زيارة مدينة برايتون، الواقعة في إقليم شرق ساسكس في جنوب شرق بريطانيا، رفقة الأطفال تدفع العائلات إلى تجربة كل وسائل الترفيه بغض النظر عن أسعارها، لا سيما وأنها مدينة سياحية، إذ يزورها سنويا حوالي 8 ملايين سائح. وتنطلق من زيارة أكثر معالم المدينة شهرة وهو قصر بلاص بير. وبعد ذلك تجتذب الأطفال فكرة ركوب الخيل أو العجلة الدوارة، وبمجرد الانتهاء من هذه الألعاب تجد الأسرة نفسها مضطرة إلى الذهاب إلى مكان آخر أو التوجه مباشرة نحو كشك للمثلجات أو موقف للمرطبات أو متجر للحلوى، لأن الأطفال يصرون على ذلك وبالتالي تنصاع العائلة لرغبات لأبناء. وبعد ذلك تنعم العائلات بالسير داخل الهيكل المؤدي إلى شاطئ البحر الذي يبدو جذابا ويمثل بالنسبة إلى الأطفال مكانا للمرح والهرج. ويعد الهيكل المؤدي إلى شاطئ البحر أكثر إثارة عندما يتم النظر إليه من الأسفل، وذلك من خلال الذهاب في جولة بحرية بالقارب بصحبة الأطفال دون 16، وتستمر مثل هذه الرحلات حوالي 45 دقيقة، وتبدأ من منتصف شهر مارس إلى غاية شهر نوفمبر، علما وأنه يتم إيقاف الرحلات خلال الأيام التي يكون فيها البحر مضطربا. أما بالنسبة إلى الأطفال الأكبر سنا فيمكنهم استئجار قوارب الكاياك أو ركوب الأمواج واللعب في البحر الممتد ما بين قصر بلاص بير وحطام الهيكل الجميل ذي الشكل المخيف من ويست بير، علما وأن برج المراقبة “أي.360” يعد أفضل مكان لرؤية ويست بير.
وتعتبر عطلة نهاية الأسبوع وأيام الأربعاء في الصيف، وأيام الأحد في جميع العطل المدرسية، فرصة لحضور عرض الدمى المتحركة “بانش أند جادي” دون دفع أيّ رسوم، ويتم عرضها في الجزء السفلي من البرج، ويشرف على العرض جلين إدواردز، وهو من يتولى هذه المهمة منذ 50 عاما. ويمكن أن تغفو عيون الأولياء لكن قهقهة الأطفال تمنع عنهم أيّ فرصة لذلك. ويعد قطار فولكس الكهربائي التاريخي آخر الوجهات البحرية المفضلة بالنسبة إلى الأطفال، حيث يبدأ رحلته من شرق قصر بلاص بير إلى نهاية ماديرا درايف، ويمر على طول الساحل قاطعا مسافة ميل. ويتكون القطار من عربات مفتوحة ويمرّ عبر شاطئ العراة، الأمر الذي يجعل الأطفال يقهقون باستمرار، رغم وجود ستار حجري استراتيجي يحمي السباحين. ويحظى الكنز الموجود في الجناح الملكي في متحف برايتون للقصص العالمية، باهتمام الأطفال، لا سيما وأنه يتم فيه عرض أشياء عن الفراعنة في مصر القديمة. كما يستمتع الأطفال بمتحف “توي أند مودل”، من خلال مشاهدة قطار ضخم يعود إلى سنوات الثلاثينات من القرن العشرين، بالإضافة إلى أنهم يستمتعون أيضا بدمى الدببة القديمة، مثل مجموعات ميكانو وألعاب الممرات، خاصة تلك التي تسمح لهم بالرقص مع الدمى.
