حوارات وتحقيقات

الفنان التشكيلي اللبناني ياسر الديراني لـ (الحقيقة): التجريد يتطلب تفكيرا وعمقا لخلق موضوع ليس سهلا ابدا

حاوره / مهدي حسن

 

* بداية ..كيف يقدم الفنان التشكيلي ياسر الديراني نفسه للقارئ؟

– نشأت مع الاحداث اللبنانية في قصرنبا بعلبك و بدأت الرسم منذ نعومة أظافري حتى أذكر بدايات أعمالي، اذ يروون عني اني كنت أبقى حاملا للقلم و الورق وارسم. هكذا كانت طفولتي حتى أكملت دراستي في الهندسة الداخلية و كان لي أول معرض فردي بعمر 19 سنة.

* ماهي الملامح الخاصة للفن التشكيلي في لبنان وسط اتجاهات عديدة من تجريدية – رمزية – سوريالية – تكعيبية…الخ؟

–  نعم للمدارس الفنية أثر كبير على بعض الفنانين، ولكن أخذ النمط الفني اتجاها اخر حول التعبير عن الوضع اللبناني بشكل عام والمعلوم أننا نمر بظروف صعبة نتمنى ان تكون

 عابرة.

*  هل أعمال الفنان ياسر الديراني تعكس رغباته و تصوراته و افكاره و نظرته للحياة؟ 

– نعم بالتأكيد، الفنان ينقل أفكاره و نظرته لرسم لوحة بيضاء، لتكون رسالته في التعبير بما يجول في خاطره.

*  مامدى أهمية القيم الجمالية التي تعكس علاقة الفنان بالطبيعة؟

– طبعا الطبيعة لها اهمية كبيرة في احساس الفنان انه ضمن هذا الواقع الذي يراه.

*  ماهي فلسفة ورؤية الفنان ياسر للطبيعة التي جسدها في كثير من أعماله؟

–  نعم، بعدما تركت الطبيعة لفترة طويلة، عدت الى المشهد في بلدتي قصرنبا، رسمت البيوت القديمة التي تعود الى أكثر من مئة عام و هذا للتاريخ ، ربما تزال هذه البيوت و تبقى في أرشيف أعمالي.

*  لديك أسلوب فني عرفت به ، انك تتداخل بين الواقعية و التجريدية و التعبيرية، هل يمثل هذا قوة للعمل و نوعا من التجديد؟

–  نعم صحيح انا لا اختار موضوعا للرسم خاصة اللوحة البعيدة الواقعية، اترك الواني على سطح اللوحة و نتبادل الخيارات ، فينتج أشياء ربما تجريدا أو تعبيريا أو رمزيا، أنا أضيف اليها بعض التفاصيل في الواقعية، أخذ هذا المشهد في التجريد حيزا كبيرا من الاهتمام و اصبحت بعض اعمالي غلافات كتب لشعراء و أدباء عرب و اجانب.

*  لماذا يلجأ الفنان أحيانا الى التجريد الاكثر غموضا و تعقيدا و صعب الفهم على المتلقي؟

– ليس كل تجريد تجريدا ولكن يمكن ان يكون للبعض نقطة للهروب، ولكن التجريد يتطلب تفكيرا و عمقا لخلق موضوع ليس سهلا ابدا..

*  هل المتعة و شد المتلقي تمثل القيمة الابداعية لدى الفنان ام هناك جوانب واسس أخرى يعمل عليها الفنان في علاقته مع المتلقي. ؟

–  طبعا العمل الفني عندما ينسجم مع المتلقي و يأخذ اهتماما في رؤيته و ليس عابرا للمشهد، هذا مهم، و أيضا مدى تأثير الكتاب و النقاد في العمل، ان كان ايجابيا أو سلبيا.

*  مامدى أهمية العامل النفسي و البيئي و الفلسفي في طرح رؤية معينة للفنان؟

–  طبعا الفنان هو ضمن بيئته و مجتمعه يتأثر بما يجري من حوله و هذا أمر طبيعي. و العامل النفسي يكمن في لوحتي ( انفجار المرفأ) التي رسمتها بلحظة الانفجار.

*  هل الوانك الساطعة في اغلب أعمالك تمثل انفعالات معينة ؟

– نعم ربما الحالة التي تسود الان لها جانب كبير. أتاثر كثيرا واتفاعل بالواني.

* للخيال جانب مهم في اعمالك الفنية من خلال موجات لونية جمالية، هل تلك القيم الجمالية منسجمة مع الواقع الحقيقي ؟

– نعم عند انتقالي الى مرحلة معينة. ابتعدت كثيرا عن ما حولي لأنتقل الى الماورائيات ربما الكوكب والمجرات وهذا الفضاء هو الاكثر أمنا في خيالي.

* مامدى اهمية التباين في الالوان و الخطوط في العمل الفني؟

–  للفن حرية في التعبير ولكن هناك مواضيع تطلب هذه الصدمة في تبيان الالوان والخطوط و دائما بحاجة لها لنقل الاحساس في المشهد.

*  لديك اعمال تنبض بالحياة من خلال توزيع الالوان و تموجها، هل تمثل حركة الحياة من خلال الشكل و الخط و الضوء ؟

– جميل هذا السؤال، دائما للضوء اهمية كبيرة في العمل و توزيع الالوان،  دائما أبحث عن المجهول في المشهد المرئي لنقله بطريقة معينة و هذا أراه شيئا جميلا.

* مامدى اهمية تقسيم اللوحة الى ابعاد و توزيع المساحات اللونية على سطح العمل و تماسك التكوين؟

–  حسب الموضوع، لكن اغلب الأحيان بحاجة الى التوزيع والابعاد وخاصة ان كان في الرسم الخيالي او الواقعي يتطلب أكثر دقة في التوزيع.

 

قد يهمك أيضاً