رياضة محلية

اللاعب الدولي كاظم عبود قدّم ولده وثلاثة أشقاء شهداءَ للوطن

الحقيقة – خاص

 

عبود كان لاعبامتميزا

 

تميز الكابتن كاظم عبود بإمكانية فنية عالية بالرغم من نحافة جسمه، اذ استطاع هذا المبدع الكروي ان يشكل ظاهرة هجومية، وهدافا من الطراز الاول في جميع الفرق التي مثلها ومنها فرق العاصفة الاهلي والزمالك والملعب ونهضة الشباب حتى انضم الى فريق البريد احد فرق الدرجة الثانية وانتقل الى الدرجة الاولى واخيرا لعب فيه ضمن الدوري الممتاز في موسم 1968- 1969 ، ويشكل البريد ظاهرة كروية جديدة بسبب شبابية لاعبيه ومستواهم التعليمي والثقافي ولان الفريق ضم نخبة من اللاعبين المعروفين بميولهم التقدمية اليسارية، وانتماء كاظم عبود وكاتب هذه السطور الى الحزب الشيوعي خلال اعوام 1968 حتى حُلّ الفريق من قبل سلطات البعث الفاشية عام 1975. تميز عبود بقوة تاثيره ونشاطاته المتميزة في حركة الشبيبة الديمقراطية ولعب دورا ايجابيا في صفوف عموم لاعبي كرة القدم في الفرق الشعبية او الفرق الاتحادية التي تلعب ضمن دوري كرة القدم. وذاعت شهرة كاظم مما دفع ازلام البعث الى تشديد مراقبته ومضايقته، لكنه استمر بالعمل السياسي رغم تهديد وتحذير مسؤولي البعث في النادي. إلا ان عبود استقطب الكثير من نجوم الكرة العراقية للمساهمة في الفعاليات والنشاطات الرياضية للحزب.

 

المشاركة في مهرجان الشبيبة العالمي العاشر في برلين

 

ولعل الفترة من 1972 لغاية 1974 كانت نموذجية بالتحرك الرياضي، هنا شارك فنانونا في مباراة استعراضية امام فريق البريد استعدادا للمشاركة في مهرجان برلين وفي ملعب نادي الزوراء. المباراة شارك فيها نجوم الفن، فاضل رشيد وكوكب حمزة وجعفر حسن وناصر حسن والراحل فاروق فياض وحمود الحارثي “عبوسي” واديب القليجي، وانتهت بالتعادل 2-2 ،حيث قام المنلوجست فاضل رشيد بتحكيمها، وقد ساهم نخبة من الرياضيين والفنانين بالمشاركة في المهرجان ومنهم كاظم عبود ولاعب كرة السلة الراحل داود سلمان “داوي”.

 

اربع شهداء لكاظم عبود: ولده وثلاثة اشقاء!

 

اشتدت المضايقة على الكابتن كاظم عبود من قبل ازلام البعث وتعرض رفاقه للمطاردة والاعتقال اما هو فقد حورب في معشوقته كرة القدم حيث اُبعد عن فريق البريد وأُعيد الى العمل “الوظيفة” وعندما شعر بالخطر اختفى ثم هاجر الى خارج العراق والتحق بفصائل الانصار في كردستان. لكن عائلته ظلت بخطر خاصة وان شقيقيه الاصغر الدكتور عبدالزهرة عبود والضابط البحري محمد عبود كانت لهما ميول دينية فتم القبض عليهما ثم قبض على شقيقه الثالث الرياضي اليساري عادل عبود واخيرا ولده الطالب في الثالث المتوسط جواد كاظم عبود وهو بعمر 15 سنة، القي القبض عليهم جميعا، بعدها اقدم النظام الفاشي على اعدامهم جميعا وبالجملة دون رادع او موقف انساني. اما شقيقه الاكبر جلوب عبود فتعرض للمضايقة والاستدعاءات، اضافة الى ابن شقيقه سمير جلوب الذي اعتقل اكثر من مرة واستدعي مرات كثيرة.

 

وظل الرياضي التقدمي صامدا أبياً

 

رغم قساوة الايام وشراسة الظروف ظل كاظم عبود على موقفه، صامدا ابيا، وقارع النظام رغم الاسى ومحاولات البعث التي تعرضت لها عائلته وابناؤه وأشقاؤه . هكذا كان الرياضي المرموق واللاعب الدولي السابق حريصا على سمعته وموقفه وهو يعاني المرض والشيخوخة. فتحيةَ تقدير وحب للقائد كاظم عبود وهو يعيش في منفاه الحزبي. والعار للقتلة الفاشيست من الدكتاتوريين وازلامهم.

قد يهمك أيضاً