كتاب الحقيقة

تلزمنا أدوات ذكية..!

علي علي 

 
   نسمع بين الحين والآخر ابتكار جهاز جديد او اسلوب جديد، او نمط معين في جانب من جوانب مايتعلق بيوميات الإنسان. يتفاعل هذا الجديد طرديا مع متطورات العصر بأشكاله المستحدثة. فهناك مثلا؛ الهاتف الذكي وما يوفره من تقنيات تتماشى مع متطلبات الإنسان المتحضر، لاسيما متعدد المشاغل والالتزامات. كذلك هناك البطاقة الذكية التي انتشرت على قدم وساق في دقائق التعاملات اليومية في كثير من دول العالم، على مختلف الأصعدة، كالتبادلات التجارية على مستوى الشركات الكبرى والأفراد، وتعريفات الهوية الشخصية أمام المؤسسات الحكومية والأهلية. وهناك أيضا السيارة الذكية، وهي صيحة حديثة من صيحات توفير الخدمة للانسان، بتسخير الآلة للقيام بواجبات لم يكن يقوم بها غيره، فجاءت بتوفير الوقت والجهد والمال. وبالأمس القريب ابتكر أحدهم تربة من نوع خاص أطلق عليها اسم التربة الذكية، ذاك لأنها تقوم بشكل ذاتي بدور الهرمونات والمبيدات بعيدا عن المواد الكيميائية. ولانعلم مايأتي به الإنسان لأخيه الإنسان في المستقبل من اختراعات ذكية أخرى، تغنيه عن الكثير من المتاعب والفعاليات الجسدية والذهنية والنفسية. ولكن مع كل هذه التكنولوجيا في التسهيلات الحياتية، يبقى العنصر الأساس في إدارة هذه الأجهزة والمستلزمات هو الإنسان ذاته، فبتوجيهه السليم يتمكن من الوصول الى النتائج الناجعة والمجدية والمتوخاة من هذه الاختراعات.   
   هنا في عراقنا أرى أن الذكاء أول عنصر يجب أن ندخله في مفاصل حياتنا جميعها، ليس من قبل الجهات القيادية فيه فحسب، بل يشترك المواطن في الشارع والبيت والمعمل، وكذلك المسؤول في مؤسسات الدولة والمؤسسات المدنية على اختلاف مناصبهم ودرجاتها. وكذلك يشترك القائد ان كان مديرا او وزيرا او رئيس وزراء كل من موقعه، فعلى الجميع استغلال عنصر الذكاء في كل خطوة يخطونها، لاسيما في عملهم الذي له تداعيات تعود بالنفع العام إن أحسن فيه، وبالضرر العام ان أساء على حد سواء.  
    اليوم تشير بوصلة الزمن الى قرب موعد عمليةٍ على الجميع إيلاؤها الدرجة القصوى من التحلي بالذكاء، وتجييرها لصالح الخير والمصلحة العامة للبلد، تلك هي عملية الانتخابات البرلمانية، التي تبعد عنا مسافة ثلاثين يوما، وكما نقول نحن العراقيون: (راح الهواي وظل القليل) وصبر العراقيين طيلة هذه المدة يجب أن يكلله العراقيون أنفسهم، بالفوز والنجاح بامتياز. على العراقيين هذه المرة ان يستنفروا كل طاقاتهم الذكية، لينتقوا الرجل المناسب ووضعه في المكان المناسب، من دون أي اعتبار للمحسوبية الفئوية او المنسوبية العشائرية والقومية والعرقية والدينية، وعلى المواطن وضع السنين الماضيات ومردودات عملية الانتخابات السابقة نصب عينه، للمقارنة بين اختياره السابق لكتل وأحزاب وشخوص خذلوه وخيبوا ظنونه، بتملصهم من وعودهم ونقضهم عهودهم التي قطعوها، وبين مايستوجب عليه فعله هذه المرة، ووضع معايير جديدة بوحدات قياس مغايرة لتلك التي استغفله بها السابقون، والتفوا حول حقوقه عليهم، وحادوا عن واجباتهم المهنية والأخلاقية والوطنية.
   علينا إذن بانتقاء ذكي.. وشخصية ذكية.. وقياسات ذكية.. لتكون الحصيلة انتخاب ذكي.
 

قد يهمك أيضاً