توسيع سوق الرواية
الدكتور كريم صبح : لا يبدو القلق على الرواية من مزاحمة القصة القصيرة مسوغا ، فقبل كل شيء ، لنضع في حسبانا الرأي القائل ” لو تشابهت الاذواق لبارت السلع “، فأمام القراء الذين يبحثون عن القصة القصيرة ويؤلفون سوقها الرائج ، تجد قراءً يبحثون عن الرواية ويؤلفون سوقها ، وربما فقد سوق الرواية قارئا هنا وآخر هناك ، ولكنه لن يعدم القراء ابدا. ثم هناك مسألة جديرة بالنظر ، وهي إن كتاب الرواية عرفوا أن وقتنا الحاضر هو عصر السرعة، ولذلك انتجوا روايات ليست كبيرة في عدد صفحاتها، بل أحيانا تجدها مساوية لمجموعة قصصية من حيث عدد صفحاتها أو أقل منها حتى. ولا ننسى أخيرا، الهالة الإعلامية التي أحاطت بالرواية وأضفت عليها زخما ملموسا من خلال الجوائز العربية والدولية المرموقة المخصصة للرواية، وهذا ما أسهم في توسيع سوق الرواية على حساب سوق القصة القصيرة وليس العكس.
قوة التأثير
عدنان كاظم السماوي /كاتب وباحث : اليوم الرواية اتسعت وانتشرت وشغلت حيزا كبيرا في المكتبة العالمية والعربية ، وحصد الكثير من الادباء الجوائز كالبوكر وكتارا وغيرها بفعلها وقوة تأثيرها ، فهي حاضرة بامتياز ومايؤكد ذلك هو انقلاب الكثير من الأدباء شعراء وقصاصين وكتاب إلى الرواية ، ولكن تبقى القصة القصيرة لها حضورها ومريدوها وقراؤها وكتابها المبدعون ولايمكن لها أن تتسيد المشهد على حساب الرواية .
التكثيف والاختزال
الروائي خالد الوادي : يقال إن الزمن الحالي هو زمن الرواية ، وكثير من النقاد يرون أن القصة القصيرة تحتضر ، والسبب باعتقادي يعود إلى تسيد الرواية على المشهد السردي ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هل يمكن للرواية الطويلة الصمود أمام الأعمال الروائية القصيرة ؟ أرى أن الرواية الحديثة يهيمن عليها عامل التكثيف والاختزال ، إضافة إلى التطورات التي شهدتها اللغة وهي عامل مهم في إنتاج أعمال روائية حققت شهرة واسعة ، تظل الرواية برأيي أدبا رفيعا لا يمكن انقراضه أو إهماله .
اهتمام كبير
الروائي والناقد اياد خضير الشمري : لا ابدا، للقصة والرواية اهتمام كبير لدى المتلقي ، أقصد كل نوع له من يتذوقه، المغاربة انتبهوا إلى ذلك ، فظهرت الروايات القصيرة تقرأ في التكسي، فرواية الطاهر بن جلون (حرودة) عدد صفحتها قليل وفازت بجائزة.. اقول الرواية باقية، لها قراؤها وكذلك القصة القصيرة الكتابة الجيدة هي الحكم .
نشاط القصة القصيرة
الروائية أطياف سنيدح : الرواية أصبحت الأولى في الإقبال عليها وايضا كتابتها، فنجد الكثير من شعراء ونقاد اتجهوا إلى كتابة الرواية ولم يذهبوا للقصة القصيرة مع وجود حب تجاه قراءة القصة القصيرة لكن جاذبية الجنس الأدبي المسيطر هي الرواية ، السر لا يكمن بأن القصة القصيرة تحتضر، كل ما ما في الأمر، لم تؤسس بناء تغيير نوعي في كتابتها، ظلت كالحكاية تباشر نقل المباشر من كاتبها مهما كان ذا خبرة ، وهذا يقلل من وجود الرواية ومساحة اللعب كما يشاء الكاتب، تمنحه حق الخبرة ولو كان لأول مرة يكتب، هنا المعضلة، كتابة القصة القصيرة فن صعب، انتهى ، وظل الفن البسيط الذي لا يلفت الانتباه ، إذا ذهبت للمكتبات أو المعارض، تجد اقتناء الرواية أكثر من القصة القصيرة، القارئ فقد الثقة بمن يكتب القصة القصيرة لانه لا يقرأ كالسابق الصحف وبقي يعتمد على الكتب أو الانترنت ، وهذه علة المجال السريع مع الزمن ومتغيراته ، لكن الطموح بعودة نشاط القصة القصيرة يعتمد على تأليف بمستوى المعجزة، إذا صح التعبير ، أتوقع الرواية باقية في المقدمة والدليل حتى السباق في جوائز النصوص الأدبية، إذا كانت عالمية أو عربية، تذهب الى الرواية بشكل أوسع.
