كتاب الحقيقة

دورينا عراقي

 أم أفريقي ؟

قاسم حسون الدراجي

يعد الدوري العراقي هو البوابة الرئيسية وربما الوحيدة التي يدخل من خلالها اللاعب المحلي الى عالم الشهرة والنجومية ومن قبلها  الى صفوف المنتخبات الوطنية  وابرزها المنتخب الوطني الاول الذي هو كل اللاعبين , وبناءً على ذلك فان اللاعب المحلي يقدم افضل مالديه من موهبة ولياقة بدنية وامكانيات فنية للظهور بالمستوى الذي يُقنع به مدرب الكادر التدريبي للمنتخب الوطني لدعوته وارتداء فانيلة (اسود الرافدين ) وهي الاغلى لكل اللاعبين .

يمتاز الدوري العراقي بالمواهب الشبابية ولاعبي الخبرة في صفوف الاندية التي تزج بلاعبين جدد في كل موسم حيث يتم تأهيل مجموعة من لاعبي فريق الشباب او الرديف الى (الخط الاول ) كما يطلق عليه ولكن وللأسف الشديد مع دخول الكرة العراقية وانديتها عالم الاحتراف فأن الفرق المحلية باتت تبحث عن اللاعب الجاهز ، واخذت في بادئ الأمر التعاقد مع لاعبي الاندية الاخرى بطريقة تشبه (التدوير ) سواء بين اللاعبين او المدربين ، واستمر هذا الحال والمنوال لعدة مواسم وتقبلها الجميع (على مضض ) بعد ان انحسرت فرصة اللاعبين الشباب في تمثيل الفريق الاول .

ولكن خلال الموسمين الماضيين والموسم الحالي (غزت)  انديتنا العراقية مجموعة كبيرة من اللاعبين الافارقة من جنسيات متعددة وبشكل واسع ، لاسيما بعد ان سمح لكل نادٍ بالتعاقد مع ستة لاعبين اجانب مع عدم احتساب اللاعب السوري ومن ثم اليمني لاعباً محترفاً ، بل يُعامل معاملة اللاعب المحلي !، وبما ان اغلب الدول الافريقية تعاني من الفقر وسوء الاوضاع الاقتصادية ، وبما ان العراق بات مستقراً وآمناً ولله الحمد فقد اتجهت انظار لاعبي تلك الدول الى الدوري العراقي وبعقود مالية مناسبة لادارات الاندية التي تبحث عن لاعبي خبز الاغا (حار ومكسب ورخيص ) ، فشمرت ادارات الاندية عن سواعدها واجرت اتصالاتها مع السماسرة ومكاتب انتقالات اللاعبين لتجلب عدداً كبيراً من اللاعبين الافارقة وبمستويات فنية ضعيفة لاتتناسب مع تاريخ ومستوى الكرة العراقية ، ولا مع طموحات جماهير الأندية واغلبهم لايحمل من اللاعب المحترف سوى العنوان ، حتى ان البعض منهم يشارك بالدقائق العشر اوالخمس الاخيرة من المباراة .

وقد شهدت الجولة الاولى والثانية من الدوري مشاركة عدد كبير من المحترفين  الافارقة في المباريات التسع بعد ان تواجد اربعة او خمسة لاعبين (سمر) في كل فريق ليتحول المشهد العام للمباراة الى مباراة من الدوري الانغولي او النيجيري او السنغالي او التوغولي ، ناهيك من اللاعبين المحترفين الاخرين من عمان والبحرين والاردن واليمن وسوريا وتونس وغيرها ، مما قلص فرصة اللاعب العراقي في اللعب والظهور امام الجماهير والاعلام ومدربي المنتخبات الوطنية .  

قد يهمك أيضاً

استضافة وتصميم: شركة المرام للدعاية والإعلان