كتاب الحقيقة

عصابات التنويم المغناطيسي

عدنان الفضلي

قبل أيام كنت في مقر اتحاد الأدباء وبالمصادفة وجدت سيدة في منتصف العمر جالسة في استعلامات المقر، وكانت تنتظر الزملاء في الاتحاد، وحين سألتها عن حاجتها، روت لي قصة غريبة وعجيبة.
أخبرتني هذه السيدة أن “عصابة مكونة من ثلاثة أشخاص كانوا يركبون سيارة نوع (سايبا) استوقفوها في تقاطع مستشفى الواسطي وادعى أحدهم أن مواطناً إماراتياً يريد توزيع مساعدات على العوائل الفقيرة، وسألوها إن كانت تعرف أحداً يحتاج للمساعدة، ثم تحدث شخص آخر معها وسألها إن كانت تحتاج للمساعدة فأجابت أنها تربي أيتاماً فطلب منها الصعود الى السيارة ومن ثم تقسم بكتاب (أحمر) كان يحمله أحدهم على أنه قرآن، بأنها بحاجة للمساعدة، ومن ثم لم تعرف المرأة بحسب ما تدعي ماذا جرى لها إلا بعد ثلاثة أيام حين اكتشفت أن المبلغ الذي كانت تحمله في ذلك اليوم قد سرق منها، وقد أتت الى اتحاد الأدباء علّها تحصل من كاميرات الاتحاد على فرصة التعرّف على السيارة المستخدمة في سرقتها”.
هذه الحكاية الغريبة جعلت الفضول ينتابني لأعرف كيف يحدث هذا، فذهبت للعم (گوگل) وصرت أبحث عن هذا السر فوجدت أن الموضوع ليس جديداً، حيث وجدت كثيراً من القصص التي حدثت في بغداد والمحافظات الأخرى ومن تلك القصص مانصّه ” تمكن تشكيل عصابيّ مكون من ثلاثة أشخاص في العراق من سرقة ملايين الدنانير “بلمسة كتف فقط” في منطقة أبو غريب غربي العاصمة بغداد.
وذكرت مصادر إعلامية أن “الأشخاص الثلاثة يمارسون عملية التنويم المغناطيسي ويجوبون قضاء أبو غريب ويسرقون أموال المواطنين عن طريق لمس كتف الضحية بطريقة سريعة.’
ونقلت المصادر عن أحد الضحايا قوله، إن ثلاثة أشخاص جاؤوا إليه أمام متجره وجعلوه يجلب لهم مليون دينار دون أن يدري ما الذي حصل.
بدوره، يقول طالب جامعي إن أحد أفراد العصابة وضع يده على كتفه وبعدها ذهب إلى منزله وأحضر 800 ألف دينار وسلمها دون أن يشعر أنه قدم الأموال بيديه لهم.
هذه الحكايات ولشدة غرابتها وسهولة وقوع الضحايا فيها تتطلب من وزارة الداخلية والجهات الأمنية المختصة الإنتباه لها بشدة ودراسة طبيعتها وتوجيه الجهات الاستخبارية بتعقب هؤلاء المجرمين الذين صاروا يجوبون شوارع بغداد وينتقون ضحاياهم ويسرقونهم ولا يستطيع أحد ملاحقتهم كونهم يختفون، لكن من الممكن التعقب لو بذلت وزارة الداخلية جهوداً أكبر وقامت بتفريغ الكاميرات الموجودة في المناطق التي حدثت فيها هذه الجرائم فمن الممكن تحديد السيارات المستعملة في السرقات.

قد يهمك أيضاً