الإفتتاحية

من يدافع عن العلواني؟!

فالح حسون الدراجي

   اعتقل العلواني أمس الأول، فنزل خبر اعتقاله على صدور العراقيين، كما ينزل الماء البارد على صدور العطشى في  حرِّ تموز. ويقيناً أن الفرحة التي عمّت قلوب الملايين من العراقيين  لم تأتِ (بلاش)، أو تحصل من دون سبب.. إنما كان لها تراكمات من الغضب المُبرَّر، والحنق الجماهيري المشروع الذي ما كان له أن يهدأ أو يبرد إن لم يدخل هذا الطائفي قفص العدالة وينال جزاءه العادل، لما أرتكبه من جرائم دموية وفظاعات إنسانية بحق العراقيين بشكل عام، وشيعة العراق بشكل خاص.

 وما كان للذين أوجعتهم إساءات العلواني أن يشعروا بالارتياح والرضا، قبل أن يكسر(أولاد الملحة) خشم هذا الطائفي المتعجرف، ويقطعوا لسانه الذي كان يشتم به الناس، ويطعنهم في صميم عقائدهم.

 لقد وصلت الحقارة بهذا العلواني الى أن يهدد بقطع رؤوس المخالفين آراءه المتطرفة. ويحرِّض على الفتنة الطائفية علناً وأمام العالم كله، فراح يصف في خطبة متلفزة له ثلثي الشعب العراقي بالخنازير. ويصفهم في مكان آخر (بأولاد المتعة)!!

لقد حسم العلواني موقفه المعادي لأغلب العراقيين، وحزم أمره المضاد للعملية السياسية منذ أن ارتدى العقال والكوفية الحمراء التي غطى بها نصف وجهه في ساحات الاعتصام، وحمل بيده السلاح، ليخطب فيها مهدداً هذا تارة ومتوعداً ذاك تارة أخرى. ومنذ أن بدأ أفراد حمايته بقيادة شقيقه علي سليمان مهنا، بتنفيذ اعمال إجرامية فظيعة بحق الذين يخالفون توجهات العلواني، ويدعون لفك الاعتصام الممول من قطر والسعودية.

وقبل كل هذا، فإن العلواني حسم أمره، منذ أن غادر البرلمان، فالرجل لم يحضر جلسة واحدة منذ أكثر من ثلاثة عشر شهراً، ولا أعرف لماذا لم ينفذ رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، الحكم القانوني بحق العلواني، لاسيما وأن  أكثر من خمسين نائباً عراقياً كانوا قد تقدموا قبل أكثر من ثلاثة اشهر بطلب رفع الحصانة عنه، فضلاً عن صدور مذكرة  قبض بحقه، صادرة من القضاء العراقي وفق المادة ( 4 ) إرهاب، يتهمه فيها بالتحريض على العنف والطائفية والاقتتال..

 كما لا أعرف لماذا تجاوز النجيفي تنفيذ المادة السابعة من الدستور العراقي الخاصة بالتحريض على الإرهاب، والتكفير، والتطهير الطائفي..؟

 لقد تمادى العلواني بغيّه، واستكبر بغروره، وظن أن لا أحد يصل له، خاصة وهو محاط بحماية مسلحة تسليحاً ممتازاً، ومدربة تدريباً عالياً. فضلاً عن تواجد أبناء عمومته، وشباب عشيرته الذين يحيطون ببيته إحاطة تامة ودائمة. ناهيك عن الضمانات والتعهدات، التي حصل عليها العلواني من بعض الشخصيات والقوى والمليشيات الطائفية، بدعمه والوقوف معه في مواجهة السلطة. لكن كل هذه الوعود والآمال تبخرت حين هبَّ الشباب من جهاز مكافحة الإجرام الى جُحر العلواني لكي يعتقلوا شقيقه المطلوب للعدالة. إذ ما أن رفع (المجرمون) الغادرون سلاحهم بوجه القوة العسكرية والأمنية القادمة وقتلوا الجندي البطل (دريد) حتى وقف (أولاد الملحة) بوجه الغادرين كالأسود، ليسحقوا ( الخرنگعية) الذين كان يستقوي بهم العلواني، فيقتلون شقيقه علي، ويجرحون عدداً من أفراد حمايته، ويعتقلون البقية منهم. في حين سُحِل (العلواني) كالكلب الأجرب، وهو يرتجف جبناً، وهلعاً بيد النشامى الأبطال. وما أن زفت البشرى لأبناء الشعب العراقي باعتقال العلواني حتى راحوا يتبادلون التهنئة بهذا النبأ المبهج. فازدانت الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي بكلمات الفرح، وسطور الفخر بكسر أنف هذا الطائفي. في حين ارتسم الوجوم والحزن على وجوه الطائفيين. فهاهو المجرم الهارب طارق الهاشمي يدعو (زملاء) العلواني الى الانسحاب من العملية السياسية، وها هو حارث الضاري يتوعد السنة بالويل والثبور أن لم يقاوموا (جيش المالكي).. بينما يتعالى صراخ الدليمي الخرف من هناك مطالباً ميلشيات القتل بالثأر (للشهيد) علي العلواني.. وطبعاً فإن (للكاولي) المعتوه علي حاتم السليمان دوراً في هذا المشهد المسرحي المضحك.. اما القنوات الطائفية، فقد كانت لها حكاية مع اعتقال العلواني.. لذا فإني أختصر عليكم المشهد، وأدعوكم لمتابعة نشرات الأخبار، ولما ينشر في (سبتايتلات) القنوات الفضائية العربية المعادية كالجزيرة والعربية.. إضافة الى قنوات (الاعتصام) الوهابي مثل قنوات الفلوجة، والتغيير، والرافدين، وبغداد، والعباسية، والغربية.. فضلاً عن حبايبنا من القنوات العراقية الأخرى المعروفة (بوطنيتها) جداً، وستعرفون بعدها قصة الفيلم كله!!

قد يهمك أيضاً