الإفتتاحية

جهاز مكافحة الإرهاب ومُلكية المالكي!!

فالح حسون الدراجي

  كلما ينفذ جهاز مكافحة الإرهاب واجباً قتالياً وأمنياً ناجحاً -والنجاح صفة ملازمة لأدائه طبعاً-، وكلما أنقذ أبطال هذا الجهاز ارواح الكثير من العراقيين الأبرياء، سواء أكانوا رهائن أم محاصرين، أم مخطوفين، أم مهددين بالقتل!. وكلما يقطع فرسان هذا الجهاز الطريق على الإرهابيين ويسحقونهم قبل أن يصلوا هدفهم القذر الذي يسعون من خلاله إبادة العراقيين، كنت أشعر بالفرح الغامر، والفخر الباهر أيضاً. وسبب فرحي يعود لكون هذا الجهاز عراقياً صميمياً مائة في المائة. فهو ماركة عراقية مسجلة في سجلات البطولة والفداء العراقي. وهو جهاز وطني خالص، ليس فيه أي مجال للطائفية أو الحزبية، أو التفرقة المناطقية.. إذ من المستحيل على أي شخص أن يعرف كم شيعياً في ألوية هذا الجهاز؟ وكم سنياً في أفواجه؟. ولا يستطيع أن يعرف قطعاً كم عربياً أو كردياً يضم بين صفوفه؟. وطبعاً فإن هذا لايحدث لأن الجهاز سرِّي ومنيع وصعب الإطلاع والكشف، ولا لأن أبوابه مغلقة بوجه الغير، حاله حال الأجهزة الأمنية المحترفة الأخرى فحسب، إنما لأنه جهاز وطني حقيقي وليس شعاراتياً. وهو مؤسسة قيمية صارمة لاتؤمن بغير قيم الوطن الواحد، ولايتخندق منتسبوها بغير خندق الشعب العراقي الموحد، فالتكتل الطائفي والتعصب القومي والمناطقي مفردات غير موجودة في جهاز مكافحة الإرهاب بالمرَّة. لأن منتسبي هذا الجهاز قد تربَّوا على مبادئ القيم الوطنية، وبثقافة الوحدة العراقية، وأواصر التكاتف الأسري. وستشعر حتماً لو تعاملت مع تفاصيل هذا الجهاز، بأنك تتعامل مع أسرة واحدة، ليس فيها فرق بين منتسب وآخر، بسبب الطائفة أو القومية او غيرهما.. وللحق فإن هذا الفضل يعود بشكل مطلق لرئيس الجهاز الفريق الركن طالب الكناني، الذي لايتساهل في محاسبة المخالف لهذه الفضائل، فهو يعتبر شر التخندق الطائفي والقومي أشد خطراً على بنية الجهاز من شرور الإرهاب نفسه.. لذلك تراه يمارس بقوة مسؤولياته الإدارية والوطنية والأخلاقية في معاقبة العنصر(الطائفي)، وقطع حبال الطائفية مهما كانت النتائج. وقد يتساهل الرجل في أمور أخرى لكنه لن يتساهل قط في مثل هذا الأمر.  فهو بصراحة (ماعندوش يمه أرحميني) كما يقول المصريون. وعدا شخصية رئيس الجهاز، فإن هناك عدداً غير قليل من الضباط الوطنيين الذين يضمهم هذا الجهاز بفخر.. وجُلُّهم يحمل نفس العبق الوطني الذي يحمله أبناء الجهاز الآخرون. فالكفاءة والإحترافية والشجاعة والإقدام والتقيد والإلتزام بالواجبات هي صفات مطلوبة في شخصية جميع المنتسبين، لكن ثمة صفة أخرى مطلوبة، يركز عليها المسؤولون في الجهاز كثيراً، بل يضعونها في المقام الأول، ألا وهي: نبذ الطائفية، ونبذ التميز المناطقي، والتحيز العشائري، وعدم التبجح بالهوية الشخصية على حساب الهوية الوطنية..

لقد تحدثت في أول المقال عن فرحي بإنجازات هذا الجهاز لكوني عراقياً، ولكون هذا الجهاز عراقياً أيضاً. لكني لم أقل شيئاً عن سبب فخري وسعادتي الشخصية بإنجازات مكافحة الإرهاب الوطنية ..

والحقيقة إن فخري بهذا الجهاز يعود لكوني مؤمناً بأهميته وبدوره الفاعل والنشيط والمميز في مكافحة الإرهاب، وفي حماية أهلي العراقيين. ولا أخفي سراً لوقلت بأني أحب هذا الجهاز، وأدافع عنه بقوة، وأتصدى بقلمي لكل من يتعرض له من النواب التابعين لقوى الإرهاب الطائفي، فيحاول الإساءة اليه أو يحرِّض على عدم تشريع القانون الخاص به منذ سنوات، بخاصة وأن هؤلاء النواب الطائفيين يعلمون جيداً بأن هذا الجهاز – إذا ما توافرت له أسباب الدعم المالي، والتأييد الحكومي، والإسناد النيابي- فإنه سيصنع المعجزات التي تحطم آمال الإرهابيين وتسحق مخططات الدول الداعمة للإرهاب. ويشرفني أن أكون أول الواقفين بوجه الأقلام الحقيرة، والأصوات المعادية التي تطالب بحل الجهاز وتفكيكه، تنفيذاً لرغبات الأعداء الذين يؤذيهم كثيراً وجود مثل هذا الجهاز البطل. ويشرفني أن أقف كذلك بوجه كل من يهاجمه لأسباب طائفية، أو حزبية، أو دولية، او مصلحية مدفوعة الثمن، لاسيما  في وسائل الإعلام (الحارثية الضارية).. والبعثية المسمومة. ويشرفني أن أكون الشاعر الوحيد الذي كتب لذراع وقبضة الجهاز القوية، وأقصد الفرقة الذهبية إنشودة أسمها: حي الله الفرقة الذهبية بصوت حسام الرسام ومحمد عبد الجبار. لذا فإني أعتبر نجاح هذا الجهاز نجاحاً عاماً لكل العراقيين، ونجاحاً خاصاً لي..!!

 نسيت أن أذكر نكتة يتداولها الأعداء مفادها: ان جهاز مكافحة الإرهاب هو جهاز طائفي، يملكه نوري المالكي. ولم يذكر هؤلاء الأعداء طبعاً، أن أبطال هذا الجهاز أنقذوا في الأسبوع الماضي حياة خمسة وأربعين رهينة (تكريتية) في صلاح الدين.. وليس في طويريج !!

قد يهمك أيضاً