فالح حسون الدراجي
اسمحوا لي أن أعلن رأيي بصراحة تامة في موضوعة الحرب على (داعش) الارهاب.. ولا أقصد في ذلك إعلان رأيي بالحرب، أو موقفي من القضية.. فموقفي من داعش والحرب عليها محسوم قبل أن يولد هذا التنظيم الدموي الطائفي المتخلف.. إنما قصدت إعلان رأيي في التغطية الاعلامية التي صاحبت هذه الحرب الشرسة.. وربما يقول أحد القراء: وماذا في الأمر من حراجة، أو صعوبة كي تحتاج الى موافقة من القراء.. أو الى استسماح من الجمهور؟. والحقيقة ان الحراجة تكمن في إني سأبدي رأياً بقناة فضائية عراقية لم تتفوق على جميع القنوات الفضائية العراقية والعربية في تغطيتها للحرب على داعش فحسب، إنما تفوقت على نفسها أيضاً.. بحيث سحبت الجمهور العراقي برمته من باقي القنوات، لتضعه أمام شاشتها متبسمراً في أغلب ساعات الليل أو النهار.. ولعمري فإن سحب مثل هذا الجمهور الواعي والحساس، وبهذا الحجم الكبير، من رصيد القنوات الاخرى، ووضعه في رصيدها بهذه الفترة الزمنية القياسية، وبهذه الامكانيات الفنية والمادية البسيطة، وبهذا العدد القليل من الكادر أمرٌ ليس سهلاً إن لم يكن مستحيلاً في هذا العصر الذي يخضع لمافيات الإعلام المكتنزة بالمليارات من الدولارات ..
ولم تكن هذه القناة سوى قناة آفاق الفضائية التي دخلت المعركة التنافسية مع قنوات (الشر) المدججة بالمال والخبرة والتقنية العالية والوجوه القمرية.. دون أن تملك سلاحاً واحداً من الاسلحة الفخمة التي يمتلكها العدو الاعلامي غير سلاح الايمان، وهو السلاح الذي يفتقد اليه العاملون في قنوات المال الفاحش. ورغم ذلك فقد تفوقت قناتنا الفتية تفوقاً عظيماً، حتى باتت مصدراً مهماً وموثوقاً خصوصاً في ساحة المنازلة مع داعش. فضلاً عن الجمهور العراقي (السني) قبل الشيعي.. والكردي قبل العربي الذي هجر أغلب القنوات الكبيرة الأخرى، وجاء مسرعاً ليحتمي بمصداقية آفاق بعد أن لسعته أكاذيب وافتراءات وخرافات القنوات الداعشية السعودية الفخمة. إن قناة آفاق اليوم مفخرة.. وجرأة، وإبداع، وتجديد، ومفاجآت غير متوقعة.. فهي تعرض كل يوم أفلاماً من حرب الحق على الباطل في الانبار.. وحوارات صريحة وطازجة.. ونشرة أخبار مفرحة وصحيحة تماماً، وابتسامات دافئة في ليالي هذا الشتاء البارد، إضافة الى إشراقة وجوه العاملين، وأصواتهم الحلوة.. وتلك اللكنة الجنوبية العذبة التي تجبرك على متابعتها ( كعمار الوائلي مثلاً ).. ناهيك عن تلك الحشمة الصادقة غير المفتعلة.. والاداء اللغوي السليم.. والصور الذكية، واللقطات المطمئنة التي تضعك في قلب الحدث..
والسؤال الآن: كيف تحولت هذه القناة الى ما هي عليه اليوم؟
وأقسم بالله العظيم بأني لا أعرف الرجل.. لكنهم يقولون ان هذا النجاح تم بفضله.. أي بفضل محمد الحمد المدير العام للقناة..
أحد الاصدقاء قال: ليس بمحمد الحمد وحده تنجح القنوات، إنما هناك أمر آخرَ يقف مع الحمد جنباً الى جنب في نجاح (آفاق)، وتفوقها غير الطبيعي..
قلت له: أرجو أن لا تقول: لأنها قناة المالكي؟
قال ضاحكاً:ـ لالا.. إنما النجاح يتحقق لها لأن العاملين فيها يحبون عملهم، ويصرون على النجاح.. ويعملون كفريق جماعي لصالح القناة.. ولأنهم لم يحبسوا القناة في قفص الحزبية والطائفية كغيرهم.. إنما أطلقوها حرة في سماء الحرية..
فتحية لآفاقنا التي توسعت مداركها!!