نعيم عبد مهلهل
قبل أيام ظهر الدكتور محمد علي تميم وزير التربية في أحدى القنوات التلفازية وهو يشكو قصور الكثير من المحافظات حول خططها في بناء المدارس الجديدة والتي عُهد اليها خلال موازنة 2013 ببناء المدارس .اي أن الأمر اصبح مسؤولية المحافظات وحكوماتها المحلية وليس للوزارة شأن في ذلك عدا استلام البنايات عند اتمامها وتهيئتها كمرفق تربوي تجهزه بكافة المستلزمات ، وأوضح الوزير أن بعض المحافظات بكرتْ في استغلال التلكؤ في بناء المدارس من أجل الدعاية الأنتخابية وتحميل الوزارة المسؤولية. حديث الوزير وعلى الهواء مباشرة قد يمثل الصورة الواضحة للرأي العام من أن رغبة الوزارة لتكون مؤسسة تعليمية تتحمل مسؤولية اعداد الأجيال للغد الأفضل ومن خلال تطوير المناهج والعمل على خلق بيئة تربوية وتعليمية صحيحة وتهيئة هيئات تعليمية تواكب الرؤية الحضارية والثقافية والعلمية لحياة الأمم المتطورة ولا شأن للوزارة بباقي تفاصيل يراد لها أن تعقد عمل الوزارة وتشعب مسؤوليتها ولهذا كان الوزير صريحا في دعوته ومنذ اعوام الى تفريغ الوزارة من كافة الجزئيات التي لاتتوافق مع الهدف الوطني والرئيسي لعمل الوزارة ومنها الابنية المدرسية بعد الاشكاليات التي تحملتها الوزارة في مشروع مدارس الهياكل الحديدية والقادم بأشكالياته وملابساته من وزارة اخرى غير وزارة الدكتور محمد علي تميم. النأي بوزارة التربية هو نأي القراءة الخلدونية التي تؤسس لنا الوعي القادم في تعلم حروف النور والدار والدور لتكبر وتصير معادلات في الفيزياء ودروسا وعبرا في التأريخ وتوقعات البيئة والمناخ في الجغرافية ، وهي مهمتها الفاضلة أن تهيء لمستقبل الأمة هذه الجحافل الخيرة التي ستؤسس للمجتمع العراقي القادم .فشكوى الوزير هو ايضاح لما يلتبس في هذا الجانب ويتصور الجميع أن على وزارة التربية ان تهيئ قطعة الارض والطابوق وحديد التسليح والاسمنت من أجل بناء المدارس ، يتخيلون المر ان مدارس الدين والقصب والمدارس الآيلة للسقوط والتي في طريقتها للأنقراض هو مسؤولية وزارة التربية فقط ، والحقيقة ان المسؤولية المباشرة والوطنية في تهيئة المدارس وبنائها هي من واجب المحافظ والقائمقام ومدير الناحية والوزارة الساندة ومنها وزارة الأعمار ، وبذلك نكون قد خففنا من هم الوزارة والهائها في الانصراف في امور ليس من اختصاصها وعلينا أن نقيمها وننقدها بمقدار ما هو مطلوب منها ، كنسب النجاح وطبيعة المناهج والطموح الكبير لدى الوزير بتحسين الوضع المعاشي لهيئاته التعلمية والتدريسية وتطوير الكفاءات التربوية وبعض المشاريع ومنها التغذية المدرسية ومشروع محو الأمية وصرف الاعانات الاجتماعية والمادية لعموم تلامذة وطلبة المدارس وجميع هذه المشاريع يجري التنسيق فيها مع اللجنة التربوية البرلمانية. النأي بالقراءة الخلدونية عن السياسة ومزايداتها هو أحترام لقدسية الحرف وأعطائه فسحة العمل في عالمه الرحب بدءا من طفولة الأول الأبتدائي وحتى اسئلة البكلوريا في السادس الاعدادي ، لهذا اتمنى ان لايخلق الاخرون من هذه الجانب نافذة للتصريحات والبدء بمزايدات الحملات الانتخابية واغراءتها وأن يستغلوا هذا الجانب المسالم في هيكلة البناء الاجتماعي ليكون منطقتهم الرخوة في اظهار وطنيتهم على حساب هذه الوزارة التي لاتحمل للعراقيين سوى تلك الرسالة الوطنية والانسانية النبيلة وهو تعليم الاجيال وتهيئتها لعالم المستقبل. حديث الوزير بمرارته وحقيقته هو توضيح وشهادة وصك ببراءة مما يعتقدهُ الكثير أن الوزارة مسؤولة عن كل شيء يهم التربية ، وربما حديث الوزير وشكره لبعض المجفظات وعتبه على الاخرى مثل ووضح للراي العام ان الوزارة مساحة احلامها هي فضاء القراءة الخلدونية فقط…