الأولى

انتحاريو مجالس عزاء الصدر والدورة والأعظمية من (نجاسة) واحدة

   لم يختلف معنى نحيبهن رغم اختلاف “اللكنة” فجميعهن يبكين اولادهن ورجالهن واخوتهن، في الوقت الذي حزنت نساء منطقتي الدورة والاعظمية  على التفجيرات التي حدثت في مدينة الصدر، نُسِخت الفاجعة الى بيوتهن، ليتوحدن في النحيب والهم، على العكس من الساسة العراقيين الذين يختلفون حتى وان اتفقوا. أم عُمر تساءلت مساء السبت لماذا تم تفجير الاهالي في مدينة الصدر، ليأتيها الجواب بعد اربع وعشرين ساعة بان الجميع يجب ان يقف في طابور العنف الذي يتعرض له العراقيون، بينما ام حيدر التي تسكن مدينة الصدر منشغلة منذ مساء السبت بالبكاء واللطم على فلذات كبدها وذويها، وربما لم تسمع بالذي حل بمنطقة الدورة والاعظمية. وتسبب تفجير سيارة ملغمة مساء السبت في مدينة الصدر شرقي بغداد باستشهاد وجرح 280 شخصاً، بينما  استشهد واصيب مساء امس الاول الاحد، اكثر من 40 شخصا في تفجير انتحاري استهدف مجلس عزاء في منطقة الدورة جنوبي بغداد، ثم تلاه استهداف مجلس عزاء آخر في منطقة الاعظمية شمال غرب بغداد مساء امس الاثنين، ليخلف (11) شهيدا و(33) جريحا. ويعزو المتابع للشأن العراقي المحلل السياسي الدكتور احمد الابيض اسباب لجوء الجماعات الارهابية الى استهداف مجالس العزاء بان “الارهاب اصبح حالة موجود في خفايا الحياة، والخطط توضع لغرض جر المجتمع لصراع يكون جزءًا من الصراع السوري – السوري فيتحول الى صراع شيعي –  سني”.ويحذر الابيض من امكانية استخدام الجماعات الارهابية الاسلحة المحرمة بحجة الدفاع عن سنة العراق وسوريا. فيما، عد القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء نوري المالكي استهداف مجالس العزاء في مدينتي الصدر والدورة في العاصمة بغداد وغيرهما بالمحاولة لاشعال الفتنة الطائفية وتقسيم العراق.وقال المالكي ان “الأعمال الإجرامية الجبانة التي قامت بها المجموعات الإرهابية التكفيرية، خصوصا التفجيرات الارهابية التي استهدفت مجالس العزاء في مدينة الصدر والدورة وغيرهما من المناطق بإسلوب واحد عبر الانتحاريين والأحزمة الناسفة، قد أثبتت إنها تقع ضمن مخطط واحد لهؤلاء القتلة وأسيادهم في الدول التي تسعى من خلال امكاناتها المالية وأجهزتها المخابراتية الى إشعال فتيل الفتنة الطائفية مجددا وتقسيم العراق وتمزيق نسيجه الاجتماعي”. وأكد المالكي ان التمسك بالوحدة الوطنية ورص الصفوف هما السبيل لإلحاق الهزيمة بهذا المخطط الإجرامي الخطير. وأشار المالكي الى “إننا إذ نتقدم بأحر التعازي الى عوائل الشهداء وأخلص الدعاء بشفاء الجرحى، فإننا نعاهد أبناء شعبنا العزيز على أن قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية لن تتوقف عن ملاحقة الارهابيين وستواصل التصدي لهم بكل حزم وقوة، وندعو الى المزيد من التعاون بين المواطنين والأجهزة الأمنية والتحلي بأعلى درجات اليقظة من أجل تفويت الفرصة على العصابات التكفيرية الجبانة ومن يقف وراءها وإفشال مخططهم الذي يستهدف وحدة العراق وزعزعة أمنه وإستقراره”. 

قد يهمك أيضاً