حسن عودة الماجدي
يذكر المحامي جواد الظاهر بكتابه ثورة العشرين ان الزعيم اعتمد كليا على الحزب الشيوعي لتثبيت دعائم حكمه دون الاعتماد على جميع قوى الشعب العراقي والقوى الوطنية والدينية الواسعة مما ادى الى نشوء وتقوية جبهة المعارضة لحكمه والمتمثلة بالقوة الدينية الشيعية والسنية والقوى الوطنية والقومية والضباط الاحرار والجيش ذي العقيدة الوطنية والدينية وهنا اود ان أسأل المحامي الذي يبدو له انه يكتب من داخل الدهاليز المظلمة ويعتمد الاطروحات الرجعية للفترات الغابرة سيما وان فريق المحامين على وجه الخصوص هم من وجهاء البلد والمتنفذين على نطاق واسع في الدوائر القضائية وغيرها بسبب قلتهم وسط التخلف المزمن في الدولة العراقية قبيل وبعد تأسيسها وان وجدوا كانوا بقدر اصابع اليد في المحافظات وقد اختصر التعليم على ابناء الذوات والسلاطين والاقطاعيين وملاكي الارض الكبار في الحيز ماقبل الثورة اذ لم نجد مايشير على وجود ضابط او مهندس او محامٍ اوطبيب من ابناء العمال والفلاحيين بدليل الرفض المطلق من قبل شيوخ العشائر لفكرة تعليم ابناء الفلاحين خشية الشعور بالغبن الواقع عليهم، لذلك يبدو للمفكر المحامي انه ينطلق من عمقه السوقي الرجعي القديم دون الالتفات الى الحيز الذي ازاحه الزعيم من كاهل الشعب العراقي . هذا وقد سنحت الفرصة للقوى التي ذكرها في كتابه من خلال الانقلابين الاسودين الثامن من شباط عام 1963 والسابع عشر من تموز عام 1968 . فهل تحقق ياترى المطلوب من لدن القوى ذات العناوين والمسميات المختلفة؟ بل تحقق الذي فتح الابواب الجهنمية على الشعب العراقي من غيض الانقلابيين القتلة الذين اسسوا قبل اي تأسيس للوقائع المرعبة ووخز الذكريات من خلال الحرس القومي الذي اسس اكبر قاعدة تقشعر منها الجلود وبأبشع القوة التي طورها الجيش الثاني من الحرس القومي في الانقلاب التموزي الابشع في عام 1968 بصفحة سوداء منذ اليوم الاول للانقلاب المشؤوم . من الملفت ان الكراهية التي يحملها المحامي تجاه الزعيم قد ابكمته الأحقاد الدفينة عن قول الحقيقة امام المنجزات الثورية العظيمة فلم يذكر في كتابه ولو منجزا واحدا او الاشارة بالبنان لقائد الثورة بل اكتفى بالقدح والذم . اما فيما يخص الزعيم والعلاقة الرصينة بالحزب الشيوعي على حد قول الموما اليه ونبذه للقوى الاخرى على الساحة العراقية والتي هي كانت السبب بالتآمر على حكومة الثورة وزعيمها ولكن فات المذكور ان التآمر قد بدأ بعد اربعة ايام من نجاح الثورة التموزية بدءاً بعبد السلام محمد عارف مرورا برشيد عالي الكيلاني وعبدالوهاب الشواف في الموصل واحداث كركوك بقيادة قائد الفرقة الثانية الزعيم الركن ناظم الطبقجلي ومؤامرة الاغتيال الفاشلة على شخصية الزعيم وكذلك قيام الجبهة العريضة المتكونة لكل من هب ودب من قوى الاقطاع والرجعية وايتام العهد الملكي والبعثيين والقوميين واخوان مسلمين وحزب التحرير وغيرهم من
الشذاذ والعصابات هؤلاء جميعا ساندوا عبدالسلام عارف بكل قوة دون الالتفات الى صوت العقل والمنطق والمصلحة الوطنية والحفاظ على المكتسبات الثورية مع انهم على معرفة تامة بعبد السلام عارف الذي كان مهووسا بالالقاب والمناصب السلطوية والنياشين العسكرية، اما الدور الذي لعبه الحزب الشيوعي العراقي تجاه الثورة كان مهما للغاية في اسناد حكومة الثورة واجهاض المؤامرات المشبوة التي تحاك من الجبهة المذكورة وعلى رأسها العقيد عبدالسلام عارف، لذلك كتب عما يصار في العراق الكاتب الامريكي (( وولتر ليبمان في صحيفة الهيرالد تربيون )) بأن الحكم في العراق لم يكن ميؤوساً منه، هذا ويعزو المحامي الاطاحة بالحكومة الوطنية وزعيمها الخالد هو بسبب احتضان الزعيم للحزب الشيوعي العراقي لكن الامر لم يكن كذلك بل انه قد احال اكثر العسكريين ممن شاركوا بالثورة التموزية الى التقاعد وهمش دور القيادات المهمة كما ابعدهم من الاشتراك الفعلي بالسلطة مع ان الاشتراك كان بمثابة القوة الفاعلة والقادرة على اسناد حكومة الثورة في تطبيق الاصلاحات الوطنية والتصدي لأي مؤامرة تحاك ضد الجمهورية ولكن الضغوط الباطلة من القوى المضادة حالت دون القيام بمثل هكذا مشروع معلليين الاسباب بأحداث كركوك، في حين ان الحقيقة ليست كذلك وانما ماجرى بكل تفاصيله من تدبير شركات النفط الاحتكارية مما زرع التوجس والشكوك بمخيلة الزعيم عبدالكريم قاسم عن نية الحزب الشيوعي الاطاحة به واستلام السلطة، فقد نجح المخطط الاحتكاري بدفع الزعيم على ابعاد الشيوعيين وحلفائهم من المؤسسة العسكرية والاجهزة الحكومية مما ساعد على اضعافه وتقوية جبهة الضد القومية واتباعها من الموتورين.








