الإفتتاحية

العراقية تحذِّر الجيش من التصرفات (غير الأخلاقية)!!

فالح حسون الدراجي

   كثيراً ما نجد مسميات لا تنطبق عليها أسماؤها بالمرّة.. بل أن ثمة أسماء تتعاكس، وتتناقض تماماً مع تلك المسميات، كأن تجد فتاة قبيحة جداً تحمل اسم (جميلة)، ورجلاً كاذباً يحمل اسم (صادق)، وشخصاً مملاَّ، وفظاً يحمل اسم (لطيف) وجباناً يحمل اسم ( شجاع) وهكذا الحال مع مجموعة كبيرة من الأسماء التي تتناقض مع محتوياتها.. والقائمة (العراقية) واحدة من هذه الأسماء التي تتناقض مع محتوياتها.. حتى أني سألت نفسي كثيراً عن السبب الذي يجعل زعيم القائمة العراقية إياد علاوي يختار(العراقية) اسماً لقائمته دون آلاف الأسماء الأخرى.. فهل كان اختياره لهذا الاسم ناتجاً عن قناعة بالهوية العراقية؟ أم انه تحايل على الناس من أجل كسب الأصوات الانتخابية وتمرير مشروعه المدفوع ثمنه مسبقاً!

 فتوصلت شخصياً – بعد تجربة طويلة مع قائمة إياد علاوي – الى أن اسم (القائمة العراقية)، لا يختلف عن منح الفتاة القبيحة اسم ( جميلة)، ولا يختلف عن ذلك الذي سميَّ  شجاعا، وهو ليس كذلك.. ويقيناً ان الجمهور العراقي يحتفظ في ذاكرته بالكثير من المواقف المخزية لهذه القائمة. ولعل الشيء الوحيد الذي يخفف (مصائبها) عنا، انها تفتتت واضمحلت بعد أن رخص ثمنها، فانتهت كما تنتهي الأشياء المزيفة والرخيصة، والفالصو.. ولأن (دگات) هذه القائمة العراقية كثيرة، بحيث لا تعد ولا تحصى، فقد أخترت لكم (دگة دونية) واحدة من (دگات) هذه القائمة.. تمثلت بالبيان العار الذي أصدرته القائمة العراقية (جداً) أمس الأول .. وتحديداً بعد أن توحد الشعب مع جيشه الباسل في حربه الشريفة ضد ارهابيي القاعدة وداعش. إذ جاء هذا البيان النشاز في الوقت الذي كان يحتاج فيه جيشنا المقدام دعماً واسناداً وطنياً من كل المنظمات السياسية والشعبية، ولعل الغريب في الأمر أن يأتي هذا البيان (غير العراقي) من قائمة لها عدد من الوزراء في الحكومة، وعدد كبير من النواب، ولها مصالح ومنافع كثيرة في العملية السياسية، فضلاً عن كونها تحمل اسم القائمة (العراقية).. في الوقت الذي صمت فيه خصوم تقليديون لرئيس الحكومة وأعداء معروفون للعملية السياسية حياء من الشعب، أما قائمة إياد علاوي فلا حياء، ولا خجل، ولا هم يصمتون..!!

تصوروا أن علاوي  يصدر بياناً يحذِّر فيه الجيش العراقي المعروف بأخلاقه، وسمعته الكبيرة من ضرب أوغاد داعش في الفلوجة، إذ يعدّ ذلك تصرفاً غير مهني وغير أخلاقي!!

     يا إلهي .. أحقاً أن الجيش العراقي الذي سلمته عشائر الأنبار أمس أكثر من أربعين طالبة من بناتهم كنَّ يقمن في الأقسام الداخلية، لأنهم يرون أن  هذا الجيش هو الأكثر ثقة، وتأهيلاً أخلاقياً، وقيمياً لإيداع بناتهم لديه، يتصرف تصرفاً غير أخلاقي!.. أما هذا التصرف (غير الأخلاقي) برأي علاوي، فهو ضرب الإرهابيين الذين دنسوا تراب الفلوجة والرمادي؟!

اليكم بعض ما جاء في بيان (القائمة العراقية)، وكذلك بعض ردود أفعال أهالي الفلوجة والرمادي، المنشورة على عشرات المواقع، لتحكموا على الأمر بأنفسكم. هذا أولاً بيان العراقية: (حذرت القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي الجمعة الجيش من استمرار قصف مدينة الفلوجة في محافظة الانبار، معتبرا بأنه “تصرف غير مهني وأخلاقي”.. وكان مسلحون يعتقد بانتمائهم لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام “داعش” قد سيطروا على مدينتي الفلوجة والرمادي يوم الاربعاء بعد طرد أفراد الشرطة المحلية.

ويحاول أبناء العشائر وأفراد الشرطة استعادة السيطرة على المدينتين اللتين تحاصرهما قوات الجيش، وتقصف بالمدفعية مدينة الفلوجة)..!!

وبالمقابل اليكم رأي الشارع والمسؤولين ورجال العشائر في عموم مدن محافظة الأنبار:

(تعالت اصوات اهالي الانبار المطالبة بتدخل الجيش وحمايتهم عقب عودة انشطة “داعش” الارهابية الى المدن التي غادرها الجيش بعد ازالة الاعتصام حيث عمدت عناصر تنظيم القاعدة الارهابي في الانبار امس، الى استهداف العديد من المباني الحكومية والمؤسسات الخدمية وقطع الشوارع في محاولة منها ” لإعادة تشكيل خلاياها لزعزعة استقرار المدينة”).

ويرى مراقبون ان الجيش هو الأقدر على حماية المدن من الإرهابيين، وهذا ما ذهب اليه ايضا محافظ الانبار الذي اشار الى ان الجيش ركن اساسي في بسط الامن بالمدن .واضاف في تصريح نقلته (قناة العراقية) ان ضغوطات بعض السياسيين وعلماء الدين الذين لا يفقهون شيئا في الامور العسكرية، هي من اوصلت الحال في الانبار الى ما هو عليه عقب استجابة رئيس الوزراء نوري المالكي ومطالبته بانسحاب الجيش من مدن الانبار، اذ استغل الارهابيون هذه العملية وعادوا للسيطرة على الفلوجة وبعض احياء الرمادي .وفي خضم ذلك المشهد، تعالت اصوات اهالي الانبار، مطالبة الحكومة بالإسراع في اعادة الجيش الى احياء المدينة التي قالت انها احتلت مجددا من قبل ارهابيي داعش، مبينة ان كل من يسعى لعرقلة عودة القوات المسلحة الى المدن ( فهو يريد لأهل الرمادي اما الموت بالسلاح او بالجوع والمرض)!!

قد يهمك أيضاً