إعجاب القارئ
الروائية والقاصة صبيحة شبر : رغم إن عصرنا الحاضر يتميز بالسرعة ، إلا أن الرواية بقيت محافظة على اعجاب القارئ ، الذي يقبل عليها بشغف ، ويقرؤها بتمعن متابعا أحداثها ، وهذا لا يعني أن القصة القصيرة فقدت بريقها ، فلكل جنس من أجناس السرد جماله ومتعته ، ولكل منهما مميزاته .
قراءة طويلة
الاعلامية والقاصة جميلة الخزاعي : القصة القصيرة والرواية كلاهما سرد حكائي نثري، ولكن الرواية تكون أطول، وبالتالي تحتاج إلى وقت طويل لقراءتها، وقد يولد الملل، ولكل منهما قراء، وعادة اقرأ لكليهما، ولكن لا اقرأ جميع الروايات، بل أختار الفائزة منها في مسابقة دولية، مثل نوبل والبوكر وكتارا، فالجوائز عادة تصب في مصلحة الرواية. إذن فهي باقية، وهذا لا يعني أن الإقبال على قراءة القصة قليل بل على العكس لأنها تتسم بالقصرِ، ونحن في زمنِ التطور، وكما أسلفت لكل منهما متابعوه.
استقطاب القراء
هدى الحَصّان / إعلامية وأدبية : نعم، فَالرواية فَي بدايَة أوانَها أخَذَت حَيزًا كَبيرا منَ الاهتِمَام لِسَنَوَات طَويلَة وَ مَا زالَت لِغايَة الآن تُلقى الإقبال سَواء من قِبَل الكُتّاب بِتَألِيفَها أو المُثَقَفين ، لكن منَ الطَبيعي أن يَحول الاتيَان عَنها بَعضَ الشَيء؛ بِمُجَرَّد تَطّور وَ ظهور أنواع جَديدة من الأدَب، و ذَلِكَ من دَواعي التَجرُبة وَ المُمَارَسَة لَكُل فَن أدَبي يَظهر عَلى السَاحة من فنون الكِتَابة، كَمَا حَصَل مَعَ ظُهور “القصة القَصيرة وَالالتِفات الواسِع نَحوّها مؤخرًا ، لذلك قَد يَقلّ الاهتِمَام بالرواية، لَكن لا يَنتَهي وَ يَموت، فَلِكُل نَوع “مِيزَة” تَستَقطب القراء من خِلالَها ، َويَبقى فَي النِهاية، اخِتلاف الأذوَاق الدَافع للاختيار ، هنالك من يُفضّل عبق الرواية الشَيّق باحداثَهُ العَميقة وَ المُكَّثَفة للغَور فَي عَالَم كَبير بِتَفاصيلَه ، ليَكتَشف مَا يَتَخَلل فِيه من مَواقِف وَ حِكايات تَثري عَقلهُ، تُوسِع مَدارِكَهُ وَتُلامس شِغاف قَلبه ، وآخر يَكتَفي بِحَدَث صَغير مُستَرسِل بإيجاز يُوصلَهُ إلى الفَكرة.
