حاورها – محمد حسين الداغستاني
* متى اكتشفت في نفسك الميل الى الرسم وكيف أصبح خيارك الأساس في الحياة ؟
– الجواب على هذا السؤال هو أن الله سبحانه وتعالى يمنح الموهبة ( بأنواعها ) لمن يريد ، وله الحمد تعالى على منحه لي موهبة التحسس لسحر وجمال الألوان منذ صغري ونعومة أضفاري ، وقد منّ الله علي إذ كنت قريبة جداً من عمي الفنان التشكيلي الرائد « محمود العبيدي « رحمه الله» ، والذي لاحظ ميلي للألوان فقام بتشجيعي وتعليمي أسس ومبادئ الرسم وله الفضل الكبير لما حققته حتى الآن.
* واضح لمن يتابع لوحاتك يكتشف بأنك من أنصار المدرسة التجريدية ومؤسسها الفنان الروسي الكبير كاندينسكي، هل تعتقدين بأنك نجحت في ترجمة قيم هذا الإرث الفني العالمي ؟
– نعم إن أعمالي في جلها تقع في خانة التجريد ، وأنا أذكر دائماً اعجابي الكبير واهتمامي الشديد بأسلوب الفنان الكبير كاندينسكي ، وأعتقد انني وبتوفيق من الله نجحت في أن أوظف ألواني في لوحاتي بأسلوبي الخاص ، كما وأفلحتُ من خلال أعمالي في المهرجانات العالمية في إيصال رسالة سلام من الشعب العراقي الى كل شعوب العالم.
* ما هي الألوان الأقرب الى مزاجك الفني ؟
– الأخضر ( اللون الإلهي ) هو أقرب الألوان لي واستعمله بكثرة وفي بعض أعمالي يكون طاغياً على بقية الألوان ، ومن بعده فأن اللون الشذري يمتلك مساحة ً واضحة في أعمالي لأن هذا اللون هو من الألوان المتغلغة في تراث وحضارات ميزوبوتاميا المتعددة ومنذ الآف السنين والى يومنا هذا ، حيث نرى هذا اللون بارزاً في القرى و الأرياف من شمال العراق الى جنوبه فهو لون تأريخي بقدم وادي الرافدين نفسه.
* خلال مسيرتك الفنية المكتظة والنشطة نلتِ العديد من الجوائز والشهادات الدولية تثميناً لمنجزك الفني ، ما أبرز هذه المحطات التي تشكل تقييماً نوعياً عالمياً لهذا المنجز ؟
– بفضل من الله تعالى فزت بالعديد من الجوائز والشهادات العالمية ، وأني فخورة بها جميعاً ولكن منها ما هي قريبة جداً على قلبي ولها مكانة خاصة عندي، فمثلاً بالدرجة الأولى فوزي بجائزة مهرجان سلوفاكيا الدولي 2014 والمهرجان يمنح تمثاله الذهبي لفنان واحد فقط وكنت أنا في حينها فضلاً عن إعطائي لقب (سفيرة السلام من خلال الفن ) ، والفوز الثاني لي تمثل بمنحي ميدالية خاصة ذهبية في بينالي فلورنسا الدولي العاشر 2015 والجائزة الثالثة تكريمي في نيويورك من قبل مجلة آرت تور الأمريكية ضمن مجموعة من الفنانين من مختلف دول العالم .
* مع الإقرار بأهمية الجوائز والشهادات التقديرية أجد من الضروري التوقف عند تقييم النقاد المحليين والعرب والعالميين لأعمالك الفنية ، هل لك أن تستعرضي بعض ما قيل عن فنك ؟
– الحقيقة، من الصعب حصر الكتابات كلها والتي تضم آراء وانطباعات النقاد والمختصين بالشأن التشكيلي في هذا المجال الضيق لكنني أشير الى أبرزها ومنها محلياً وفي سابقة نوعية في الحركة التشكيلية العراقية، فقد بادر ستة من أشهر النقاد العراقيين الى تأليف كتاب مشترك عن فني التشكيلي ضم انجازي الفني وهم كل من : شيخ النقاد المرحوم الأستاذ الكبير عادل كامل، والدكتورجواد الزيدي ، والأستاذ صلاح عباس ، والأستاذ جاسم عاصي، والأستاذ قاسم العزاوي، والأستاذ حسن عبدالحميد. وهناك اخرون تفضلوا بالكتابة عني منهم : الدكتورة وجدان الخشاب والأستاذ علي الدليمي وجنابكم الكريم ، وآخرون.
وأما عربياً ، فلقد كتب عني الفنان العالمي والناقد المرحوم محمد بوليس ، والناقد المغربي لحسن الملواني ، والناقد اللبناني شكرالله فتوح . فيما كتبت عني عالمياً الناقدة الإيطالية فرجينيا بازيجي ، والناقدة الرومانية الكبيرة آليس دنكوليسكو ، والناقدة الأمريكية فيفيانا باولو، والناقد التركي علي ايسر، وكذلك الناقدة الإيطالية لورا ادرياني وغيرهم .
* في رأيك، هل تجدين أن المسالك مفتوحة عالمياً أمام الفنانين العراقيين وفناني كركوك للإنطلاق نحو العالمية ؟. وكيف ؟
– نعم ولم لا ، والدليل امامك فأنا من كركوك، وبلغت مشاركاتي الدولية والعربية خمسين مشاركة ، ولكن الوصول الى هذا يكون بالجهد والعمل الفني المبدع الذي يفرض نفسه على لجان إختيار الفنانين ولجان فحص وتقييم اعمال المرشحين للمشاركة في مثل هذه المهرجانات العالمية .
* هل تلمسين تأثيرك الفني على محيطك الأسري ؟ هل هناك من بين أولادك من يميل الى السير على منوالك الفني ؟ وكيف تنظرين الى هذا الأمر ؟
– حب الفن مغروس في العائلة عموماً وأولادي الأربعة يتعاملون مع الفن بتقديس وتقدير كبيرين وهم جميعاً يمارسون الرسم ولكل منهم اسلوبه الخاص به ، فابنتي الكبيرة فاتن تهتم في عملها بتفاصيل متناهية الدقة يتطلب منها الكثير من الوقت والجهد ولها مشاركات عدة في مهرجانات دولية وآخرها كانت في مهرجان للفنانات التشكيليات العصاميات في تونس شباط 2018، والثانية متخصصة بالبورتريت والثالثة برسوم الأطفال وابني لديه اسلوبه الخاص ويحاول تطويره من خلال متابعته لأعمال الفنانين في العالم عبر شبكة الأنترنيت.