محليات

وزارة الثقافة تقترب من إنجاز كبير قريبا .. بابل تدخل لائحة التراث العالمي

الحقيقة – صباح محسن

 

لأهمية الموضوع في ذاكرة الانسانية ، وتحديدا الذاكرة الجمعية لدى ابناء الشعب العراقي ، وكونها اهم المعالم التراثية العالمية ، والانسانية بشكل خاص ، انها بابل ، قبلة الآثار في محيطها التراثي التاريخي ، وأيقونة الارث الانساني في ابعاده المليئة بالعلوم والفنون والانظمة المؤسسة لاول طلائع قوانينها ووصاياها . إن بابل تعني الكثير للذاكرة الانسانية ، لانها اول من ارست دعائم التطور البشري عبر رؤى وطروحات كأنها تعيش ديمومتها للآن . قد شابها الكثير من التشويه على مدار تغيير الاهتمام بها كعلامة بارزة في عين التراث الانساني ، ولم تكن هناك النية الواقعية للعمل لادراجها على لائحة التراث العالمي اليونسكو ، سوى محاولة يتيمة جرت عام 1982 حين كانت السلطة مشغولة بحروب وانكسارات ساعدت في نسيان المشروع ومتابعته لظروف كانت خارج سياق اهتمام السلطة آنذاك والملابسات التي حدثت في تهور سياسات النظام السابق وتخبطه في عدم وضوح رؤيته مما افقد العراق ومن خلال هدر كل هذا الوقت الذي ضاع هباء والمخصص للاهتمام بضم بابل للائحة التراث العالمي ..وفي تطور ملفت للاهتمام ، ويدفع لحث الهمم لاعادة المحاولة ثانية وبقوة ، وبعد ان أعيدت فكرة الاهتمام مرة اخرى لمشروع بابل ، ما كان من مجلس النواب الا ان يلتفت لهذا المشروع الجبار ، عبر مخاطبته بكتاب رسمي للجنة السياحة والآثار في وزارة الثقافة والسياحة والآثار لتهيئة خطة متكاملة والاسراع بإدراج بابل على لائحة التراث العالمي ، وبعد ان تم عقد اجتماع المركز الاقليمي العربي للتراث العالمي في البحرين بتاريخ 22/1/2017  ، تم تشكيل لجنة عليا في وزارة الثقافة والسياحة والآثار برئاسة السيد رعد علاوي الدليمي مدير عام الدائرة الادارية في الوزارة لما عرف عنه جديته والتزامه وكونه احد ابناء محافظة بابل نفسها ، ولما يمتلكه من معلومات بحكم سكنه ومسؤوليته وتنسيقه العالي مع اغلب مسؤولي آثار بابل ، وعقد أول اجتماعاته الذي انبثق عنه  تشكيل لجنة عليا تضم العديد من المشتغلين بالحقل ذاته، ومتخصصين لهم دراية بواقع بابل الاثاري ومجموعة من الفنيين والمهندسين لتكون النواة الرئيسية للمباشرة بوضع الخطط ومراجعة الخرائط الموضوعة للمشروع خلال فترات متباعدة ومختلفة ، لتطلع اللجنة العليا للنظر فيها واعادة هيكلة ما شابها من تلف واهمال. وقد ضمت اللجنة اكثر من 15 شخصا ، برئاسة السيد رعد علاوي الدليمي ، لتباشر مهامها عمليا وميدانيا عبر تشكيل ثلاث لجان الاولى تتولى مهمة الحملة الاعلامية والثانية لجنة كتابة الفقرات الخاصة بكل مايتم بحثه ، واللجنة الثالثة مهمتها متابعة اجراءات ومتطلبات خطة الوزارة والتنسيق مع الوزارت ذات الصلة.  ووجهت اللجنة العليا على ان يتم تنسيق اللجان الثلاث  مع الهيئة العامة للآثار وحكومة بابل المحلية.  وضمت كل لجنة خمسة اشخاص او اكثر بقليل ، وبحسب مهام عملها وتنسيقاتها .

وقد باشرت اللجنة العليا عملها ، مع وضع جداول ولجان فرعية كما اسلفنا من تاريخ بداية الشهر الخامس من عام 2017 ووجهت جميع اللجان المشكلة بقرار اللجنة العليا لمهامها بتنسيق وتهيئة الدراسات والملاحظات ومنها وبشكل خاص الاعلامية والادارية والفنية مع الحكومة المحلية، لكسب اهتمام المنظمات العالمية المختصة بالتراث العالمي وعلى رأسها اليونسكو ، والحث على ادراج مدينة بابل على لائحة التراث العالمي / اليونسكو ، وقد تم انشاء مركز للشرطة بالتنسيق مع المحافظة مهمته حماية حدود المدينة الاثرية والتعامل مع المجلس البلدي بشكل مباشر وعاجل وبعيد عن الروتين والبيروقراطية ، وجعله ، اي المجلس البلدي ، متخصصا بهذا المشروع العملاق .

قد يهمك أيضاً