الإفتتاحية

شكراً فلاح حسن..

فالح حسون الدراجي

  شكراً فلاح حسن لأنك سحبت ترشيحك.. وقد يكون الأمر مستغرباً من قبل الكثير من الناس وهم يرونني أتقدم بهذا (الشكر) للكابتن فلاح بسبب سحب ترشيحه من الإنتخابات الكروية المزمع إقامتها في الثامن عشر من الشهر المقبل. بخاصة وإن الساحة الكروية اليوم بحاجة ماسة اليه أكثر من أي وقت آخر. وأظن أن السبب الأول لإستغراب الناس يعود لكون الكثير منهم يعرف حجم العلاقة الأخوية التي بيني وبين أبي تيسير، ويعرف أيضاً بأني واحد من الذين شجعوه على الترشيح السابق، والذين وقفوا معه، وساندوه بقوة، لاسيما بعد إعلان النتائج الإنتخابية الظالمة، وبعد إقامة الدعوى في محكمة الكاس. فكيف إذن أشكره وهو الذي تخلى عن إكمال المشوار؟

 وأظن أن غير هذا السبب هناك أسباب أخرى لإستغراب الكثير من الناس على (شكري) لفلاح حسن، من بينها أن الكابتن فلاح شخص جدير بمنصب رئيس الإتحاد الكروي أكثر من غيره، والمفروض أن ندعمه، ليتبوأ هذا الموقع المهم، لا أن نشجعه على الإنسحاب منه. لاسيما أن الرجل يملك المؤهلات التي يجب توافرها في رئيس الإتحاد الكروي، بدءاً من كونه لاعب كرة قدم حقيقياً، وليس طارئاً على الكرة، وإنتهاءً بصفاته الشخصية الفريدة التي قلَّما تتوافر في شخص آخر هذه الأيام، فهو فضلاً عن كونه إنساناً أميناً ونزيهاً وموضع ثقة، بحيث تؤمن له فتسلمه المسؤولية وأنت مطمئن، هو أيضاً شخص مستقيم، وصادق لايكذب قط (يعني مو مثل أبو الصواريخ)!! ويقيناً إني لا أضيف شيئاً لقاموس فلاح القيمي والأخلاقي لو قلت أنه عفيف اليد، ونقي الضمير، وكريم النفس، ومؤدب ومهذب وخلوق، لأن هذا الأمر لا يختلف عليه إثنان.لهذه الأسباب – يضاف اليها  سبب مهم آخر- يتلخص بكون فلاح حسن قد سحب ترشيحه من الإنتخابات الكروية وهو منتصر، وليس مهزوماً، بعد أن حققت له العدالة الإلهية مطلبه، وإنتصرت له المحكمة الدولية بقرار ينصفه وينصف زملاءه الذين تحملوا الكثير من الطعن والتشويه والتسقيط على يد رئيس الإتحاد المنحل شخصياً!! إن إنسحاب فلاح حسن وهو منتصر، أمرٌ لم يكن قد جرى مثله في العراق أو في أمة العرب من قبل، إذ لم يحدث قط أن إنسحب شخص مسؤول من الترشيح للموقع الأول بعد إنتصاره، سواء أكان ذلك في حقول الرياضة أو في ميادين السياسة. لكن فلاح حسن الزاهد بالمناصب والرافض لكل الإغراءات رفض ذلك أيضاً وقرر الخروج عن المألوف والمعتاد في المجتمع العربي، فاستجاب لمنطقه القيمي والأخلاقي وليس لمنطق المصالح والضرورات.ربما سيقول البعض: كيف تشكر فلاح حسن على الإنسحاب من المنازلة وهي لم تكتمل بعد، خاصة وإن الظروف الرياضية اليوم سيئة جداً، ومستوى الكرة العراقية قد وصل الى الحضيض بفضل (القيادة الحكيمة) لإتحاد الكرة العراقي (المنحل). بالمناسبة، وعلى ذكر (حكيمة)، قرأت أمس تصريحاً مضحكاً ومبكياً للمدرب الفلتة حكيم شاكر (يعزو) فيه (نجاحات) الكرة العراقية (للتخطيط الجيد) للإتحاد الحالي!! فأي عار أشد من هذا العار.. وأية مهزلة أكبر من هذه المهزلة ؟! تصوروا أن في العراق اليوم شخصاً يسمي هذا الإنحطاط الذي وصلت اليه الكرة العراقية (بالنجاحات)، بل والمصيبة أنه يعزو هذه النجاحات الى ( التخطيط الجيد) للإتحاد الحالي – يقصد هذا الأتحاد العظيم..؟! ومادمنا نتحدث في موضوع (المضحكات المبكيات) أود أن انقل لكم التصريح الذي أدلى به ناجح حمود لجريدة المدينة السعودية بعد تعادل منتخبي السعودية والصين، والذي قال فيه نصاً:( لقد بذل المنتخب السعودي البطل كل مايستطيع في سبيل تحقيق نتيجة تخدم شقيقه المنتخب العراقي، وهذا ليس بمستغرب منه، ولا من القائمين على الرياضة السعودية) !!ولا أعرف على من يريد أن يضحك ناجح حمود وهو يحاول إيهام الجميع بأن المنتخب السعودي بذل كل مايستطيع من أجل سواد عيون المنتخب العراقي، وليس من أجل غيره !!وما دام الأمر هكذا، فإني أود أن اسأل الأخ ناجح حمود – وهو الذي أصبح عزيزاً على السعوديين – وباتت له منزلة لدى القائمين على الرياضة السعودية (وجلهم من العائلة الحاكمة)، بحيث (ذبحوا) أنفسهم في الملعب من أجل أن يتعادلوا مع الصين، ويخدموا (شقيقهم) المنتخب العراقي، أود أن اسأله، وأطلب منه برجاء وتوسل إن كان يستطيع التحدث مع (أصدقائه) السعوديين، ويطلب منهم إيقاف تدخلهم في العراق، بما في ذلك إيقاف ضخ المال، ودعم الإرهاب، وتصدير الأفكار الوهابية المسمومة الى العراق، لكي يتوقف نزيف الدم العراقي الطاهر. إنه مجرد سؤال لا أكثر؟! أعود لموضوع فلاح حسن، وإستغراب البعض لكلمة الشكر التي وجهتها اليه لإنسحابه من الترشيح، ولسؤالهم عن سبب ذلك، وهو الذي تتوافر فيه كل الشروط، فأقول: أن فلاح حسن شخص نظيف جداً جداً، بينما كرسي رئاسة الإتحاد العراقي الكروي وسخ جداً جداً، بل أصبح ملوثاً وقذراً – بفضل لوثة الذين تولوا الجلوس عليه -!!

