شيع اهالي قطاع خمسة في مدينة الصدر شرقي بغداد امس الاحد، جثامين ضحايا التفجير الذي استهدف مجلس عزاء مساء أمس الاول، واسفر عن استشهاد واصابة 277 شخصا، وفيما اكتفى السياسيون بالادانة والاستنكار، ما تزال بائعة البخور (زهراء) ترقد في ثلاجات الطب العدلي ولم تجد من يدفنها.
وقال رئيس المجلس البلدي لمدينة الصدر كامل خنجر إن “المجلس يعلن الحداد لمدة ثلاثة ايام في مدينة الصدر على خلفية التفجيرات الارهابية الاخيرة”.
واضاف خنجر أن “المجلس اعتبر المدينة منكوبة”.
الى ذلك، اكد شهود عيان أن طفلة تبيع البخور تدعى زهراء لا يتجاوز عمرها الـ(15) عاماً، كانت بالقرب من مجلس العزاء تنتظر توزيع وجبة العشاء لان بيتهم يخلو من الطعام ذلك اليوم، لانها لم تستطع يومها بيع “ولا قطعة من البخور”.
واضاف الشهود ان زهراء قد استشهدت بالتفجير الارهابي في قطاع (5) بمدينة الصدر، مبينين ان زهراء يتيمة الام والاب تعيل ثلاثة من اخوانها الصغار.ولفت الشهود الى ان زهراء لم يتم تشييعها اليوم من ضمن المائة تابوت التي انطلقت بموكب التشييع، مؤكدين انه ما تزال جثة زهراء في الطب العدلي ولم تجد من يدفنها بالقرب من اميرها علي (ع).من جانبه، استنكر النائب عن ائتلاف دولة القانون كمال الساعدي التفجيرات التي استهدفت مجلس العزاء، قائلاً: اننا “نستنكر وندين بأشد العبارات التفجيرات الاجرامية التي راح ضحيتها عدد من المواطنين الابرياء”، مضيفاً ان” تلك التفجيرات تحمل دلالة واضحة على السعي المحموم من اصحاب النفوس المريضة لزرع الفتنة بين اطياف المجتمع “.
واوضح الساعدي ان “الاعمال الاجرامية التي تقوم بها هذه الجهات تحمل مآرب خبيثة تسعى من خلالها الى بث الفتنة الطائفية بين ابناء الشعب العراقي وتفريقه “.ودعا الساعدي “العراقيين الى تفويت الفرصة عليهم عبر تكاتفهم وتلاحمهم لاحباط هذا الهدف الشنيع والمآرب الخبيثة”.
فيما، ادان رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي الحادثة التي وصفها بـ”المجزرة البشعة”، خلال قوله : “ندين وبشدة ما اقدمت عليه أيادي الإرهاب القذرة من استهداف صارخ وبشع لاهلنا في مدينة الصدر، فدبرت فيها مجزرة بشعة ادت الى استشهاد وجرح العشرات من ابناء شعبنا الأبرياء”.
واضاف إن” مدبري هذه الجريمة النكراء يسعون الى اثارة الفتنة الطائفية وزعزعة الاستقرار، وللاسف توغلت الجماعات الارهابية في المحافظات العراقية كافة ولم تستثنِ اية منطقة او مكون وهذا دليل واضح ان المؤامرة على العراق كبيرة وخطيرة”.
بدوره، قال النائب الاول لرئيس مجلس النواب قصي السهيل ان استهداف مجالس العزاء وقبلها الحسينيات والجوامع يعكس الصورة البشعة لهؤلاء ومن يحركهم والاجندات المدفوعين بها.