( 6 )

رحيم العراقي

( رضوان ينهض بحذر و يتجه نحو موقع التصوير .)

مصلح : رضوان ..تعال ..وين رايح ..

( رضوان يقترب شيئاً فشيئاً من رزق .. ).

رزق :كنت نايم بالبلكونه هذي لأن إحنه تسعة مشتركين بالشقة و ماكو مجال ننام سوى ..

رضوان : ( رضوان يمسك الميكروفون ويتجاذبانه.. ).إي والله  انا شاهد حتى لما يريد يتثاوب ..يفتح الشباك و يمد إيده و يتثاوب ..

رزق :غيرنه يكَعدون بغرف مكـّيفه.. وينامون على اسّرة نظيفة  ..

رضوان :  إي والله و همَّ مسوّين إرفوف و مصفطين بيهه مثل الكتب .. وكلمن رقمه على ظهره ..

رزق : كافي.. آني انام بالبلكونه .. حتى بالشته نسوّي خفارات ع البلكونه ..إحنه تسعة  ..

رضوان : چانوا تسعة  وبسبب البرد و الحر و الحكومة ماتو منهم سبعة و بقوا بس عشرة..

رزق : المهم سمعت صوت انفجار و غالي المنظف يصرخ انفجار إبراس الفرع ع الشارع العام وماتو 12 نفر ..رايحين يصلون بالجامع صلاة الفجر..و جارتنا..

رضوان : جارتنا حجيه  قسمت زوجة حجي خليل وكَعت عليهه البنكه لأن الحكومة ما شدتهه مضبوط ..

رزق : وانفچخت قسمت و وصلت الشظايا للسانهه..

رضوان : بس الحمد لله البنكه ما خربت .. الواحد يحچي اللي إله واللي عليه..

رزق : و بقينا ساعتين ننتظر الإسعاف و ما إجت ..

رضوان : تالي خليناهه بحجلة مال جهال ووصلناها  للمستشفى وحوّلوهه لرعاية الأطفال ..وإنباكَت الحجلة .. ماكو امان بالبلد ..

رزق :  ما لكَينه ولا طبيب والمعاملة قاسية مو إنسانية..

رضوان : وحشية ..الطبيب لازم صونده و يدكـَ على المريض: إعترف شنو مرضك…. إعترف شنو يوجعك..

رزق : بس مضمدين و متدربين .. ما لكَينه اطباء إختصاص..

رضوان: لا إختيصاص ولا إختيكجب..بس مضمد كَصيرون و ما عنده ركَبة ..و ما يلـّحكـَ على الجرحى ..

رزق : آني  بالإنفجار وكَعت من البلكونه على عربانة غافل هذي..و أريد أوّجه كلامي للمسؤولين و لدولة رئيس الوزراء شخصيا..

 جنان : تفضل  و بدون خوف..

 رضوان  :والله آني من زمان أريد أكلم رئيس الوزراء ، وخجلان منه ،إذا متصير زحمة أريد حصتي من النفط .. آني اعرف مشاغلكم و ملتهين .. بس أنا ممستفيد ..إنطوني حصتي من النفط ابيعهه بعربانة ..اهّـربهه .. حصتي  و بكيفي..

جنان  : شكراً..(رضوان يجلس الى مصلح المستشار ويدخل رزق الى المحل .).

عمو غافل ..رغم إنت ما كنت موجود وقت الإنفجار..

فارس : ( يهمس لجنان )  هذا ما مشمول برعاية استاذ مصلح المستشار..بس مو مشكلة خلي يصور و نمسحه بعدين ..

جنان :  أكيد عندك شي تكَوله للمسؤولين الكبار ..

 غافل : الشعب العراقي شعب.. محروم

خلصهه مآسي و تعب.. وهمــوم

شعب يبني الحضارة.. و بيته.. مهجوم

و يعز الوطن.. ويبات.. مظلوم

على چتفينه شال الشوم واللوم

و دخل اعتى الحروب بسيف مثلوم

و دفع دية خطا الحاكم المعصوم

و كلمن يشتري ويبيع و يسوم

بأسواق العجم والفرس والروم ..

