فالح حسون الدراجي
في ربيع عام 1985 وتحديداً في إحدى أمسيات منتدى الشعراء الشباب في مدينة الثورة.. كنت مكلفاً من قبل الزملاء في المنتدى بنقد القصائد المقروءة في تلك الأمسية.. وقد كانت تلك الأمسية مخصصة للشعراء الشباب جداً.. وأذكر أن أكثر من عشرين شاعراً قد قرأ في تلك الأمسية الخميسية.. وجميعهم كانوا من الذين يقرؤون لأول مرة في المنتدى. ومن حسن الحظ كان من بين هؤلاء (الشباب جداً) فتى ناحل هزيل .. غزت الصفرة وجهه، وكأنه قد خرج من مستشفى التويثة.. له صوت ضعيف.. وحنجرة واهنة.. ووقفة لا تشجع وراء المنصة ..لكن شعره كان قوياً.. بل قوياً جداً.. كان هذا الفتى اسمه جواد الحمراني..
وأذكر أنني سألته وقتها عن بيت شعري كان هو الأجمل في القصيدة التي قرأها امامنا.. قلت له: يا جواد .. هل هذا البيت لك؟
فضحك.. وقال: والعباس أبو فاضل هذا البيت مالي.. وحلالي..!!
فصدقته.. وقلت: إذاً نحن امام ولادة شاعر خطير.. سيكون له شأن كبير في خارطة الشعر.. وقد تاكدت نبوءتي فيه.. فجواد الحمراني اليوم رقم مهم في معادلة الشعر الشعبي العراقي بطرفيها الكبير والشاب.. وجواد الحمراني الذي وقف بوجه نظام صدام الفاشي بشجاعة لم ولن تتوفر لغيره وهو رقم مهم اليوم أيضاً في معادلة المواجهة مع الإرهابيين، والطائفيين، وأعداء العراق..
جواد الذي لم يخفه نظام بوليس فخم مثل نظام صدام، هل سيخيفه اليوم مجموعة من الطائفيين، والإرهابيين من (بتوع قناة الصفا) وأيتام البعث المندحر؟
يقيناً ان الجواب سيكون بالنفي، إذ يكفي جواد ان الشهيد الخالد محمد صادق الصدر.. أعطاه عكازته .. وقال له: خذها يا جواد فانت أحق بها من غيرك!
لقد أعددت لكم اليوم هذا الملف عن الشاعر والمجاهد الكبير جواد الحمراني وستجدون فيه قصائد ومقالات لأحبة كتبوا رأيهم بجواد خصيصاً لهذا الملف.. وأولهم الشاعر الكبير جواد الحطاب..
يقول الحطاب عن الحمراني:
