لم يكن أشد المتفائلين بكريستيانو رونالدو لاعب نادي ريال مدريد يتوقع أن يصبح النجم البرتغالي منافساً حقيقياً على جائزة الكرة الذهبية في الأيام الحالية في ظلّ النهاية غير المرضية لموسمه المنصرم مع فريقه الإسباني. فاللاعب الذي يملك سرعة هائلة والمولود في جزيرة ماديرا تصدّر عناوين الصحف وتلقى إشادةً غير مسبوقة حول أحقيته في التتويج بالجائزة التي يشرف عليها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بالاشتراك مع مجلة فرانس فوتبول بعد أن كان مجرّد تفكير عشاقه بها أمراً مبالغاً فيه منذ أشهر قليلة فقط.
جدال الأحقية وأزمة الفيفا
الفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم أثار جدلاً كبيراً في السنوات الماضية، خاصةً وأنّ ميسي كان قد توّج بها أربع مرات على التوالي، واختلف النقاد بشأن أحقيته بنسختين منها (2010 تألق الهولندي ويسلي شنايدر مع إنتر ميلان الإيطالي وقاده لتحقيق خماسية تاريخية) و(2012 عندما فاز برشلونة بلقب كأس إسبانيا فقط، علماً أنّ ميسي سجّل آنذاك 50 هدفاً بالدوري). كما أنّنا لا يمكننا أن نغفل مشكلة البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب ريال السابق مع فيفا عندما أعلن المقدوني غوران بانديف بأنّه صوّت لصالح مورينيو في جائزة أفضل مدرب فيما كانت نتائج الفيفا مغايرة لتصويته وهو الخطأ الذي أقرّه اتحاد الكرة العالمي واعتبره عائداً لمشاكل تقنية لا أكثر تسبّب بها الاتحاد المقدوني. بداية الموسم الحالي شهدت تألقاً غير عادي لرونالدو تبعته تصريحات صادمة لعشاق الريال من السويسري جوزيف بلاتر رئيس الفيفا، حيث أعلن الأخير تفضيله طريقة لعب ميسي على رونالدو وهو ما جعل الصحافة العالمية والإسبانية تحديداً تشن حرباً شعواء على بلاتر باعتباره يتسلم منصباً لا يجوز فيه إعلانه تفضيل نجمٍ على آخر، خاصةً وأنّه كان قد أدلى بتصريحاته بطريقة اعتبرت ساخرة بحقِّ النجم الأول في مدريد. رونالدو الذي ردّ على بلاتر بتصريحٍ متوازن أكّد فيه احترامه لرأيه، فاجأ الجميع في المباراة التي تلت التصريحات عندما سجّل هاتريك أمام إشبيلية وقاد ريال للفوز 7-3 وقام بتقليد حركة القائد العسكري التي وصفه بها بلاتر عند احتفاله بالهدف الأول له معبّراً عن غضبه بطريقة مباشرة من صاحب الـ77 عاماً الذي كان اعتذر من إدارة ريال مدريد واللاعب.
الكرة الذهبية والصراع الحالي
جائزة الكرة الذهبية كانت قد انطلقت منذ عام 1956 عن طريق مجلة فرانس فوتبول دون إشراف مباشر من الفيفا قبل أن يصبح الطرفان راعيين فعليين ابتداءً من 2010 للجائزة التي تمنح للحائز على أكبر عددٍ من أصوات قائد ومدرب كل منتخب من المنتخبات المنضوية تحت مظلة الفيفا، بالإضافة لعدد من الصحفيين الرياضيين المختصين. يملك ميسي رقماً قياسياً في الفوز بالجائزة ( أربع مرات على التوالي منذ 2009)، ويعدّ ولاعبو نادي برشلونة (عشر مرات) الأكثر فوزاً بها ، ولم يسبق لريبيري الفوز بها أما رونالدو فحظي بشرف رفعها في 2008. أما عن أبرز المرشحين للفوز بها في الموسم الحالي بحسب الصحف العالمية المتخصّصة وتحليلات نجوم الكرة يأتي ريبيري الذي حقّق إنجازاً تاريخياً مع بايرن بالفوز بدوري الأبطال والدوري الألماني والكأس، وميسي الذي أبدع في الموسم المنصرم بالكم الهائل الذي سجله من الأهداف (46 هدفاً) وفوزه مع برشلونة بالدوري الإسباني، وإبراهيموفيتش الفائز مع باريس سان جيرمان ببطولة الدوري الفرنسي الذي تصدر ترتيب الهدافين فيه بـ30هدفاً. أخيراً فإنّ فوز أيّ من النجوم اللذين سبق ذكرهم بالإضافة إلى الإيطالي أندريا بيرلو والإسبانيين تشافي هيرنانديز وأندرياس إينيستا والهولندي آريين روبن والأوروغويانيين لويس سواريز وإيدينسون كافاني والويلزي غاريث بايل وأيّ من الألماني المتألقين كفيليب لام أو مانويل نوير أو مسعود أوزيل وتوماس مولر لن يكون مفاجئاً بالشكل المدوي الذي يتداوله بعض متعصبي الكرة في ظل المستويات المتقاربة بين هؤلاء النجوم وتقديم كلّ منهم لأرقام مميزة في البطولات التي لعب بها سواء مع ناديه أو منتخب بلاده، ولكن الجائزة ستذهب للاعبٍ واحد فقط سيعلن عنه في الثالث عشر من شهر كانون الثاني المقبل.