الاخيرة

قراءة… للمعرض الشخصي الرابع … التشكيلي عماد عاشور.. ينفذ أعماله برؤى إخراجية

 

 

برعاية وزارة الثقافة اقامت دائرة الفنون المعرض الرابع للفنان التشكيلي عماد عاشور، حيث احتوى المعرض على لوحات متنوعة في طريقة رسمها بين الألوان الزيتية والكولاج، وعلى سطوح صقيلة من الجنفاس. باسلوبية واضحة اراد لها عاشور ان تكون متميزة بالوانه القاسية .وكانها نفذت بطريقة الكرافيك ,في غياب ضربات الفرش كلّها بتقنية واضحة عبرت عن موضوعة الوجوه «واالاقنعة» بطريقة تعبيرية/ تجريدية ورمزية لما للاقنعة من اسقاطات ,سياسية واجتماعية ,علاوة على الجدل الفلسفي والسايكولوجي بين الشكل والمضمون حيث تتيح للمتلقي قراءتها بالشكل الذي يشعر به ,و تستمد الاشكال تعبيراتها من خلال الشخصية العراقية المستلبة والتي استبدتها الحروب ودمرتها من خلال الاثار النفسية التي يكابدها الفرد العراقي بغياب الامان وهو يرى مشاهد القتل المجاني وزيف الوعود بالخلاص من محنة الوطن ,والخوف من الا تي .وفي هذا المعرض طرح عماد عاشور اشكاله التي ضمتها لوحاته برؤى اخراجية , بدلالة القناع في المسرح وجه باكٍ ووجه ضاحك ,غير ان وجوهه لم تر فيها غير الخوف والبؤس ,من خلال رسمه للعيون بطريقة قاسية لما شاهدته من بشاعة ,وقد ركز عماد عاشور على الاحساس الداخلي (الديالوج الداخلي )وهو عنصر الحوار في المسرح ,ومجريات الشعور لدى المتلقي من خلال اشكاله ذات الخطوط البسيطة ,ليشده الى الغوص في الاعماق حيث تشابكت الخطوط وتعتمت الالوان والرؤى . ربما هذه الاقنعة تثير الكثير من الاسئلة .فماذا وراءها من حقيقة ؟وهل الاخر يتخفى خلف قناع ؟ام ان الذين تسببوا بهذه القسوة هم ممثلون .وربما اراد ان يقول عندما تسقط الاقنعة يعني ان هناك من ترك التمثيل .او ان هذه الوجوه قد فقدت الاحساس فما عادت الاقنعة تنفع بشيء .وبالنتيجة يتكون لديك عنصر (التطهير )عند مشاهدتك المعرض وكأن اللوحات اخذت ادوار الممثلين باشكالها القاسية بعد ان هبطت عليك انثيالاتها وانت تتامل عرضا (صامتا )ومشوقا.

قد يهمك أيضاً