و مؤكد ..إنت تدري..و كل شي مفهوم

زمان الخوف مهما طال.. ميدوم

وشعب الأمس غيره شعبك اليوم

طلع صوته بعد ما جان مكتوم

و متقنعة القناعة و كل شي مقسوم

و ميلهونه بعَـلَـم ينرادله انجوم

لو صورة صكَر لو نسر لو بوم

و على أي طائفية يصـّلي و يصوم

أهم منهه اللحم والبصل و الثوم

و أمان و كهرباء وأجر معلوم

الأهم للطفل جنطة وكتب و هدوم

و حديقة آمنة و شميسة وغيوم..

جنان : شكرا عمو ..

…( تظهر قسمت من باب البيت..  ).

 جنان  : مدام قسمت ..تفضلي ..أهلا ومرحبا .. مادام وجهچ مغطى بالشاش نريد ناخذ منچ كلمه عن الحادث و عن الإسعاف اللي تأخرت و سوء المعاملة بالمستشفى  بدون ما يعرفون إنتي الفنانة القديرة قسمت ….

..( قسمت تحاول إفهامها بالإشارة بأنها لا تتكلم  ..)

( ريسان  يتقدم من مصلح و رضوان .. ).

ريسان : أستاذ مصلح ..تره قسمت مضروبة بلسانها .. أنا أكَدر أترجم كلامها.

مصلح : طيب ..روح يمهه و ترجم كلامها ، يم الكامير.. ولما تخلص تعال نتحاسب على كل شي.

ريسان : صار استاذ ..( ريسان  يتجه نحو جنان و قسمت.).

مصلح : رضوان ، أكيد إنت  ما عندك فلوس تصليح محل الموسيقى ، ولا محلات الجماعة رزق الخياط و قدوري الحلاق و كَهوة ريسان . ولا هُـمَّه عدهم فلوس ، حتى لو تداينت  مراح تكَدر إتوّفي والتعويض يستلموه الجماعة و ميصلحون شي.

رضوان : صحيح ،كلامك عالجرح ..

مصلح : و الشقق والبنايات  كذلك ، يعني إنت كنت ما مستفيد منهه سابقا ،هسه راح تصير حمل ثقيل على ظهرك.. و آني بس ممكن أخلصك منهه  و أشتريهه  رغم هي بقت مجرد خرايب ..

فارس : و الخرايب عقارب ..

رضوان : انا أفتهمت كلامك .. بس بعدني  كل شي ما مفتهم ..صحيح هي خرايب ،بس هي كل شي ، من غيرهه ماكوشي بالدنيا ، يعني تشتري الأملاك كلها .؟. دربونتنا .؟. آنا ما اكدر أبيع ..اخوتي اللي بكل شي مو وياي ، وياي بالسند .

مصلح : أنت بس وقع على الأوراق .. وأنا أسلمك توكيل من إخوانك ..

رضوان : إشوّصلك لإخواني ..خرب عرضك ، أأ .. ماشاء الله ، كل شي تكَدر

أكَلك إنت مو مستشار و كل شي تكَدر ،أأ تكَدر ترجع لهيب للقناة.؟. تره خوش بنيه و حبابة و طيبة ..ليش بطلوها من الشغل.؟.

مصلح : متعرف مصلحتها ،عنيده ..و ما تلتزم بسياسة القناة ، عوفنه منهه ، إنت راح تبقى بنفس محلك ، نفس شغلك ، تجيب كومبارس وتسوي حفلات، بس على نظيف .. وفوكَهه تاخذ راتب…

رضوان : وذوله كلهم  اريدهم يستفادون و محد ينطرد من محله ..ذوله خط احمر..أكتب إساميهم بالعقد بخط احمر رزق و ريسان و قدوري وأولهم لهيب.

مصلح : لهيب غبيه، بطلوها وعينوا جماعتهم  بالمحاصصة و متشبثة بيهم.

 رضوان : معليه ، وأنطيني مقدمة رنانية للمصداقية  و چعب شهر. ( يتبع ).