الإفتتاحية

الكرعاوي فارس المواجهة وسيف المعترضين..

فالح حسون الدراجي

 

مرة كتب أحد الزملاء مقالاً يتهمني فيه بالتحيز لصباح الگرعاوي ونادي النجف، وفلاح حسن، وكاظم عبود، ورعد حمودي، وهادي أحمد، ولنادي الشرطة ونادي الزوراء، وقائمة طويلة من الرياضيين العراقيين الكبار، حتى وصل الأمر الى أن يتهمني أيضاً بالتحيز لنادي برشلونة واللاعب الكبير ميسي!

 

وكم كان الأمر مفاجئاً له حين كتبتُ في اليوم الثاني مقالة نُشِرَت في إحدى الصحف العراقية، وبعض مواقع الأنترنيت العراقية أعلنت فيها إعترافي بهذا التحيز، وبتأييدي لما جاء في مقال زميلي، فكانت مقالتي هذه حديث الوسط الرياضي آنذاك، خاصة وقد تعمدت أن أضع لها عنواناً مثيراً يقول:- نعم أنا متحيز!!

 

وملخص قولي في تلك المقالة: أن لايمكن للكاتب الذي يدعي الوطنية ويتفاخر بإنتمائه للفكر الإنساني، ويحمل في نفس الوقت تأريخاً مكافحاً من أجل العدالة والحق والمساواة أن يظل محايداً (وحباباً) بين الحق والباطل، والقبح والجمال، والصدق والكذب، أو بين الشرف وعدمه بحجة الحياد وعدم الإنحياز!

 

ولا أعرف هل يستطيع المرء أن يقف وسيطاً بين الوطن وأعدائه.. أو يظل محايداً معتدلاً بين الوردة والطعنة الغادرة.. أو يقف ببلادة (محايداً) بين روعة القصيدة ونذالة الكاتم؟

 

لقد إعترفت بمقالتي تلك بإنحيازي التام لشجاعة وبسالة صباح الگرعاوي، ولتأريخ كاظم عبود الممتلئ فداءً وتضحيات هائلة. ولسحر وجمالية روح فلاح حسن، وأخلاق رعد حمودي التي لايختلف حولها إثنان، وإنحيازي لروعة هادي أحمد لاعباً وإنساناً يجبرك على أن تحترمه، وتحبه، فتنحاز له .. ولا أعرف كيف يستطيع المرء أن يظل محايداً ولا ينحاز قلبه لنادٍ يحمل إسم مدينة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، أو لاينحاز لنادٍ يحمل إسم الخالد عبد كاظم ومعه قائمة طويلة من عازفي القيثارة الخضراء.. ولكم أن تدلوني على ولد واحد تربى في بيت جميل، دون أن ينحاز لذلك البيت.. وأقصد تربيتي في نادي السكك (الذي حمل بعد ذلك إسم نادي الزوراء)!!

 

نعم أنا متحيز للوطن والحق والجمال والشرف والناس المخلصين بقوة.. وإذا كنت قد كتبت مقالة قبل سنوات أعلنت فيها إعترافي بتحيزي لهؤلاء ولغيرهم، فأنا أجدِّد اليوم إعترافي بالتحيز لهم وأقول:أن هيئة المعترضين التي كان الدكتور باسل عبد المهدي بمثابة الأب الروحي، والمعنوي لها منذ اليوم الأول، وكان الكابتن فلاح حسن رئيسها، أو الشخص الذي حمل الإعتراض إسمه الكريم، وجزائر السهلاني الذي كان الداينمو المحرك لها، والزميل إحسان العاملي، والسيد محمود السعدي الداعمين مالياً لها – كانا يقرضان المعترضين قرضة حسنة وليس مجاناً طبعاً – وإذا كان الدكتور نزار أحمد هو العمود الفقري للقضية، ولسانها الناطق، والشخص الذي حمل على أكتافه مسؤولية حقوق المعترضين، بل وحقوق الكرة العراقية برمتها، وإذا كنت أنا صاحب فكرة الإعتراض الأول، وكاتب نص مسودته الأساسي، فإن الحق يجبرني هنا على الإعتراف أمام الله وأمام الناس، وأقول بأن صباح الگرعاوي هو فارس هذه القضية، وفتى المواجهة، وسيف المعترضين بوجه الذين حاولوا مرات عديدة النيل من شخوص الإعتراض، فكان الدعامة القوية لهيئة المعترضين، والمتصدي الأول لمن يسيء اليها، ليس لأنه يقيم في النجف حيث يواجه لوحده (فلول الإتحاد) هناك فحسب، إنما لأن أبا أمير جزء أساسي من عملية الإعتراض – بإعتباره رئيساً لنادي النجف، وأحد أعضاء الهيئة العامة – وعنصراً فاعلاً ونشيطاً في خط المواجهة أمام النفوذ المالي والإعلامي الذي إستخدمه رئيس الإتحاد المنحل ضد المعترضين طيلة عامين من التحدي والصبر.. واليوم وبعد أن نجح الإعتراض، وأصبح للمعترضين صوت يسمع بعد أن كان محبوساً لأسباب عديدة يجدر بنا أن نقول هنا الصدق، ونعطي لكل ذي حق حقه. لذا إقتضى التنويه بهذا الأمر خدمة للحق والعدل وللجمهور الرياضي الذي أفرحه وأسعده قرار محكمة الكأس.

 

 

قد يهمك أيضاً