فالح حسون الدراجي
فوجئت الجماهير الرياضية بقرار رئاسة البعثة الرياضية المشاركة في دورة التضامن الآسيوية المقامة في إندنوسيا، بإبعاد وإعادة العداءة العراقية الذهبية دانة حسين الى بغداد .. ولا أذيع سراً لو قلت بأني شخصياً كنت الأكثر حزناً من هذا القرار، وسبب حزني لايعود لخسارة العراق وسامين ذهبيين مؤكدين فحسب، ولا لأني فقط كنت قد كتبت مقالة بعد تأهلها للدور الثاني في ركضة المائة متر في دورة لندن الأولمبية، أشدت فيها كثيراً بدانة عندما نهضت متأخرة في الإنطلاق، لكنها عوضت هذا التأخر فركضت بشكل مذهل لتتخطى ست عداءات وتحرز المركز الثاني وتتأهل وسط أعجاب الجمهور الى الدور الثاني من المسابقة. إنما سبب حزني كان في وقوع هذه البطلة بحفرة الغرور، فتتجاوز على رئيسة الوفد، وعضو اللجنة الأولمبية الوطنية ميساء حسين. وميساء عداءة سابقة، وبطلة معروفة، تتمتع بأخلاق عالية، وتملك طيبة ونقاءً يشهد لها بهما الجميع.. ولعل المؤسف في الأمر أن تجاوز دانة لم يتوقف عند رئيسة البعثة فقط فتدعي بأن ميساء تتحسس منها بسبب نيتها الترشيح لانتخابات اللجنة الأولمبية القادمة، ومنافستها على عضوية الأولمبية، إنما شمل التجاوز أيضاً نائب رئيس البعثة علاء جابر. فهل ستنافس علاء جابر أيضاً ؟ ناهيك عن عدم حضور البطلة دانة لافتتاح الدورة – مهما كان نوع وشكل ومستوى هذا الافتتاح- كذلك عدم المشاركة برفع العلم العراقي.
إن إبعاد دانة وحرمانها من المشاركة، وإعادتها الى بغداد بعد ساعات من اتخاذ القرار، وما سيتبع ذلك من قرارات أولمبية عقابية مؤكدة لاحقاً سيكون دون شك خاتمة محزنة لأسرع امرأة عربية، ونهاية غير لائقة لهذه البطلة التي تجاوز عمرها اليوم السابعة والعشرين.. لقد كنا نتمنى لدانة خاتمة رياضة أفضل، ونهاية فاخرة تليق بواحدة من أهم الأسماء النسوية في تاريخ الرياضة العراقية.. لاسيما وهي امرأة متعلمة – بكالوريوس تربية رياضية – لها طموحات وأحلام وأمنيات رياضية، لكن للأسف فقد أفقدها غرورها ما كنا نتمناه لها.. وما كانت تحلم به هي أيضاً. من جانبي، فقد كنت أريدها أن تكون نموذجاً متحرراً وشجاعاً للفتيات العراقيات في الداخل، وبيرقاً رياضياً عراقياً عالياً نرفعه في سماوات الدول العربية والآسيوية.. لكي نقول للجميع: هذه هي المرأة العراقية في زمن العراق الجديد، وليس كما يدعي الإعلام المعادي .. أو يصورها المغرضون .. لكن للأسف فقد خيبت دانة رجائي.. وكسرَت بلور أمنياتي الشفاف ..
نعم كنت قد حزنت على فقدان وسامين ذهبيين في هذه الدورة.. ولكن مانفع الذهب إذا كنا خسرنا دانة التي هي عندنا أغلى من الذهب؟!