متعددة الشخصيات
باسم عبد العباس الجنابي / مدير تحرير جريدة البينة ( سابقا ) : فنون الادب متعددة ومتنوعة ، وفن الرواية أعم واشمل من فن القصة القصيرة والقصة القصيرة جدا. وتمتاز الرواية بأنها متعددة الشخصيات وفيها الحوار والجدل وكذلك الوصف أعمق ، وفي كافة دول العالم الرواية تتفوق على القصص ، وللرواية جوائز نوبل والمان بوكر والبوكر العربية في الامارات ، وأغلب الروائيين خالدون في أذهان القراء على مر تاريخ الرواية.
سرد طويل
حسن الموسوي / روائي : مع تطور الحياة في كل جوانبها ودخولنا في عصر الانترنت ، أصبح الإختصار و الإيجاز ضرورة ملحة في كل الأجناس الأدبية ، ففي الشعر ظهرت الومضة والهايكو و في القصة ظهرت القصة القصيرة جدا ، ولكن الأمر يختلف مع الرواية التي تضم بين جنباتها أحداثا كثيرة وسردا طويلا ومفصلا ، لذلك لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتم اختزال الأحداث ، وفي الآونة الأخيرة وعلى الرغم من الإقبال الكبير على قراءة القصة القصيرة إلا أن الرواية قد حافظت على موقع الصدارة من بين جميع الأجناس الأدبية .
إنتصار الرواية
قاسم وداي الربيعي / شاعر وإعلامي : الرواية باقية على قيد الحياة وإن ازدحمت المواعيد والمشاغل، صحيح أن القصة القصيرة عند قراءتها لا تحتاج إلى المزيد من الوقت ، لكن تبقى الرواية هي مَن يرافق المثقف والأديب ، وهي التي تشارك وتنتصر في معارض الكتاب والمسابقات الثقافية .
عصر الرواية
عادل كاطع / روائي : حجم الإقبال على الرواية لا يوازيه أي إقبال اخر على الأجناس الأدبية الأخرى بما فيها القصة ، وذلك لأن الرواية قصة طويلة وأحداث متشابكة ومعقدة وذات نفس عميق ، فلا يمكن أن نهمل الرواية حتى وإن كلفت طباعتها ومجهودها الشيء الكثير ، ومن هنا كان من الطبيعي أن يسمى العصر الحاضر بعصر الرواية لكثرة الإقبال عليها .
دلالات متعددة
حسين عجيل الساعدي / ناقد وباحث : ان الذي يجعل القصة القصيرة لها الحضور المميز أمام الرواية، ليس الفرق في الحجم (الطول أو القصر) وانما في عنصر الرؤية التي تشكل النواة الفكرية لها، ومواكبتها لايقاع الزمن السريع، واختصارها للحدث، الذي ينشأ من وحدة الموضوع مع التكثيف ذي الدلالات المتعددة والايجاز وما تتمتع به من دراما ذات طبيعة ديناميكية، لذا يرى (أكونور) أن القصة القصيرة هي “فن اللحظة المهمة”.
وحدات صغيرة
الروائي كاظم الشويلي : تبقى الرواية هي النوع الأهم من الأنواع اللغوية ولا يمكن للجزء ( القصة القصيرة ) أن تزيح الكل ( الرواية) لأن بنية الرواية بالأساس متكونة من وحدات صغيرة أو لبنات أساسية من القص والحكي، ويرجع التفاضل بين الأكثر مطالعة (الرواية أم القصة) يعود إلى توفر وقت للقارئ من عدمه .
استجابة سريعة
عدنان القريشي / قاص وإعلامي : بلا شك، كتابة القصة القصيرة تحتاج إلى لغة مكثفة وواضحة في التعبير ، ولذلك استهوت الكثير من النقاد والقراء ، وبالتالي فإن كاتب القصة وبمجرد ما يفرغ من كتابتها يدفعها إلى الطبع بعد مراجعة شاملة لها ، أما بشأن قراءة الرواية وحتى موضوع كتابتها فإن أحداثها تتغيير ولا يمكن السيطرة عليها ، ولكن إجمالا فإنها تترك ذكرى وعبقا خاصا.