ثقافية

ألق التشكيل العراقي… عبد الرحمن حنون الساعدي أنموذجا

حميد الناعس

 

 ينتقي حكاياته من وهج ودفء الجنوب حيث ملاذه الذي لايخضع لسطوة اخرى سوى تأثره برموز فنية عراقية,لهذا ترى ترنيماته الممتدة من قرى ومدن وأرياف العراق تشع بالتساؤل الهادئ الذي يضع الملامح في خانة السكون المعبر ,وهناك تتكاثف الاسئلة المملوءة بالحيرة والتعجب,منذ بداية عقد الثمانينيات وجد عبد الرحمن حنون الساعدي ملاذه المتخم بالتغيير وهو يخط نثريته اللونية في عوالم تخشى الخدش ,حيث مدرسته المتفردة وتشخيصه الذي يغيب عن اعيننا ,فقد برع بانثيالات رمزية تارة وسوريالية أو انطباعية مرة اخرى , ليجعل من أدواته ووجوهه أملا مترفع عن الهزيمة رغم حزنها وخمولها احيانا اخرى ,فنوبة التشابه لاتعطي للوحاته سمة التكرار كونه يعتمد الثيمة المبطنة بشفافية الالوان لاعطائها نكهة تجديد حالمة وسط بساطة مثيرة وتنوع لوني مبهر وبحرفية العارف لادوات الدلالات السيميائية ,والتكثيف المتجدد ,يدون هذا الفتى الجنوبي نداءاته التي بدأت مع وعيه المبكر ,وهي ترتطم بحائط الصد في زمن التنكيل والقسوة.هاجر رحمن من وطنه الذي يعتبره (عش الجنة) الى مغتربه حيث لم تنه الاجواء الحرة هناك شغفه باللون والظل والعمق ,وافتتح عشرات المعارض التشكيلة خارج العراق معتمدا على ذهنه المتوقد باصطياد الصور التي ظلت ضاجة في رأسه ,جسد نبوءات المدينة التي ترعرع فيها وأحلامها اللامرئية ,أزقتها ,صراعها ,شخوصها ,وحول هذا الصدى الى واحة من نثرية لونية مذهلة , تتنوع فيها الازمنة , وتلك الخيوط المزدانة بالحزن المتوجس من قادم مجهول, أضاف الساعدي وعبر شيوع نبوغه اللوني المتفرد منظومة مميزة للتشكيلية العراقية ,وفق بساطة تكمن فيها لذة الرؤيا واختصار الملامح وهي تنحني بفرشاة ماهرة ينهال منها الق مصر على التجدد والحداثة بلغة مرئية تضع الادهاش بالعمق الصوري بمرتبة التصاعدية المتوهجة.

قد يهمك أيضاً

استضافة وتصميم: شركة المرام للدعاية والإعلان