فالح حسون الدراجي
العراقيون أذكياء (ومفتحين باللبن)، بل هم أذكى شعب في أمة العرب قاطبة، بدءاً من محيطها الهادر، وانتهاء بخليجها الثائر(جداً)!! وهذا الكلام ليس من عندي فأتحيز به لأهلي وأبناء شعبي، إنما هو مبنيٌ على دراسة تحليلية حديثة أجراها عالم النفس البريطاني (ريتشارد لين)، والمختص في العلوم السياسية الفنلندي (ناتو فانهانين) نشرت على موقع (targetmap ). وقد خلص العالمان الى ترتيب دول العالم حسب معدلات الذكاء لدى شعوبها من خلال تحليل بيانات مأخوذة من 113 دولة مبرمجة على مقياس الذكاء الشهير عالمياً (IQ) ، والذي يعتمد نماذج امتحانات معينة لفحص معدل ذكاء الفرد.. فاحتل العراق بهذه الدراسة المرتبة الأولى عربياً، والمرتبة العشرين عالمياً، بينما احتلت قطر المرتبة قبل الأخيرة عربياً وعالمياً (اللهم لاشماتة)!!
والآن، وبعد نشر هذه الدراسة العلمية على صفحات آلاف المواقع العراقية والعربية والعالمية، وبعد أن ظهر علمياً أن العراقيين أذكى العرب جميعاً، وأنهم يقعون كذلك في مربع الفئة الأولى من فئات الأذكياء عالمياً.. ألا يجدر بالمسؤولين العراقيين، سواء أكانوا في الحكومة أو البرلمان، أو في مجالس المحافظات، وخصوصاً اولئك الذين ينوون المشاركة في الإنتخابات النيابية القادمة أن يتوقفوا قليلاً عند هذه الدراسة وأن يروا ويتفحصوا بشكل جدي نتائجها! لا لشيء إنما لأجل مصلحتهم فقط.. وأن يقتنعوا بأن (الكلاوات) لن تعبر على العراقيين، وإذا كانت طيبتهم قد (عبَّرت) يوماً (كلاو) معينا، فإن من المؤكد أن مثل هذا ( الكلاو) لن يعبر مرة أخرى قط.. وعليه فإن من غير المعقول أن يظل السادة المرشحون يتعاملون مع الناخبين العراقيين بنفس الأساليب القديمة، ويمارسون نفس الآلية، ونفس اللعبة المضحكة السابقة. وعليهم اليوم أن يعوا جيداً حقيقتين مهمتين، الأولى أن الشعب العراقي أذكى شعب عربي، بل ومن أذكى الشعوب في العالم ايضاً. والحقيقة الثانية المطلوب معرفتها جيداً من قبل المرشح والمسؤول هي أن لكل مرحلة خصوصيتها وظروفها وحساباتها. ولكل إنتخابات قراءتها، وإستحقاقاتها، وثقافتها وبرامجها وإعلامها أيضاً. فعلى المرشح أن يعد مبكراً برامجه الخدمية والسياسية، والأمنية، والأقتصادية، والثقافية للمرحلة القادمة بمعزل عن فكرة الهبات والمكارم، والمحفزات، ونخوة العشيرة والطائفة. ربما يكون الناخب محتاجاً اليوم لبعض المساعدة إنما يجب أن تأتي هذه المساعدة عن طريق البرامج والآليات العامة التي توفرها الدولة لإعانة المجتمع برمته، وليس لفرد معين فيه. كما أن ليس كل الناخبين تغريهم الهبات والمكارم، وتجذبهم (النخوة) العشائرية والحماسة الطائفية للتصويت. وأعتقد أن مرحلة (العزايم)، وتوزيع المسدسات، والصوبات، والبطانيات التي نجحت بعض الشيء في حملة الإنتخابات السابقة لن تنجح في الإنتخابات القادمة. ونصيحتي الأخيرة التي أتقدم بها لوجه الله تعالى الى (خدام) المحافظات، والسادة النواب (والنايبات) وكل من ظل (مضحوكاً عليه) طيلة أزمة المطر الأخيرة، فظل مرتدياً (الچزمة)، أو المعطف المطري، أو إلتقط له مساعدوه صورة وهو يحمل طفلاً على صدره العزيز ليعبره الى صوب الفيضان الآخر، أو الذي وجد شماعة جاهزة فراح يعلق عليها فساده، وبلاويه مثل شماعة عبعوب وشيبوب، وكأن عبعوب وشيبوب هما المسؤولان الوحيدان عن هذه الأزمة، وليس المسؤول عنها كل أركان ومؤسسات وشخوص الدولة العراقية بدءاً من دولة رئيس الوزراء نوري المالكي، وإنتهاء بدولة رئيس العرفاء كاظم چخيور..
لهؤلاء جميعاً أقول: عمي إشتغلوا زين وعَدِل، وعوفوا ذني الطگطوگيات.. وقبل كل شي إنزعوا چزماتكم و (خلي يولَّن) لأن بصراحة ( فيكة) التصوير إنتهت، وصارت قديمة وبايخة!!