ويعد متحف “بوث للتاريخ الطبيعي” من أكثر ما يثير دهشة العائلات، وهو يقع على مسافة قصيرة من شاطئ البحر على طريق دايك، وقد كان في الأصل متحفا خاصا بالعهد الفيكتوري، إلى جانب أنه يمكن الدخول إليه مجانا. وعلى الرغم من أن التواجد بالقرب من الحيوانات النافقة غير مريح للكثير من العائلات، إلا أنها تضطر لمجاراة أبنائها، لا سيما وأنه مبعث للسعادة لهم. ويجتذب الأسد والحمار الوحشي ونمر تسمانيا المنقرض العديد من الأطفال، في حين يميل البعض منهم إلى البوم نادرة الوجود، وطيور الشماط والنسور، بالإضافة إلى مشاهدة عظام طائر الدودو وهيكل عظمي لأحد الثعابين المنذرة بالشؤم. وغالبا ما يشعر عدد قليل من الأطفال بالتعب جراء التجديف على امتداد بحر برايتون الصخري المجهز بفرق الإنقاذ من مايو إلى غاية سبتمبر، في حين يحب الأطفال دون سن الخامسة حمامات التجديف في ملعب كينغز راود، إلى الغرب من برج “إي.360”، وفي هوف لاغون، يمكنهم التجول لمدة 15 دقيقة على طول الواجهة البحرية إلى الغرب. كما يوجد مكان للتزلج، وملعب، ومركز للرياضات المائية ومقهى نورمان كوك. وكثيرا ما يفضل الأطفال ملعب ذي لافل، لا سيما صيفا وهو قريب من مركز برايتون، لأنه يحتوي على نوافير للمياه، بالإضافة إلى أنها توفر إمكانية لرقص الناس حولها في الأيام الحارة وهو الملعب الأكثر إبداعا في المدينة. وفي حديقة التزلج يقف الأطفال خائفين ومنشدّين إلى مشاهدة أصحاب الدرجات النارية وهم يقدمون عروضهم على لوحات التزلج المحلية في الحديقة. وتحبذ بعض الأسر ركوب الدراجات على طول الواجهة البحرية، حيث يمكنهم استئجار الدراجات من الأمسترداميين عن طريق محطة برايتون، لمدة ثلاث ساعات، علما وأن هناك دراجات مخصصة لنقل البضائع ومجهزة بمقاعد للأطفال. وابتداء من صيف 2017 ستحظى المدينة بممر خاص بالدرجات. وبالكاد يتحرك معظم زوار برايتون خلف قصر بلاص بير وممرات لانس، وإذا ما حاول أحد الزائرين القيام بجولة قصيرة في أيّ من الاتجاهين سيتضاءل حجم الحشود بسرعة. وتقع الساحتان المفضلتان لركوب الخيل غرب هوف لاغون إلى الشرق من أوفينغدين، وتمر القوارب عبر برايتون مارينا.
وهناك الكثير من الأماكن التي تقدم وجبات إفطار ذات قيمة جيدة في برايتون، وإذا أرد السائح وجبة مكونة من لحم وبيض وخضروات فعليه أن يجرب ليتل ميس بيجس في كيمب تاون. أما المكان المفضل للعشاء فهو لا شوزى، وهو مطعم مزدحم بشكل دائم، ولكن شطائر الدجاج بالجبن، والأسماك المقرمشة عنده ممتازة، في حين يحب الأطفال البرغر في لاكي بيتش على شاطئ البحر. وتعد ستراوبيري فيلدس المشرقة والدافئة قبالة الواجهة البحرية في كيمب تاون، من الغرف الكبيرة المناسبة للعائلات. ويقع يو. اتش. أي (يوث هوتل أسوسييشن) في المركز، وهو مناسب لنمط برايتون ولميزانية العائلة. وتحظى العائلات بإطلالة بحرية رائعة بفندق هوليداي الذي يقع على الواجهة البحرية وبه العديد من الغرف، بإطلالات رائعة على البحر. وإذا لم تتمكن العائلات من العثور على ما تريده لإنفاق أموالها في برايتون، يمكنها التوجه غربا نحو هوف، علما وأن الحافلات إلى برايتون من هناك سريعة وموجودة بشكل دائم، والجولة على متنها لا تستغرق أكثر من 10 دقائق، وهي بمثابة نزهة على طول الواجهة البحرية.
اهم الاخبار
سياحة
مدينة برايتون البريطانية تجتذب الأطفال أكثر من الكبار
- 23 فبراير, 2017
- 530 مشاهدة