مهدي القريشي
حين تستيقظين صباحاً، ويقع شباكُ غرفتك في دائرةِ الاهمالِ،
وتتباطأ حكمته في حفظ أسرار حباتِ المطرِ قبل موتِها،
فيسمحُ بالدّخولِ لذئبٍ أضاعَ الطّريقَ.
أو رياحٍ هرمةٍ تتكئُ على ذكرياتٍ جافةٍ،
أو عشبةٍ تدخّنُ أيامَها الأخيرة.
هذه خيانةٌ لصفاءِ فنجانِ قهوتِك ،
وهتكٌ لنجمتيكِ المتمردتينِ على قماشِ الموسولين الوردي .
دعيني أعيدُ المشهدَ رغمَ أني شاعرٌ مبتدئٌ واللّحظةُ قلقةٌ والطّريق إليك مفخخٌ بالأمنيات .
دعي أناملي البريئةَ
تمتصُّ من جسدِكِ تعبَ الأحلامِ الرّاكضةِ مع الأيائلِ، وتغسلُ أملاحَ نهديكِ من ثرثرةِ قوسِ قزحٍ في يومٍ ماطر ،
وتذكّري أنّ الكلماتِ ستحفرُ أنفاقاً، لتورّطَ شفتيكِ بإشعالِ النّشوةِ قبل انفراطِ عقدِها،
أو الثّورة رغمَ برودةِ الأيديولوجيا .
قصاصةُ الورقةِ التي حملتها لكِ الرّياحُ ، لم تخطئ العنوانَ،
ولم يقرأها أحدٌ من قبل،
خيطت كلماتها بإبرةٍ خاليةٍ من الظّنونِ ، احتفظي بها كتعويذةٍ تتدثرُ في غرفةِ نومِك فتمنحها الدّفءَ ، تظيفُ إلى قدورِ مطبخِك ملحَ الطّمأنينةِ ،
تلقي التّحيةَ على وردِ حديقتِك، والتّفّاحةُ بيننا قابَ شهقتينِ وحسرة.