تلبي مجموعة الابراهيمي طموح المهتمين بالجانب المعرفي والتاريخي والفلسفي للفن التشكيلي ، ونتمنى كمختصين بالنقد وكذلك العاملين في الفن التشكيلي الاستمرار في سلسلة المحاضرات لوحدة الدراسات الجمالية والنقدية التابعة لقاعة ايوان للفنون وعلى مدار العام لتقديم رؤية بصرية ترتقي الى طموحاتنا وتجذب المتلقي لتنمية التذوق الفني والمعرفي، وان لا يكون الاقبال على مثل هكذا فعاليات ثقافية ناضجة يعاني من انحسار حضور الجمهور ويقتصر على النخبة، وان يشارك في هذه النشاطات طلبة الاكاديمية المنتديات وكاليريات الخاصة بعرض وبيع اللوحات، كما نتمنى مشاركة وزارة الثقافة بانتداب ممثلين عنها في هذه الانشطة و نأمل من مجموعة الابراهيمي اختيار الوقت المناسب لعقد مثل هذه الجلسات ويفضل ان تكون صباح يوم السبت او عصرا وليس مساء لصعوبة التنقل في ظل ازدحامات شوارع بغداد!
دراسة في الثقافة المجتمعية
اقامت مجموعة الابراهيمي ضمن برنامجها الثقافي لوحدة الدراسات الجمالية والنقدية يوم السبت 8/2/2025 محاضرة بعنوان (بيئة التواصل في الفنون المعاصرة) للدكتور “جواد الزيدي” قدم المحاضرة د. “محمد الكناني” وقد أشار الى اهمية المحاضرة وقدرة الدكتور جواد الزيدي على تقديم مثل هذه المواضيع المعرفية ، وهي تعد من سلسلة محاضرات تبحث عن ثقافة جمالية،وتكمن اهمية الفن العراقي الذي يعد الفن كمادة اجتماعية جمالية ثقافية تبحث عن هوية الفن والانتماء ، لوجود علاقة بين ما ينتج وبين المتلقي، حضور المتلقي مهم للانتاج الفني،والشارع الثقافي ساهم في نشر الثقافة الجماعية ، والدكتور” جواد الزيدي” استاذ اكاديمي يمتلك ثقافة عضوية ورؤية ثقافية متفحصة للإرث المعرفي “.
متغيرات التواصل
اثنى د. جواد الزيدي على نشاط قاعة ايوان وبرنامجها الثقافي والمعرفي من اجل نشر الثقافة الاجتماعية الجمالية مؤكدا على ما يلي:
– متغيرات التواصل والتي تعني فلسفة وتاريخ التواصل بين الفنان والمتلقي قديما وحديثا.
– الفن ومستويات التعبير عنه ، والتأكيد على حتمية العلاقة بين المجتمع والفن وهي الاساس مهما كانت صيغة التعبير (الواقعية – التجريدية – ما بعد الحداثة ) وحسب نظرية الانعكاس التي تعبر عن هذا المجتمع .
– ويعتقد المحاضر أن الانسان هو الاساس والمحور في العمل الفني.
-النظرية الماركسية اعتمدت على المتلقي في فهم النص الفني وشرحه.
– النسق الاجتماعي هو من يجسد مضمون الاعمال الفنية.
– ساهمت الواقعية الاشتراكية في تطوير الحركة الفنية وتعد من اتجاهات الفلسفة في التشكيل- وتطرق المحاضر الى اهمية الذات الجماعية وقدرتها على التأسيس واطلق على الذات الفردية كنظرية جمالية توضح العلاقة بين الانا والاخر.
من وجهة نظري، انه في بداية القرن العشرين تخلى التيار التجريدي عن نزعة انسانية الفن، واللوحة لم تعد لها علاقة الانسان! نجد رسومات على اشكال هندسية لا يمكن ان تفهم علاقتها بالانسان مما يضطر بعض الرسامين الى التجول في المعرض ليشرح رموز لوحاته وعلاقتها بالمجتمع! وحتى حروف ” شاكر ال سعيد” لا أجد لها علاقة بالانسان!
وفي نهاية المحاضرة كانت هناك مداخلات من قبل الحضور ، وكانت مداخلتي حول علاقة الفن بالجانب الاقتصادي متمثلا بالرسومات في الكهف وعلاقتها بالصيد وكذلك علاقة الفن بالدين من خلال الرسم على جدران الكنائس والزخرفة في المساجد والمراقد الدينية. يعد هذا الفضاء المعرفي (قاعة ايوان) مكانا مناسبا تتداخل فيه الثقافات المتنوعة.