الإفتتاحية

عزيز الحاج.. والعقدة الإيرانية!!

فالح حسون الدراجي

   قبل أن أطرح السؤال الذي هو زبدة مقالي عن أسباب العداء والكراهية التي يحملها السياسي العراقي المخضرم عزيز الحاج لجمهورية ايران الإسلامية، بعد أن قرأت له أكثر من عشرين مقالة خصصت من الألف الى الياء ضد إيران حكومة وشعباً وعقيدة، وددت ان أعرض لكم بإختصار بعض المعلومات التي أوردها عزيز الحاج عن نفسه في سيرته السياسية والثقافية على صفحات المواقع.. حيث يقول:

    ولد عزيز الحاج علي حيدر في الكاظمية من أبوين عراقيين كرديين.. أكمل دراسته العليا في كلية دار المعلمين العالية عام 1947 (أصبحت تحمل إسم كلية الآداب).. وإنضم الى الحزب الشيوعي العراقي عام 1946، ثم صار من كوادر الحزب وكتابه. سجن في تشرين الثاني عام 1948 بحكم السجن المؤبد، ومرَّ  بسجون مختلفة حتى ثورة تموز عام 1958، وبعد الثورة أوكلت اليه مهمات تنظيمية، وصار من الكتاب البارزين في الحزب الشيوعي. بعدها رقي لمركز مرشح اللجنة المركزية في ربيع 1959.. ليرسله الحزب الى موسكو للدراسة ثم الى براغ لتمثيل الحزب في المجلة الشيوعية الدولية..عاد للعراق سراً عام 1966 وانتخب عضواً في المكتب السياسي للحزب.. وفي أيلول 67 إنفصل عن اللجنة المركزية ومعه كوادر وقواعد شيوعية وراحوا يعملون بإسم الحزب الشيوعي – القيادة المركزية – حتى اعتقاله في شباط عام 1969 … الخ

    سأتوقف عند هذا الحد من المعلومات التي ذكرها عزيز الحاج عن نفسه، ولكن لم يذكر لنا الحاج في هذه المعلومات شيئاً عن سقوطه المدوي في نيسان 1969 وإعترافاته التلفزيونية الخطيرة على رفاقه وزملائه، ولاعن كم القيء السياسي والأخلاقي الذي قذفه في ذلك الظهور المخجل على شاشة التلفزيون البعثي، بحيث لم يبق شيئاً في جوفه من أحقاد وجراثيم، وأمراض نفسية ضد الحزب الذي جعل منه شخصاً مهماً، وضد رفاقه في القيادة الشيوعية إلاَّ وأخرجه في تلك المقابلة المذلة. كما لم يذكر في تلك المعلومات التي أوردها أي شيء عن مصير(الكوادر والقواعد الشيوعية) التي أغواها الحاج بشعاراته الثورية البراقة وتنظيراته الزائفة، فرمى بها الى المصير المجهول المظلم، بعد أن شق صفوف الحزب الشيوعي العراقي واختطف تنظيمات بغداد بالكامل. كما لم يقل أية معلومة عن عمله اللاحق كمرشد ودليل لدى الأمن العامة، ضد قيادات الحزب وبيوت وأوكار التنظيم الشيوعي، ولا عن عمله كمنظر في صحيفة الثورة عن مبادئ الثورة والحزب القائد!!

 وللحق فإن كل الذي ذكره الحاج في هذه المعلومات ليس مهماً عندي، ولايعنيني إن ذكرها، أو لم يذكرها، فهي معروفة وموثقة لدى أعداد كبيرة من العراقيين. لكن السؤال الذي استفزني وجعلني أفكر بطرحه على عزيز الحاج أولاً، وعلى من يعرف شخصية هذا الرجل ثانياً: هو لماذا كل هذا الحقد على إيران، وكل هذا العداء للشعب الإيراني؟.. فإذا كان الرجل يخاف على العراق من تدخل القوى الإقليمية، فلماذا يخاف من إيران ولايخاف مثلاً من التدخل السعودي.. أما إذا كان الحاج علمانياً وتقدمياً تتعارض أفكاره مع الأفكار غير العلمانية، فإن السؤال هنا واجبٌ عرضه عن الأفكار السعودية.. ولا أعرف إن كانت الأفكار الوهابية في مفهوم عزيز الحاج  أفكاراً تقدمية مثلاً، ونحن لا نعرف هذا الأمر؟

    البعض يقول إن عزيز الحاج ( يزوع) اليوم أحقاداً وعقداً قديمة بدأت تبرز حالياً لدى هذا الرجل.. فأستغرب من هذا القول لأني أعرف أن البعثيين عموماً وجلاوزة صدام خصوصاً هم الذي أجلسوه على (بطل الببسي) في معتقل قصر النهاية وليس إيران. فلماذا يحقد على ايران، ولايحقد على البعث؟

قد يهمك أيضاً