عدنان الفضلي
الآن وانا أكتب عنه مقالي هذا يكون القاضي ووكيل وزارة الثقافة مهند الدليمي خارج منصبيه في وزارة الثقافة نتيجة خلل واضح في منظومة الحكم العراقية التي ابعدته مكرهاً، وبالتالي فما أقوله لن يستطيع أحد ان يأخذ به الى خانة التزلف او التملق، بل هو قول وشهادة يستحقها الرجل نتيجة لما قدمه خلال فترة توليه منصبيه كوكيل وزير أو كمدير عام لدائرة السينما والمسرح وسأتركها للتاريخ.
من وجهة نظري انه مخجل جداً وفيه حيف كبير قرار اقالة الدكتور مهند الدليمي من منصب وكيل وزارة الثقافة، فالرجل قدم الكثير وكان فاعلاً جداً في المشهد الثقافي العراقي وحقق الكثير، لكنه وللأسف يتواجد في بلد يسير الى الخلف تتحكم به ريموتات القتلة واللصوص والانتهازيين.
الدكتور مهند الدليمي ومعه مستشار الوزارة الدكتور حامد الراوي ومدير عام الادارية والمالية الاستاذ رعد علاوي هم المسؤولون الوحيدون في وزارة الثقافة الذين لاتحتاج حين تودّ لقاءهم ان تسجل اسمك ضمن قائمة المنتظرين، فزياراتي الى مكاتبهم وهي ربما كثيرة خلال السنوات الثلاث الاخيرة لم تتضمن تلك الفقرة، بل على العكس تجدهم وهم ينتظرونك عند الباب ولايعودون الى كراسيهم الادارية الا بعد ان تغادر، وهم مستمعون جيدون لكل مايطرح مهما كانت أهمية الطرح.
مهند الدليمي كان أشجع مسؤول في وزارة الثقافة في قضية كشف الفساد الاداري، فهو قد فتح تحقيقات عدة في قضايا يرى فيها ان فساداً وغبناً قد تضمنتها تلك القضايا او المشاريع، فهو نزيه اليد ولا يقبل ان يصمت امام ما يراه فساداً يصيب الدائرة التي تحت مسؤوليته بالعار، ولذلك فهو يستحق ان يحمل لقب الشجاع، حينما دخل تلك المنطقة الخطرة. مهند الدليمي يمتلك من المواصفات الادارية ما يؤهله لأن يكون دائما في الواجهة الادارية، فهو الصادق مع نفسه والآخرين، وهو الانسان الوطني الحقيقي، المؤمن بقضيته وعراقيته وانتمائه لهذا الوطن الكبير بتاريخه، والعظيم بابنائه البررة، وهو الصديق الحميم المحب لكل زملائه سواء أكانوا في المشهد الثقافي والاعلامي، ام من خارجه، ولذلك طغت شعبيته في الفترة الأخيرة، حتى انه صار مطلوباً في أكثر من محفل ثقافي تقيمه المؤسسات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والنقابات والاتحادات، وتلك مزية لايحملها ربما سواه في الوسط الثقافي. مهند الدليمي وهو يغادر منصبيه في وزارة الثقافة، انا على يقين انه سيبقى مطلوباً لدى المثقفين العراقيين، كونه فرض حبه واحترامه على الجميع من خلال ثقافته ووعيه وتواضعه ووطنيته، وبالتالي لا أراه الا وهو الباقي ابداً بيننا نحن المبتلين بالصدق في انتمائنا لهذا الوطن الذي تتناهشه ذئاب داعش وطلاب السلطة والمال، من المفسدين والسراق والقتلة.عزاؤنا نحن المثقفين اننا كسبنا للمشهد الثقافي مسؤولاً تجاوز صفته ومنصبه واشتغل معنا بمثابة الاخ والصديق والزميل، ونقول له شكراً لانك لم تراهن على غير العراق، ولاعليك منهم فهم الى مزبلة التاريخ وانت الى قمة العراق الأشم.