كتاب الحقيقة

رسالة الطب وضمير الإنسانية..

الدكتورة سلوى الهزاع نموذجا

بقلم د. ادريس الحمداني

يقيناً ان اختلاف الظروف وتباين مستوياتها وقساوتها  على المجتمعات له اهميته الكبيرة في ابراز المواقف الانسانية والمعادن النبيلة من هذه المجتمعات خصوصا من الذين يمتلكون فكرا وابداعا وموهبة ما. حيث نجد ان المعدن النبيل يزداد لمعانا وقت الازمات. اذ يقوم بخلق  الاجواء الملائمة الكفيلة والممكنة للحياة بطريقة هادئة ومريحة فضلا عما تدر عليهم من كسب معنوي مشروع يعيد لهم الطمأنينة والعيش الكريم.

ان الله اودع  فينا  كل ما نحتاجه من الذخيرة والطاقة  كي تعيننا على عبور  المتاهات التي تقابلنا اثناء مسيرة الحياة. كل هذه الكلمات وغيرها من الومضات التي لا تخلو من الحكمة والمواعظ  كانت تتخلل حديثنا مع الاخت الاستاذة في السفارة العراقية سداد العاني التي تمثلنا خير تمثيل في المملكة العربية السعودية  لتصبح اشعاعا فكريا وانسانيا، حيث تناولنا نبل ومبادرات الدكتورة التي يفخر بها كل عربي وعربية اينما وجد. انها الدكتورة سلوى الهزاع التي تطالعنا سيرتها المهنية، انها  دكتورة عيون سعودية ناجحة جدا ومن علامات تألقها وتوفيقها اختيارها عضو مجلس شورى في المملكة  بعد ان شقت طريقها الانساني بثبات فوصلت الى قمة العطاء  بعد سنين من سهر الليالي وطلب العلا حيث درست واجتهدت في امريكا وفي افضل الجامعات ليندرج اسمها  في قائمة  ماركيز الرابعة عشرة  لابرز الشخصيات للعام ١٩٩٧  وقد نالت تكريم  ملك السعودية لتترأس وفود بلدها لتحسين صورته في الولايات المتحدة الامريكية بعد احداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١ .

* لقد ارفدت الهزاع المكتبة الطبية العالمية والعربية بالكثير من المؤلفات من خلال اصدارها نشرات طبية في اختصاص العيون دون ان يغريها ما وصلت اليه  كونها قد اختارت مسارا انسانيا نبيلا  بعد ان تلقت دروسها الاكاديمية في مراحل متقدمة بنفس اختصاصها فكانت مثالا يحتذى به في التواضع  والاجتهاد .

*تشغل الان مسؤولية جميلة يتم  من خلالها تقديم صورة ناصعة بالبياض لايقاع الضمير الانساني الهادر  ضمن فلسفة جديدة في العمل الطبي والانساني  كونها لم تطلب من المناصب التي شغلتها ثروة مادية او جاها اجتماعيا بقدر ما جعلت ذلك حقلا ملائما  لزرع الغرسات الجميلة من الانجازات العلمية والانسانية .

ومن اجل انصافها لابد من القول انها تشكل الان  نبراسا ساطعا في سماء النبل والانسانية وهي مؤمنة بمقولة جميلة ( ان من يوزع الورد على الاخرين فان بعضا من عطر الورد سيلصق بيديه ).

*هذا  هو فكرها الثاقب والمنير  على كل الاشياء التي حولها لانها  تدرك بأن الانسان يكتنز داخله كثيرا من الكنوز العظيمة الغامضة والمخفية بين جوانحه  فما ان تصيبه سهام الحياة  وتنهال عليه المحن  حتى ينكشف الغطاء عنها فتظهر للعيان فينهل منها  مايسعف به نفسه وينقذه من الانهيار .

*كذلك هو نبل الهزاع وكرمها الذي لاينكر. نجدها انها متفائلة بالخير بشكل كبير نتيجة لقناعتها الكامنة في نفسها بان النور الكامن في داخل الانسان سوف يضيء عندما يتعرض للازمات ويعمل هذا النور على توفير الدفء والحنان..

*هذا غيض من فيض فكر وفلسفة وايقاع هذه الانسانة المثابرة  ..وفقها الله للإنسانية،  وأكثر الله من امثالها..هذا هو حال الانسانة المبدعة ونموذج المرأة العربية التي تعيد البسمة لمن يستحقها بروح التفاؤل والاخلاص لتفصح عن اصالتها وجمال روحها التي لاتشيب ولاتعرف الخريف نتيجة الايمان بالله ورسالته. وعذراً لكلماتي البسيطة التي لاترتقي لحجم عطاء هذه الانسانة المتواضعة حقا…

قد يهمك أيضاً

استضافة وتصميم: شركة المرام للدعاية والإعلان