ولكن !
قاسم حسون الدراجي
تأهل منتخبنا الاولمبي الى نهائيات اسيا بكرة القدم والتي ستقام في السعودية 2026، وهو تأهل طبيعي واستحقاق قياساً للمستوى الفني والبدني والفارق بين تاريخ الكرة العراقية والمنتخبات الثلاثة الاخرى ، ونقول تأهل طبيعي كون العراق من المنتخبات الاسيوية التي لها باع طويل ومشاركات عديدة في نهائيات اسيا ، وبدأت مشاركات المنتخبات العراقية بفعالية كرة القدم في الدورات الأولمبية ، في أولمبياد موسكو العام 1980 ، ومنذ ذلك التاريخ استمرت المشاركة العراقية في الاولمبياد وحقق نتائج طيبة وان لم ترتق الى مستوى الوسام الاولمبي الذي كان قريبا على العراق في اثينا العام 2004 والتي خسر فيها منتخبنا مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع امام منتخب ايطاليا بهدف دون رد ، ويأتي تاهل منتخب العراق الى نهائيات اسيا هذه المرة في اجواء يسودها الامل والثقة بإعداد جيل كروي ممتاز وبأعمار (حقيقية ) من دون تلاعب وتزوير مثلما كان يحصل في السنوات السابقة سواء في زمن النظام البائد او بعد سقوطه العام 2003 .
تأهل منتخبنا الاولمبي يعتبر امرا ممتازا في خضم ظروف الاعداد القصيرة بعد ان تولى الكادر التدريبي مهمة العمل قبل شهرين فقط من انطلاق التصفيات ، وفي ظل الظروف الفنية الصعبة التي اثرت على مرحلة الاعداد ومن بينها مشاركة اللاعبين في دوري الكرة الذي استمر لغاية الشهر السابع وعدم سماح ادارات اندية بعض اللاعبين المغتربين من الالتحاق بالفريق ولكن رغم ذلك فقد نجح المدرب عماد محمد في اختيار عناصر جيدة وخلق توليفة قادرة على تجاوز مرحلة التصفيات ، ولكن المستوى الفني العام للفريق لايدعو للثقة والاطمئنان في الذهاب بعيداً سواء في نهائيات اسيا او في اولمبياد (داكار 2026 ) في السنغال ، فهناك غياب للمهاجم الصريح او الهداف الذي يترجم الهجمات الى اهداف، وهناك بطء في بناء الهجمة ولاسيما الهجمات المرتدة ، نمتلك خط وسط ممتازا ولاعبين مهاريين وقادرين على الوصول الى دفاعات الخصم مثل عبد الرزاق قاسم واموري فيصل وعلي جاسم ولكن المشكلة في الهجوم، فخط الدفاع جيد وقدم مستوى ممتازا ولكنه لم يختبر في مباريات قوية وكانت هناك ثغرات واختراقات في مباراة كمبوديا .
بشكل عام، منتخبنا الأولمبي بحاجة الى عمل كبير في اضافة بعض العناصر المهمة ولابأس في الاستعانة باللاعبين المغتربين , وبحاجة الى معسكرات تدريبية ومباريات ودية على مستوى عال مع توفير السبل الكفيلة للنهوض لتحقيق نتائج طيبة في النهائيات والاولمبياد المقبل ، فَلم تعد المشاركة من اجل المشاركة، تلبي طموح ورغبات الجماهير والاعلام والقائمين على كرة القدم والرياضة العراقية ، ولابد من تحقيق نتائج كبيرة تليق بالدعم الحكومي والاهتمام الجماهيري لكرة القدم .