الاخيرة

في ذكرى رحيل طالب القرغولي بيس بغداد ..طوفان من الوجد

الهواء منتشيا .. يشف ويترقرق كفجر أول وساقية غبوق في هديل يمامة من ياقوت – ملأ الارجاء بنداء الغرام – تسرف في حرير نعاسها تصغي وراء الافق الى تشكل اول الرائحة والمذاق في نعمة الخلق الذي بدأ قرنفلة بعد اخرى ، وبزوغا بعد بزوغ بالتنزل على أرض يحولها الصوت الجديد الخلاق الى سماء ثانية يولد فيها صوت الله .. العدل .. الجمال .. الحق صوت الاغنية الموقظ المغير المفتوح على فرح الوجود المطلق .. والخارج للناس ببشرى الحب والحب والحب ، فالنبوة الحقة غناء يتجلى فيه وجه الحق والمحبة والعذوبة ، لا وجه السيف . وحتى السيف ان جاء في الاغنية فهو سيف الورد والشوق الذي يزين الحياة ويحييها .. لا ليغزوها ، ويسبي كائناتها … أو ينحر البريء ويقطع يد الذي اراد ان يسرق لحظة حريته ورغيفه المسروق . هكذا ينشأ عالم جديد بطاقة الغبطة والمسرة والالهام ، وحلم عناق المستقبل يبدعه الخلاقون بصوت الهي يأخذ بيدنا الى منبع الفرح ، والنشوة وبياض الفطرة ..يأخذنا الى جنة المشتهيات الملونة بثمار صوت الحق ، صوت الاغنية التي تجتمع فيها – كما الانهار – القلوب التي فرقتها كراهية الملل والنحل .. وأيدلوجيات الظلام .

من هنا فان الاغنية جوهر وجودي تتوحد في معناها وموسيقاها الكائنات الحية ( بشرا ونباتا وحيوانات وانهار ) .. ويلتقي فيها الوراء والماوراء .. الحزن والمسرة .. الحسرة والشوق .

خالقوا هذه الوحدة هم الخلاقون الحقيقيون الذين يمنحون الحياة مبررها الأول، وكنهها الذي لا ينتهي .

بيس احتفت مشكورة بأحد هؤلاء الخلاقين ( طالب القره غولي ) متخطية ونحن معها بعض التباسات الموقف الذي فرضته الوقائع الجائرة على حياة الفنان المنذور للحب وزرقة البحر وايقاد

شموع القلب لقدوم الحبيبة – كائن الاعجاز والياسمين .

تحية بيس .

تحية طالب القره غولي

 

قد يهمك أيضاً