آمنة عبد العزيز
مذ كنا صغاراً كأسنان النهر
رافقتنا أفواه الحرب
كان النهر قريبا من الحب
على بعد تنهيدة من طين
على بعد رقصة غجرية
على بعد أصابع
ها هي الطرقات
تتبغدد بالضحايا
و السماء مرايا
تمشط وجوه الأرواح
حبلى خطوات الموت
تجهض كل حين صمتنا
في انسكاب اللون
تنام صرخة ملثمة
بصوت الله
أي دعي هذا
أي جسد تستباح فرائصه
في عناق السواد
أي صيحة ملوثة بالدم
كان الله الكبير
في بيتنا الصغير
هنا كان بيت الله
هناك كان بيت جارنا
هناك كان منزل الأسفار
وفي طريق لا يعرف الله
تسجى أشلاء النهار
كل البيوت تدعي العبادة
والله وحده بالجوار
يرثي مكامننا
الساكنة بالعراء