حتى أصبح التربع على هذا الكرسي يحتاج الى مهارات، ومواصفات خاصة، ليس من بينها الأخلاق والوطنية، ويحتاج كذلك الى أشخاص يجيدون التآمر والخديعة والرشى، وكل الألعاب التي توصلهم للكرسي. ويقيناً إن فلاح حسن، أو هادي أحمد، أو رعد حمودي، أو أياد بنيان، أو صباح الگرعاوي، أو غيرهم من الشرفاء، لا يجيدون أداء مثل هذه (الفعاليات)، خاصة وأن (جماعة الإتحاد المنحل) بدأوا (الشغل) منذ اللحظة الأولى لصدور القرار، فأجروا إتصالاتهم المشبوهة وعقدوا صفقاتهم السرية، فباعوا البضاعة وأشتروا الأصوات قبل أن يبدأ الترشيح!

إن كرسي رئاسة الإتحاد لم يعد اليوم شرفاً يسعى اليه المحترمون، لا سيما وأن الذين شغلوه من قبل، والذين يصرون على الفوز به مرة أخرى قد مارسوا، وسيمارسون لأجله شتى الأفعال المعيبة، والأعمال الوطنية والرياضية المخجلة، ومن بينها صنع المؤامرات التي لها أول، وليس لها آخر ..

فأي منصب هذا الذي يريدون شخصاً مثل فلاح حسن أن يتقدم لإشغاله، ويتنافس عليه مع (هؤلاء) ..؟

   سأختتم مقالي بكلمة أخيرة أقول فيها: إذا لم تتطهر الكرة العراقية من هذه الفايروسات، وإذا لم تتدارك الهيئة العامة، والحكومة والمجتمع أيضاً – الوضع المزري الذي وصلت اليه الكرة العراقية، فإن فلاح حسن لن يترشح لرئاسة الإتحاد قط، وإن هادي احمد، أو رعد حمودي، أو اياد بنيان لن يفوز منهم أحد بمنصب رئيس الإتحاد لو صفقت لهم الملايين.

 

 

 

قد يهمك أيضاً