جعلهم يهرعون الى وصفات وعلاجات لها أول وليس لها آخر.. بينما وجدت بعض الناس يلومون رئيس الوزراء نوري المالكي (لأنه لم ينجح في معالجة الملف الأمني معالجة صحيحة، وحاسمة)!! فكان البعض يطالب المالكي بالتحرك والبحث باعتباره الشخص الأول في الحكومة العراقية، اضافة الى كونه قائداً عاماً للقوات المسلحة العراقية. بينما كان بعضهم أكثر وضوحاً وجرأة فطالب رئيس الوزراء بالعودة الى بنود الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة، وتحريك الفقرة الخاصة بالتعاون الأمني والاستخباري ومراقبة الحدود، ودعم الجهد الأمني والعسكري العراقي لمواجهة الإرهاب، وصد القوى الارهابية..

 

وللأمانة فإن جاري (حجي عليوي) كان أكثر المتحمسين لذهاب المالكي الى أمريكا لتفعيل هذه الإتفاقية الأمنية.. وحين أعلن المذيع خبر سفر المالكي الى واشنطن، صاح حجي عليوي من مكانه المعتاد في إحدى زوايا المقهى: (أي شويه حرك روحك يابو سريوة.. غير من الأول تروح للجماعة.. خو مو من تالي)؟!

 

لكن حجي عليوي انتفض غاضباً حين عاد المالكي (وإيده فارغة) كما يقول!! إذ كان يظن الحجي أن المالكي سيعود من امريكا حاملاً بيديه الطائرات والدبابات والأجهزة الرقابية الأمنية.. ولما رآني قادماً، صاح بي من بعيد: ها، شو صاحبنا رجع هب بياض.. كلشي ماكو..

 

ضحكت وقلت له: اصبرلها شويه حجي.. وبعدين شوف!!

 

فقال: وروح ابوك كلشي ماكو.. ضحكوا الجماعة عليه وقشمروه.. ورجع إيد وره وإيد جدام .. يعني بصراحة مو خوش سفرة!!

 

واليوم وبعد ورود اخبار مؤكدة من قبل أشخاص مقربين جداً من المالكي عن إجراءات أمريكية تصب في صالح الوضع الأمني العراقي، إضافة الى دعم إستخباري أمريكي ستراتيجي تمثل بتسليم العراق معلومات وصور تبين مواقع المجاميع الإرهابية في صحراء وجزيرة غرب العراق، أي (الأنبار).. صاح حجي عليوي وهو يستمع لها:

 

عمي بالعباس أبو فاضل سفرة المالكي هاي أحسن سفرة.. واليحجي عليها مو وطني.. ولا ديمقراطي..

 

ثم أكمل قائلاً: شنهي هاي الناس.. لا عدها ضمير، لا عدها وطنية، لا عدها ديمقراطية..

 

قلت له: حجي شنهي الديمقراطية بنظرك؟

 

فضحك وقال: الديمقراطية يعني هربجي كرد وعرب رمز النضال..

 

 

قد يهمك أيضاً