الإفتتاحية

سقوط (صدام) وسقوط (ناجح)!!

فالح حسون الدراجي

 

سقط صدام فلم يذرف عليه دمعة سوى أفراد عائلته الذين أثروا بمال العراقيين، وهم الذين كانوا رعاة عند (التكارتة الاصليين)!!

 

ولم يبك عليه سوى البعثيين الملطخة أيديهم بدماء العراقيين لأن مصيرهم مرتبط بمصيره.. وكذلك المنتفعين العرب والاجانب الذين يعدون على عدد الاصابع من أصحاب كوبونات النفط، والرواتب المجزية التي يقبضونها في أول كل شهر من السفارات العراقية ومحطات المخابرات في عواصم العالم.. بينما خرج العراقيون بملايينهم الشيعية والسنية والمسيحية والصابئية والايزيدية، وبأعدادهم العربية والكردية والتركمانية الكبيرة الى شوارع العراق ليرقصوا ويغنوا بفرح عظيم لاندحار سلطة التمييز والقهر والقمع والموت وسقوط الصنم الأوحد.. وخير شاهد على ذلك ما فعله العراقي الشريف (أبو تحسين) برأس صدام وهو يردد (لك شسويت بينه)!!

 

واليوم حين أندحرت سلطة الاتحاد الكروي الغاشمة، وسقطت عنجهية الصنم الاوحد الذي هيمن على مقدرات الكرة العراقية، فإن ثمة من حزن وذرف دمعة لهذا السقوط.. بينما هناك من ارتدى ثوب الفرح، وأطلق الزغاريد في كل مكان.. فالذين ذرفوا الدموع على رحيل ناجح حمود، وطارق احمد والملا مسعود وغيرهم لم يكونوا سوى أهاليهم وبعض افراد شلتهم، ومرتزقتهم من حاملي (كوبونات السفر والامتيازات) السخية.. وبالمقابل فقد احتفل العراقيون في البيوت والشوارع والملاعب وصفحات الفيسبوك ومقرات الاندية ومقاهي الانترنيت بسقوط ناجح، وكأنهم يحتفلون بسقوط صدام.. فسبحان الله الذي نصر العراقيين على طاغيتين، أحدهما أحدث في بناء العراق دماراً لايمكن أعماره، والآخر أحدث دماراً في مسير كرة العراق لايمكن تصحيحه إلا بعد سنوات طويلة..ومثلما حدث بعد صدام حيث ظل بقايا النظام الصدامي، وأعوانه، ومرتزقته يتآمرون على العراق الجديد في الداخل والخارج، ويعيقون تطوره.. فإن بقايا الاتحاد (القديم) واعوانه ومرتزقته سيواصلون التآمر على الهيئة الجديدة بمساعدة ومعاونة الأعداء في الداخل والخارج حتى يوم القيامة.(دون ان ينجحوا)!!

 

ولكن، وكما ذهب صدام ولن يعود مهما تكون الاحوال والظروف، فإن ناجح سيذهب ولن يعود قط.. لأن حتمية التأريخ، وفرضية البقاء للأصلح تلزم على الجميع لفظ الخارجين عن الحياة والحاقدين على العدل والجمال والمحبة ورميهم في حاويات التاريخ.

 

 

قد يهمك أيضاً