ليست حقيقية
هدى الشمري
عندما تقود سيارتك في طريق مزدحم، وتلقي نظرة سريعة على المرآة الجانبية، يلفت انتباهك تحذير صغير مكتوب عليها:
“الأشياء أقرب مما تبدو عليه في المرآة.”
قد تبدو هذه الجملة مجرد إرشاد مروري يهدف إلى حمايتك من الاصطدام، لكنها في الحقيقة تحمل حكمة عميقة عن حياتنا اليومية. فهي تذكّرنا بأن ما نراه ليس دائماً الحقيقة، وأن إدراكنا قد يخدعنا، تماماً كما تخدعنا المرآة المحدبة فتجعل الأشياء تبدو أكبر أو أصغر أو أبعد مما هي عليه في الواقع.
في حياتنا، نحن لا نرى المواقف كما هي، بل كما نصوّرها في عقولنا. نحن من نضخّم الأحداث، ونمنحها حجماً أكبر مما تستحق، حتى تتحول في نظرنا إلى كوارث يصعب التعامل معها. والمشكلة ليست في الموقف نفسه، بل في زاوية النظر التي اخترنا أن نراه من خلالها.
الخوف، القلق، والتفكير الزائد يعملون مثل مرآة مشوّهة، يضخّمون ما هو صغير، ويقربون ما هو بعيد، حتى يبدو لنا أن الحياة مليئة بالعقبات المستحيلة.
تأمل في نفسك قليلاً: كم مرة وجدت نفسك قلقاً من أمر ما، ثم اكتشفت لاحقاً أنه كان أبسط بكثير مما تخيلت؟ كم مرة قضيت ليالي طويلة تفكر في مشكلة ظننت أنها لن تُحل، ثم حُلّت فجأة بأقل جهد؟
الحقيقة أن أغلب ما نخشاه لا يحدث، وأن معظم ما يقلقنا يكون مجرد خيال صنعناه نحن. نحن نُعطي الأشياء حجمها بأفكارنا، فتصبح ضخمة في عيوننا، بينما في حقيقتها صغيرة أو حتى غير موجودة.
الحياة مثل الطريق، والمشاكل مثل السيارات التي تراها في المرآة. إذا صدّقت الصورة المشوهة في المرآة، قد تتخذ قراراً خاطئاً، وقد تنحرف عن طريقك أو تصطدم. أما إذا أدركت أن ما تراه ليس الحقيقة، ستقود بثقة وحذر، وتعرف متى تتجاوز، ومتى تهدئ السرعة.
كذلك في الحياة، إذا تعاملت مع مشاكلك بوعي وهدوء، ستدرك أنها ليست بالضخامة التي تتصورها، وأنها قابلة للحل، مهما بدت معقدة في البداية.
جرب أن تسأل نفسك عند مواجهة أية مشكلة:
“هل ما أراه الآن هو حجمها الحقيقي، أم أنه انعكاس مشوّه في مرآة عقلي؟”
ستتفاجأ أن أغلب الإجابات تميل نحو الخيار الثاني، وأنك غالباً ما كنت سجينًا لتضخيمك للأمور لا لحقيقتها.
في النهاية، لنتذكر الدرس الذي تعلّمناه من مرآة السيارة:
الأشياء ليست دائماً كما تبدو، وأحجامها ليست دائماً حقيقية.
فالحياة أبسط مما نتصور، ومشاكلنا غالباً أقرب إلى الحل مما نتخيل، فقط إن غيّرنا زاوية رؤيتنا.
هدى الشمري
عندما تقود سيارتك في طريق مزدحم، وتلقي نظرة سريعة على المرآة الجانبية، يلفت انتباهك تحذير صغير مكتوب عليها:
“الأشياء أقرب مما تبدو عليه في المرآة.”
قد تبدو هذه الجملة مجرد إرشاد مروري يهدف إلى حمايتك من الاصطدام، لكنها في الحقيقة تحمل حكمة عميقة عن حياتنا اليومية. فهي تذكّرنا بأن ما نراه ليس دائماً الحقيقة، وأن إدراكنا قد يخدعنا، تماماً كما تخدعنا المرآة المحدبة فتجعل الأشياء تبدو أكبر أو أصغر أو أبعد مما هي عليه في الواقع.
في حياتنا، نحن لا نرى المواقف كما هي، بل كما نصوّرها في عقولنا. نحن من نضخّم الأحداث، ونمنحها حجماً أكبر مما تستحق، حتى تتحول في نظرنا إلى كوارث يصعب التعامل معها. والمشكلة ليست في الموقف نفسه، بل في زاوية النظر التي اخترنا أن نراه من خلالها.
الخوف، القلق، والتفكير الزائد يعملون مثل مرآة مشوّهة، يضخّمون ما هو صغير، ويقربون ما هو بعيد، حتى يبدو لنا أن الحياة مليئة بالعقبات المستحيلة.
تأمل في نفسك قليلاً: كم مرة وجدت نفسك قلقاً من أمر ما، ثم اكتشفت لاحقاً أنه كان أبسط بكثير مما تخيلت؟ كم مرة قضيت ليالي طويلة تفكر في مشكلة ظننت أنها لن تُحل، ثم حُلّت فجأة بأقل جهد؟
الحقيقة أن أغلب ما نخشاه لا يحدث، وأن معظم ما يقلقنا يكون مجرد خيال صنعناه نحن. نحن نُعطي الأشياء حجمها بأفكارنا، فتصبح ضخمة في عيوننا، بينما في حقيقتها صغيرة أو حتى غير موجودة.
الحياة مثل الطريق، والمشاكل مثل السيارات التي تراها في المرآة. إذا صدّقت الصورة المشوهة في المرآة، قد تتخذ قراراً خاطئاً، وقد تنحرف عن طريقك أو تصطدم. أما إذا أدركت أن ما تراه ليس الحقيقة، ستقود بثقة وحذر، وتعرف متى تتجاوز، ومتى تهدئ السرعة.
كذلك في الحياة، إذا تعاملت مع مشاكلك بوعي وهدوء، ستدرك أنها ليست بالضخامة التي تتصورها، وأنها قابلة للحل، مهما بدت معقدة في البداية.
جرب أن تسأل نفسك عند مواجهة أية مشكلة:
“هل ما أراه الآن هو حجمها الحقيقي، أم أنه انعكاس مشوّه في مرآة عقلي؟”
ستتفاجأ أن أغلب الإجابات تميل نحو الخيار الثاني، وأنك غالباً ما كنت سجينًا لتضخيمك للأمور لا لحقيقتها.
في النهاية، لنتذكر الدرس الذي تعلّمناه من مرآة السيارة:
الأشياء ليست دائماً كما تبدو، وأحجامها ليست دائماً حقيقية.
فالحياة أبسط مما نتصور، ومشاكلنا غالباً أقرب إلى الحل مما نتخيل، فقط إن غيّرنا زاوية رؤيتنا.